قال يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إن المنظمة تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الحوار والتواصل في تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين. وأضاف العثيمين أن الرابطة لا تزال تولي أهمية بالغة للتواصل والانخراط مع أصحاب المصلحة الدوليين، مثل الولاياتالمتحدة الأميركية، وذلك من أجل إرساء شراكة هادفة وعملية من شأنها أن تشكل إطاراً للعمل المشترك في هدف إرساء ثقافة التعايش السلمي وتعزيز الكرامة الإنسانية. وأضاف العثيمين: "من مزايا التواصل أنه يعزز الترابط والتلاحم بين الناس"، مؤكدًا أن عدد المسلمين اليوم أكثر من مليار و800 مليون مسلم، ويهمهم جميعاً وهم من المعتدلين الوسطيين، أن يتواصلوا مع الجميع لخدمة الإنسانية وخدمة المصالح المتبادلة. . وأضاف العثيمين أن نسبة المتطرفين بين المسلمين بحسب آخر الإحصائيات لا تتجاوز 1% من كل 200 ألف نسمة. كما أكد العثيمين أن الفكر المتطرف في طريقه نحو الاندحار، ما يعني أن عدد المتطرفين سيقل في القريب العاجل. وتابع أن كل ذلك يعود للجهود المبذولة لدحر التطرف، خصوصاً بالمحاربة الفكرية، لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وأيضا بالمواجهة العسكرية. وأضاف أنه لا بد من استئصال التطرف من جذوره. وكان قد انطلق المؤتمر الدولي لرابطة العالم الإسلامي، السبت، في مدينة نيويورك الأميركية بعنوان "التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي"، بحضور ممثلين عن المؤسسات الإسلامية من جميع دول العالم ونظرائهم الأميركيين، إضافة إلى مشاركات علمية وفكرية وسياسية من عموم دول العالم. ويناقش المؤتمر، الذي يستمر يومين، عدداً من المحاور وهي: الإسهام الحضاري بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي "الواقع والتطلعات"، والإسهام الإسلامي في تعزيز السلام العالمي، والمسلمون في الولاياتالمتحدة الأميركية "الاندماج والمواطنة"، والاتجاهات الفكرية في توظيف الحريات الدينية، والتواصل المعرفي بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي، (والمشتركات الحضارية والإنسانية، إضافة إلى التبادل المشترك بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي، وغيرها من المحاور. كما يشارك في المؤتمر نخبة متميزة من الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم وستكون هناك حلقات حوار متبادلة بين عدد من الطلبة المسلمين والأميركيين ضمن محاور المؤتمر. من جهته، أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن الرابطة تهدف من خلال عقد المؤتمر إلى التذكير بحضارة الإسلام وتجربتها التاريخية الرائدة في الانفتاح على الحضارات الأخرى، والتي تؤكد مفاهيم التبادل الثقافي والمعرفي "الرائدة" و"الماثلة" وترسيخ حقيقة الأخوة الإنسانية في نظر الإسلام القائمة على البر والعدل والإحسان ورقي التعامل وحسن التبادل، وكذلك استعراض شواهد التاريخ على السمو الإسلامي في التواصل مع شعوب العالم وبخاصة ما سيتطرق له المؤتمر وهي الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث حفل تاريخ العلاقة الحضارية بينها وبين العالم الإسلامي بنماذج متميزة من الثقة العالية والصادقة والتعاطي الإيجابي المشترك. وقال العيسى إن "التطرف الديني والفكري سياق شاذ ومعزول حاربه العالم الإسلامي قبل أن يحاربه غيره وتأذى منه (قبل وأكثر) من غيره، ولا يُشكل نسبة تذكر في العالم الإسلامي فهو لا يتجاوز، بحسب آخر الإحصاءات التقديرية، سوى واحد من 200 ألف نسمة، وهذه النسبة بفضل جهود المحاربة الفكرية والعسكرية تتقلص بشكل واضح وملموس". وأضاف أن "التطرف لن يراهن على شيء في سبيل استعادة قواه واستقطاب عناصر جديدة له مثلما يراهن على استفزازات التطرف المضاد الإسلاموفوبيا"، مبيناً أن التطرف مفهوم عام وشامل، لا يقتصر فقط على التطرف المحسوب زوراً على الإسلام، وأن وقائع التاريخ القريبة والبعيدة بل الحالية تشهد بذلك على عدة مستويات سواء في الجانب الديني أو الطرح الفكري أو السياسي أو العرقي أو العنصري. كذلك أكد العيسى على أن العالم الإسلامي وبخاصةٍ في حاضنة مقدساته وقبلته وراعية قضاياه وحاملة رايته ومظلته، المملكة العربية السعودية، كان حاضراً وبقوة في مبادرات السلام العالمية، وتعزيزها على كافة المستويات ومبادراً بعزيمة جادة وفاعلة في مكافحة التطرف والإرهاب فكرياً وعسكرياً حتى أصبحت الحاضنة الإسلامية السعودية، منصة عالمية في ذلك وبشهادة أميركية تمثلت في حضور الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، وعدد من السياسيين والمفكرين والإعلاميين الأميركيين، افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر التطرف (اعتدال) والإشادة به، وذلك بحضور الدول الإسلامية في قمة استثنائية تاريخية جمعت بينهما تحت شعار العزم يجمعنا في أيار/مايو الماضي. وأشاد بخطاب ترمب الذي ركز في إيضاحه التفصيلي على التفريق بين المسلمين المعتدلين، وبين المتطرفين والإرهابيين المنتسبين إليهم.