اختتم وفد رفيع المستوى من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية زيارة ميدانية إلى بولندا امتدت لأربعة أيام، وذلك للاطلاع على مشاريع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية والموجهة لدعم اللاجئين من أوكرانيا، وكذلك لجمع البيانات المباشرة حول أوضاع واحتياجات الملايين من النساء والرجال والأطفال الذين اضطروا للفرار من وطنهم والبحث عن المأوى في الدول المجاورة. تأتي الزيارة في أعقاب منحة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي قدمتها المملكة العربية السعودية؛ ممثلةً بذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مناصفةً للمفوضية ومنظمة الصحة العالمية، بهدف دعم خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة للاجئين من أوكرانيا والمجتمعات المضيفة لهم. كما ستسهم المنحة في تقديم المساعدات الإغاثية الضرورية إلى 75,000 لاجئ، والتي تشتمل على البطانيات والمراتب وحقائب النوم. ترأس الوفد معالي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بحضور خالد خليفة، ممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومستشار المفوض السامي، والدكتورة بالوما كوتشي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في بولندا. استهل الوفد الزيارة بلقاءات مع عدد من ممثلي الحكومة البولندية، وتخللتها جولة في مراكز تقديم خدمات الرعاية الصحية التي زودتها منظمة الصحة العالمية بالمعدات الطبية، بالإضافة إلى زيارة مركز التسجيل في المساعدات النقدية الذي تديره المفوضية في وارسو، حيث التقى الوفد بعددٍ من العائلات اللاجئة من أوكرانيا واستمعوا إلى قصصهم لفهم احتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها بشكل أفضل. وقالت الدكتورة بالوما كوتشي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في بولندا: "ستسهم هذه المنحة السخية من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في ضمان حصول الأشخاص الأكثر ضعفاً على المساعدة التي هم بأمس الحاجة إليها". وأضافت: "سوف تفضي هذه المنحة إلى مخرجات علاجية أفضل وإلى حماية المزيد من الأرواح والتخفيف من حدة المعاناة. نتطلع قدماً للبدء في توفير علاجات جديدة ومبتكرة مضادة للسل، لكل من اللاجئين من أوكرانيا والمواطنين البولنديين، سعياً لتحسين جودة الرعاية والمخرجات الصحية لهم". وقد استفادت الآلاف من العائلات اللاجئة من أوكرانيا من المواد الإغاثية التي وزعتها مفوضية اللاجئين في مختلف أنحاء بولندا، خاصة في ضوء اضطرارهم لترك متعلقاتهم الأساسية في ديارهم خلال فرارهم من البلاد. من جانبه، قال كيفن ألين، ممثل المفوضية في بولندا: "تسببت الحرب في أوكرانيا في نشوء واحدة من أكبر أزمات النزوح الإنساني في التاريخ الحديث. تعد المساهمة المقدمة من المملكة العربية السعودية التي جاءت في الوقت المناسب أمراً حاسماً في تزويد اللاجئين بمواد الإغاثة العاجلة ولتجهيز أماكن الإقامة الفردية والجماعية." وأضاف: "لقد تمكنا بفضل شراكتنا الممتدة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من الاستجابة في بولندا، وفي عدد من حالات الطوارئ الأخرى العديدة حول العالم". وقد توجه الوفد أيضاً إلى معبر كورتشوفا الحدودي جنوب شرقي بولندا، وقام بجولة في مخازن المفوضية للمواد الإغاثية في مدينة جيشوف التي تبعد مسافة ساعة عن الحدود مع أوكرانيا، والتي تنطلق منها عمليات توزيع المواد الإغاثية على اللاجئين في بولندا والنازحين داخل حدود أوكرانيا. واختتمت الزيارة باستقبال عمدة مدينة غلوغو مالوبولسكي للوفد، حيث شارك الدكتور الربيعة في توزيع المواد الإغاثية على العائلات اللاجئة هناك. بدوره، قال الدكتور عبد الله الربيعة: "تؤكد زيارتنا هذه دور المملكة الإنساني وحرصها على تقديم الدعم للمحتاجين أينما كانوا". وأضاف: "لطالما حرصت المملكة على دعم المحتاجين، وتقاسم المسؤولية الإنسانية مع المجتمع الدولي، والذي تجسد في شراكتنا مع المفوضية ومنظمة الصحة العالمية لدعم جهود الإغاثة للاجئين في بولندا والعالم أجمع". حول مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: تأسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 2015 تحت رعاية وتوجيه ساميين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يهدف المركز إلى تقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين خارج حدود المملكة إلى أكثر من 80 دولة من خلال الشركاء الدوليين والإقليميين والمحليين.