يأتي تصريح وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت، بعد لقائه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمشاطرة الحكومة اليمنية أن الحوثيين هم من يعرقلون تنفيذ اتفاقيات السويد ، للتغطية على ضبابية مواقف مواطنه غريفيثس ؛ المبعوث الأممي في اليمن، لتنأى بريطانيا بنفسها عن ممالأة الحوثيين الذين ضربوا باتفاقية السويد عرض الحائط بالقرارين الأمميين 2452و2451 اللذين صاغتهما بريطانيا وقدمتهما لمحلس الأمن .واللذين نصا على تطبيق الاتفاقية . وهاهم ألحقاهما بالقرار 2216 والصادر تحت البند السابع ، ومقتضاه يحق لمجلس الأمن استخدام كافل الوسائل ضد الطرف الذي يرفض تطبيق القرار ، ومن بينها عقوبات على عبدالملك الحوثي وعددًا من مساعديه ، وعلى الرئيس السابق علي صالح وابنه أحمد وهذا ما حمل الحوثيين على الاستخفاف بالأممالمتحدة ، واستنزاف صبر الحكومة اليمنية والتحالف ، أم جاءت بعد الرسالة التي بعث بها الرئيس هادي للأمم المتحدة ؛ وتحديدًا لمجلس الأمن وبريطانيا التي تقدمت بالقرارين اللذين تم اقراهما من قبل مجلس الأمن والخاصين باتفاقية السويد ، واللتين اذابهما الحوثيون في شواطئ موانئ الحديدة .. وبالرغم من استمرار انتهاك ميليشيات لحوثي؛ لوقف اطلاق النار وما تقوم به حاليًا من استخدام الأسلحة الثقيلة والصاروخية لإسكات قبائل حجور إذ لم تكتفِ بنسف منازل تسعة من رجال قبائل حجور اضافة الى نسف منازل موطنين في مديرية كُشَر ، بعد أن منيت بخسارة مواقع استراتيجية اصافة للخسائر في صفوف الميليشيات ، لم تتحرك الأممالمتحدة ولو بإدانة واحدة لميليشيات الحوثيين ومن يدعمها (ايران ) سوى بيانات ممجوجة . فيما تمارس بريطانيا ومعها الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ضغوطاتها على الحكومة الشرعية والتحالف، وتحرك منظمات أممية وخاصة؛ على كيل الاتهامات للتحالف والشرعية اليمنية ، والقفز على حقائق ناصعة ، تمثلت في أن من وضع اليمن في هذا المأزق والأوضاع الانسانية التي اتخذت منها الأممالمتحدة التي لا تصدق سوى مندوبيها الأممين ومنظماتها الانسانية المسيَّسة في اليمن ، ولسيطرتها مع بقية الفيتو والتي تمنع صدور أي قرار يدين ايران بالاسم ووصل الأمر بروسيا أن أجهضت قرارًا أمميًّا بهذا الشأن، وسط موافقة ضمنية من بقية أعضاء دول مجلس الأمن دائمي العضوية ، ومعيارهم الوحيد لاستقطاب المليشيات الحوثية لطاولة المفاوضات . وبدأت اللعبة؛ استبدال المفاوضات للقفز على اتفاقية السويد ، كما كانت على مفاعيل القرار 2216، والذي كان جرس الإنذار النكوص الدولي وخاصة الخمسة الكبار؛ عن التطبيق الفعلي للقرار ، والاصرار على مفاوضات معلوم سلفًا عدم اهتمام الميليشيات ومن خلفها ايران بالاعتراف بالقرار، ،تمت المفاوضات خلافًا لما نص عليه القرار ، ساعد على تمييعه وأخذه الى منحىً آخر؛ بدلًا أن يكون التفاوض من الممكن هضمه، لوضع آليه وفقًا للمدة الزمنية التي حددها القرار 2216، وحددها يشهر واحد ،ولكن بعد مضى ثلاثة أعوام على صدوره ،خدمت المفاوضات الحوثيين، توافق نظريا وتستفيد منها عبر مراوحاتها وإطالة فترة المفاوضات السابقة، وعدم حضور بعضها ، لتقوية جبهتها وتمرير استقبال