نفت وزارة الخارجية التركية مسؤولية أنقرة عن قصف أودى بحياة 8 عراقيين في منطقة سياحية بمحافظة دهوك في إقليم كردستان شمالي البلاد الأربعاء، قائلة إن الهجوم "إرهابي". وقررت الحكومة العراقية استدعاء السفير التركي لدى بغداد، للاحتجاج على هجوم دهوك، بعد تأكيد مسؤولين أكراد بأن الهجمات كانت نتيجة غارة تركية. وأعلنت الحكومة العراقية، الأربعاء، أنها ستستدعي القائم بأعمالها لدى أنقرة "لغرض المشاورة"، إثر اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني ترأسه رئيس الوزراء، أعقب قصفاً أودى بتسعة مدنيين في إقليم كردستان وحمّلت بغداد مسؤوليته لتركيا. وقرر المجلس "استقدام القائم بالأعمال العراقي من أنقرة لغرض المشاورة، وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا"، بالإضافة إلى "توجيه وزارة الخارجية باستدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغه الإدانة" و"مطالبة تركيا بتقديم اعتذار رسمي وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية". واشنطن تعلق وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن تراقب الوضع في أعقاب قصف أدى إلى مقتل مدنيين، لكنه رفض التعليق بالتفصيل مع تكشف معلومات عن الضربة. ومن ناحيتها، قالت وزارة الخارجية التركية: "نشعر بالحزن لسماع خبر مقتل 8 أشخاص وإصابة 23 في قصف بمحافظة دهوك العراقية". وخالفت تركيا تصريحات المسؤولين الأكراد التي أكدت أن الهجوم كان من القوات التركية، مشيرة: "نعتقد أن الهجوم على دهوك في العراق كان هجوما إرهابيا"، مضيفة أن تركيا مستعدة لأي خطوات ضرورية لكشف الحقيقة وراء هجوم دهوك. وقالت الخارجية التركية: "تركيا ضد جميع أنواع الهجمات التي تستهدف المدنيين. وتركيا تخوض حربها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي، بأقصى درجات الحساسية لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والمعالم التاريخية والثقافية والطبيعة". "مثل هذه الهجمات التي تستهدف الأبرياء تعتبر صادرة عن منظمة إرهابية وتستهدف موقف بلادنا العادل والحازم في مكافحة الإرهاب". وطالبت وزارة الخارجية التركية مسؤولي الحكومة العراقية "بعدم الإدلاء بتصريحات تحت تأثير خطاب ودعاية المنظمة الإرهابية الخائنة، والتعاون في الكشف عن الجناة الحقيقيين لهذا الحادث الكارثي". وأضاف البيان: "تركيا تقف ضد الهجمات التي تستهدف مدنيين وتتخذ كل الإجراءات لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في عملياتها لمكافحة الإرهاب". وأكدت الخارجية التركية أن القوات المسلحة "تتخذ إجراءات لتجنب سقوط مدنيين خلال عملياتنا في العراق". وندّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، بارتكاب "القوات التركية مجددا انتهاكا صريحا وسافرا للسيادة العراقية"، إثر قصف استهدف منطقة سياحية في إقليم كردستان في شمال العراق، وأودى بحياة مدنيين وفق السلطات المحلية. وأضاف الكاظمي في تغريدة على حسابه في تويتر أن "العراق يحتفظ بحقّه الكامل بالرد على هذه الاعتداءات وسيقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية شعبه وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر". وذكر مسؤولون أكراد عراقيون، الأربعاء، أن غارات جوية تركية قتلت 8 سائحين في شمال العراق وأصابت أكثر من 20 شخصا.