أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي ينظمه حاليا متحف اللوفر بباريس ليس معرضا تسويقيا عن السياحة في المملكة وإنما هو معرض لإظهار بعد يكاد يكون مغيبا عالميا وهو بعدها الحضاري والتاريخي، وأكد سموه أن الهدف الأساس للمعرض هو التعريف بالحضارات المتعاقبة والتواصل الحضاري في الجزيرة العربية وأن الدور الكبير للمملكة الذي تلعبه عالميا في الوقت الحاضر هو دور أصيل عبر التاريخ وهي تلعبه اليوم بكل جدارة، لأنه دور متأصل ومبني على طبقات من الحضارات المتعاقبة, وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله يؤدي هذا الدور بكل كفاءة ويعي هذه المسئولية الكبيرة ونحن نقتدي به حفظه الله ونعمل انطلاقا من توجيهاته بإبراز هذا الدور وهذه المكانة الرائدة للمملكة من خلال هذه المعارض، ولفت سموه إلى أن ما يقدم في هذا المعرض لا يشكل سوى واحد بالمائة او أقل من الآثار المستكشفة في المملكة, وأضاف : "نحن نعمل الآن مع الفرق الوطنية والدولية لاستكشاف مواقع كثيرة هذا العام وبالتحديد في 2009 وبداية 2010 وجدنا مستكشفات أثرية بالغة الأهمية تزيد على ما تم اكتشافه في السنوات الخمس الماضية، وسيتم قريبا الإعلان عنها" ، وثمن سموه ما أشار إليه سمو الأمير سعود الفيصل في كلمته في حفل الافتتاح من أن "الهيئة" استطاعت أن تنفض الغبار عن هذا الكنز, مؤكدا أن ما حواه هذا المعرض ليس سوى جزء يسير من هذا الكنز ، وقال سمو رئيس الهيئة : إن المعرض هو تأسيس لبعد مغيب يضاف للأبعاد الهامة للمملكة, التي هي معروفة ببعدها الديني والاقتصادي والسياسي, لكن البعد المغيب عالميا ويكاد يكون محليا أيضا هو بعدها الحضاري الذي تشكل من خلال هذه الطبقات المتراكمة من التاريخ, لذا نحن ننطلق لتعزيز هذا البعد بشكل أوضح ومتكامل من خلال هذه المعارض. وعن سؤال حول ما إذا كانت هناك قطع عرضت في هذا المعرض لم يسبق عرضها في المملكة لحساسيتها الثقافية, قال سموه : "ليس عندنا ما يسمى الحساسية الثقافية أو حتى الحساسية الدينية. فنحن ننظر إلى الآثار الوطنية على أنها جزء من المكون التاريخي للبلاد ومكون للشخصية والهوية الوطنية, وننظر أيضا إلى جانب مهم وهو أن الإسلام الدين العظيم عندما نزل في الجزيرة العربية وانطلق من أرض الجزيرة وبالذات في مكةالمكرمة لم ينزل في أرض مفرغة من الحضارات كما يروج له بعض المستشرقين، بل إن هذا الدين العظيم نزل في أرض حضارات وأرض مشبعة بالثقافة, ونزل في مكةالمكرمة التي كانت نقطة انطلاق القوافل فكأن الإسلام نزل في موقع شبيه بالانترنت اليوم من خلال انطلاق رسالة الإسلام عبر القوافل وعبر الكلمة, وأشار إلى أن المعرض سينتقل في شهر نوفمبر المقبل إلى برشلونة ثم إلى عواصم أوربية ومدن أمريكية. كما سينتقل إلى دول خليجية حيث تلقى دعوات من قطر والبحرين.