الأسلحة الايرانية ومنها الصواريخ الباليستية واستهدافها للأراضي السعودية.. ولقد مكنت طريقة التعاطي المخاتل؛ من الأممالمتحدة نحو الحوثيين من تشبثها بمواقفها، واستنزافها مقدرات مرافق الدولة اليمنية ، وشيئًا فشيئًا حتى أجهزت على حليفها المؤتمر الشعبي العام ؛بعد أن شكلت حكومة مناصفة معه ، ثم مجلس رئاسي ، تسنموا فيما بعد كل السلطات بالكامل، وضموا اسلحة الحرس الجمهوري لترسانتهم من الأسلحة التي استولوا عليها بعد انقلابهم على الشرعية، وتهديد قياداته واعتقالهم ، بعد أن التحق معظم قياداته لشرعية ،وخصوا ميليشياتهم بموارد جنتها من الرسوم الجمركية بموانئ الحديدة ، راس عيسى ، الصليف، على السلع المستوردة وحتى على ما تحمله سفن الاغاثة الدولية . والمدهش أن ميليشيات الحوثي، أقفلت ملف الانسحابات من الحديدة، وعمدت أن تسرح وتمرح في مناطق تحت سيطرة نيران قوات الشرعية، وبإمكانها منع وصول المليشيات من معسكرات الحديدة ، وعمران وغيرهما إلى محافظة حجة للتنكيل بمناطق قبائل حجور . ولعل الانزال الجوي اليوم الذي نفذه الجيش اليمني يرمم بعض الشيء الاستياء من التلكؤ في دعمها المباشر ساعة أن باشرت ميليشيات الحوثيين انتقامها، وبقسوة عبر أسلحة ثقيلة دمرت قراهم وساهمت في نزوح ألفي اسرة من قبائل حجور وغيرهم . في وقت ، كانت الجهود متواصلة من قِبل الجنرال الدنماركي، التي توصلت لموافقة الحوثيين من بدء الانسحاب من موانئ الحديد، راس عيسى ، الصليف ،والتي أكدتها الأممالمتحدة عبر أمينها العام أن انسحابات الحوثيين ستبدأ بعد 24 ساعة ،بعد أن توصل الجنرال المشرف على تنفيذ اتفاقيات استكهولم وأولها الانسحاب من الموانئ الثلاثة، وفي صباح اليوم التالي لتأكيد الأممالمتحدة رفض الحوثيون ، وباشروا حربهم على قبائل حجور. وبعد أن يئس المشرف على تنفيذ اتفاقيات السويد وخاصة الانسحاب من الحديدة وموانئها ومراقبة وقف اطاق النار سجل مئات الخروقات الحوثية ، طالب غرئفيثس أن يزور اليمن ، وبالفعل بدأ غرفيثس بصنعاء والتقى زعماء ميليشيات الحوثي ، وخرج خالي الوفاض، وعقب ذلك لم تجد بريطانيا بدًا من مسح ماء وجهها بإيفاد وزير خارجيتها حيرمي هنت ، حيث زار الرياض والتقى الرئيس عبد ربه منصور هادي ، وصرح بقوله أن بريطانيا تشاطر الحكومة اليمينية الشرعية الرأي أن ميليشيات الحوثيين تعرقل تنفيذ اتفاق الحديدة ، وذلك بعد انتقادات وجهت لممثل الأمين العام للأمم المتحدة غريفثس في بيانه الشهري أمام مجلس الأمن حيث لم يشر للحوثيين وتلكؤهم وعدم احترامهم لما وقعوا عليه وسخريتهم بالقرارات الأممية. لذلك أجد من الطبيعي أن يعلن غريفيثس فشله ويلحق بسابقيه، أو يصارح العالم بما لديه من معطيات تدين الحوثيين ،وعلى الأممالمتحدة القيام اجراءات تنفيذية لتؤكد احترامها لقراراتها ، وأن تكف عن عرقلة الشرعية المدعومة من التحالف بإكمال مهمتها لاستعادة الحديدة وموانئها الثلاثة ، عوضًا عن التظاهر باهتمامها بالجانب الانساني كغطاء لوقف الشرعية والتحالف والذين يسيرون وفقًا للقرارات الدولية واحترموا تمني الجهات الدولية ، بوقف عملياتهم رغم عدم التزام الميليشيات بوقف اطلاق النار بالحديدة وما جاورها . ولا سبيل لوقف الميليشيات عن صلفها سوى