يصدر المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC تحديثات أولًا بأول لإرشادات الأمن والسلامة خلال جائحة كوفيد-19 والإجراءات الاحترازية الواجب الالتزام بها. وبحسب ما نشره موقع Healthline الأميركي، اشتبه مسؤولو الصحة في وقت سابق أن عدوى فيروس كورونا تنتشر بسهولة عبر الأسطح الملوثة - مثل مقابض الأبواب والنقود والطرود البريدية، ولكن الجديد هو أن مركز CDC أعلن أن الأسطح الملوثة لا تمثل تهديدًا بالعدوى، حيث ينتشر مرض كوفيد-19 بشكل أساسي من شخص لآخر عبر قطرات الجهاز التنفسي. وأوضح مركز CDC أنه ربما "يكون من الممكن أن يصاب الشخص بعدوى كوفيد-19 إذا وضع يده على فمه أو أنفه أو عينيه بعد لمس سطحا أو شيئا يحتوي على الفيروس. ولكن من غير المعتقد أن هذا هو السبيل الرئيسي لانتشار فيروس كورونا، ومازال هناك المزيد الذي يتعين معرفته عن هذا الفيروس". ويحث مركز CDC على مواصلة الالتزام باحتياطات السلامة، التي تشمل التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بشكل متكرر وتطهير الأسطح بشكل روتيني. وقال دكتور بنجامين نيومان، عالم الفيروسات ورئيس قسم الأحياء في جامعة تكساس إي أند إم- تكساركانا، ل Healthline: "من المفيد دائمًا توخي الحذر لتجنب العدوى بفيروس كورونا"، مشيرًا إلى أن معظم الناس يصابون بالمرض عن طريق الاتصال الوثيق مع شخص مصاب عندما تنتشر قطرات الجهاز التنفسي عن طريق الأنف والفم. ولكن هذا "لا يعني أن هناك استحالة في انتقال العدوى من الأسطح إلى الفم". في مارس، أشارت دراسة، نُشرت في دورية New England Journal of Medicine، إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يبقى على الأسطح لمدة تصل إلى 72 ساعة. وبعد الإعلان عن نتائج هذه الدراسة سادت حالة من الخوف من مختلف الأسطح وحرص الناس في الكثير من بلدان العالم على تعقيم كافة الأسطح طوال الوقت ومسح عبوات المنتجات بخوف مع تجنب التعامل بالنقود، بخاصة العملات الورقية فيما قضى الكثيرون أوقاتا طويلة في تعقيم كل قطعة من مشترياتهم من السوبر ماركت والبقالة. ويقول دكتور نيومان: "عندما كان الفيروس جديدًا ولم يكن معروفًا طبيعته، كان من المنطقي اتخاذ نهج حذر والحماية من [أي احتمالات] للعدوى من شخص إلى آخر وأيضًا من سطح إلى آخر". مع اكتشاف الباحثين المزيد عن فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، تبين أن أغلب حالات العدوى بمرض كوفيد-19 من شخص لآخر، من خلال قطرات الجهاز التنفسي، التي تتطاير من فم الشخص عند العطس أو السعال أو التحدث. ويشرح دكتور نيومان قائلًا: "وفيما يتعلق بالعدوى عن طريق لمس سطح ملوث، لم يكن السؤال حول مدة بقاء الفيروس على الأسطح، وإنما كيف ينتقل الفيروس من تلك الأسطح إلى فم الشخص أو أنفه. ولذا، فإنه مازال هناك احتمالات بنسب أقل لخطر العدوى عن طريق لمس سطح ملوث". وتتفق دكتور مانيشا جوثاني، طبيب الأمراض المعدية وأستاذ مساعد في كلية طب جامعة ييل الأميركية، مع رأي دكتور نيومان ولكن تؤكد أنه "إذا تم الالتزام بغسيل اليدين بالماء والصابون بعد لمس أي سطح [مشكوك فيه] فإن سلسلة العدوى ستنقطع". تقول دكتور جوثاني إن التغيير في الإرشادات والإجراءات الاحترازية الصادرة من مركز CDC يشير إلى أن الخوف من الإصابة بالعدوى لمجرد لمس عبوة أو استخدام مقبض الباب ربما لا يكون مبررًا. لكننا مازلنا بحاجة إلى استخدام الحس السليم وإعمال العقل والتفكير بشكل منطقي أي أنه عند لمس الأسطح أو استلام طرد بريدي، يمكن أن يتجنب الشخص فرك عينيه وأنفه وفمه وأن يقوم الشخص بغسل يديه بالماء والصابون على الفور. كما أورد موقع WebMD الأميركي قائمة بالأسطح المختلفة والمدة التي يمكن أن يعيشها الفيروس عليها: المعادن يمكن أن يعيش الفيروس على مقابض الأبواب والمجوهرات والفضيات لمدة 5 أيام الأخشاب وتصل المدة إلى 4 أيام على الأثاث والمكاتب والصناديق البلاستيك يمكن أن يعيش فيروس كورونا على أسطح بلاستيكية مثل حاويات الحليب وزجاجات المنظفات ومقاعد مترو الأنفاق والحافلات وحقائب الظهر وأزرار المصعد لمدة تتراوح ما بين 2 إلى 3 أيام. الفولاذ المقاوم للصدأ يبقى فيروس كورونا على الثلاجات وأواني الطهي والأحواض وبعض زجاجات المياه من 2 إلى 3 أيام. الورق المقوى ينتهي خطر انتقال العدوى بالفيروس من أسطح مصنوعة من الورق المقوى مثل صناديق الشحن وعبوات البقالة والطرود البريدية خلال 24 ساعة. نحاس تعد المنتجات المصنوعة من النحاس مثل العملات النقدية وغلايات الشاي وأدوات الطهي الأسرع في التخلص من خطر فيروس كورونا خلال مدة لا تزيد عن 4 ساعات. الألومنيوم يتم استخدام عبوات المياه الغازية والصودا ورق الصفيح (الفويل) وزجاجات المياه باطمئنان خلال فترة لا تزيد عن 8 ساعات. الزجاج يستمر خطر العدوى عبر لمس أكواب الشرب والمرايا والنوافذ حتى 5 أيام. سيراميك وينطبق الأمر نفسه 5 أيام على الأشياء المصنوعة من السيراميك مثل الأطباق والفخار والأكواب. الورق تختلف مدة بقاء فيروس كورونا على المواد المصنوعة من الورق مثل البريد والصحف والأكياس حسب سلالة الفيروس نفسه إذ تعيش بعض السلالات لبضع دقائق فقط على الورق، بينما تعيش سلالات أخرى لمدة تصل إلى 5 أيام. المواد الغذائية تشير الدراسات إلى أن الإصابة بعدوى فيروس كورونا لا تنتشر عبر الطعام. الماء لم يتم العثور على فيروس كورونا في مياه الشرب. وإذا وصل الفيروس إلى مصدر المياه، فإن محطات معالجة المياه المحلية تقوم بتصفية المياه وتطهيرها في عمليات كفيلة بقتل الجراثيم والفيروسات. الأقمشة لا يوجد الكثير من الأبحاث حول مدة بقاء فيروس كورونا على النسيج، ولكن من المحتمل أنه لا يعيش عليه طويلا بعكس الأسطح الصلبة. الأحذية اختبرت إحدى الدراسات نعال الأحذية للعاملين الطبيين في وحدة العناية المركزة في المستشفى الصيني (ICU) ووجدت أن النصف كان إيجابيًا للأحماض النووية من الفيروس. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت الأحماض النووية للفيروس تسبب العدوى.