قهرها عسكريا وهذا السبيل الناجع والأسرع الذي سيرغم الحوثييين على رفع الراية البيضاء و لعدم تفاقم الوضع الانساني ، فالشرعية هي الدولة المؤتمنة على كل اليمنيين وتخليصهم من ربقة ميليشيات الحوثي التي تنفذ أوامر اسيادها في قم وطهران ،وسيخلص اليمنيين من تدخلها السافر في شؤونهم والتي وصلت لحد مناهج التعليم وافراغ المدارس ،وإخراجها عن رسالتها ، الى مخابئ لأسلحتها ، ومخازن للمساعدات الدولية من مواد غذائية وأدوية حتى انتهت صلاحيتها، فيما الشعب اليمني يعاني الأمّرَّيْن، همجية وعربدة ميليشيات أيديولوجية تنفذ أجندات ايرانية ، وتخلي الأممالمتحدة عن دورها على الأقل بإرغام الحوثيين أن تسلم المساعدات الغذائية والدوائية والاغاثية إليهم، في وقت تباع في السواق بأثمان باهظة تصب في جيوب قيادات الحوثيين ، فيما تزج بمن يجأر بمعاناته لغياهب السجون والمعتقلات وكافة اشكال التنكيل والتعذيب. بينما المساعدات الأكبر والتي تقدمها السعودية وعبر مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الاحمر الاماراتي،و لم تستثنِ أحدًا من اليمنيين بما فيها الخاضعة لسلطة المليشيات ، والتي تستولي على جميع المساعدات وهذا ما ارتد سلبًا على اليمنيين الذين يتوقون للخلاص من جحيم ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران،. ومن المؤسف أن حملات أوروبية تنال من التحالف ،سواء من جهات رسمية تتلقى تقارير من منظمات خاصة تابعة لها ،ولا تصدق سوى تقاريرها وتقارير الحوثيين ، فماذا قدمت تلك الدول التي ينشط فيها الكذب والعجرفة و لوي عنق الحقيقة كي يعومون القرارات الأممية تجاه اليمن ،وانهاء جهود الشرعية والتحالف باستعادة الحديدة وتعز وبقية المحافظات الرازحة تحت نير البطش والتخلف الحوثي ، ليظل اليمن في وضعه الانساني والذي تعد تلك الدول الأوروبية ، عبر اعلامها ومواقعها تكيل التهم المفبركة للتحالف، غير عابئة بقول الحقيقة من المتسبب الحقيقي، ومعلوم لن يقولوا الحقيقة ،وهم جزء من المشكلة بل هم من أوصلوا الميليشيات لاستخفافها بجميع القرارات الدولية والاتفاقيات ، بظل صمت ومباركة دول أوروبا وكانوا هم السبب وشركاء فيما إلى ما وصل إليه الوضع في اليمن وفي تصاعده وليس الشرعية والتحالف . لا ينبغي الافراط في الانبهار بتصريح وزير الخارجية البريطاني ، بمفردة نشاطر! ، فالعبرة بالتغيير الحقيقي والذي يجب أن يتوجه للضغط على ايران راس الأفعى ، ثم على ميليشيات الحوثيين ، وما أظنها تفعل خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تمثل الجانب الأوروبي الاتفاقية النووية مع إيران، فلن نصدقهم بالمطلق ما داموا متمسكين بالاتفاقية النووية مع إيران سيظلون يراوغون في مواقفهم ضد الحوثيين ... ولننتظر؛ لنرى ونلمس خططهم المستقبلية واحترامهم للقرارات الدولية أم اصرارهم على ترضية إيران ومقايضتها بالتغطية على مواقف ميليشيات الحوثيين واستخفافها بالقرارات الدولية ،على حساب الشعب اليمني ،وخلط الأوراق لما نال شركاتهم ومصارفهم ، من خسائر في ايران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاقية النووية ، وتوافقها بالخصوص مع نظرة ومواقف دولتين فاعلتين بالتحالف الداعم للشرعية اليمنية.