أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن اكتمال عملية إجلاء من شرق حلب ومن بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب. وقالت المتحدثة باسم اللجنة كريستينا أرمسترونغ "كل المدنيين الذين طلبوا الرحيل غادروا وأيضا الجرحى والمقاتلون". وكانت عملية أجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من حلب استغرقت أسبوعا وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة وفي ظل نقص المساعدات الإنسانية والخدمات. وأفادت مصادر أن آخر مجموعة من مقاتلي المعارضة وأسرهم غادروا حلب وواصلوا طريقهم بالحافلات إلى مناطق أخرى في ريفي حلب وإدلب، حيث تنتظرهم العديد من المخيمات المؤقتة ريثما يتم إسكانهم في مخيمات أخرى. وغادرت آخر مجموعة جيبا صغيرا كان كل ما تبقى من قطاع كانت تسيطر عليه المعارضة ويشمل نحو نصف المدينة قبل أن يتعرض لحصار في الصيف وغارات جوية مكثفة أحالت مساحات واسعة منه إلى أنقاض. ومع استمرار القصف لشهور انهارت عمليات الإغاثة والخدمات الصحية وارتفعت أعداد القتلى والمصابين. وتشير أرقام الأممالمتحدة إلى إجلاء 34 ألفا على الأقل من المدنيين والمسلحين من شرق حلب في عملية عرقلها طقس شتوي شديد البرودة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق للصحفيين في نيويورك "عملية الإجلاء صادمة في ظل التزاحم وانتظار الضعفاء لساعات في درجات حرارة تقترب من الصفر." وأصبحت مدينة حلب تحت سيطرة النظام السوري، بعد خروج آخر دفعة من مقاتلي المعارضة مع سلاحهم الخفيف. في عملية تمت بموجب اتفاق روسي إيراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه النظام السوري على الأحياء الشرقية. وكان جيش النظام السوري قد أعلن سيطرته على كامل مدينة حلب مع خروج آخر دفعة من المدنيين والمقاتلين من شرق المدينة. وأضاف في بيان له أن ما حصل في حلب يشكل تحولاً استراتيجياً في الحرب وقدرة النظام وحلفائه على حسم المعركة في إشارة الى روسياوإيران والميليشيات الطائفية من العراق ولبنان وأفغانستان. من جانبها اعتبرت فصائل من المعارضة خروجها من حلب "خسارة كبيرة"، وقال عضو المكتب السياسي في "حركة نور الدين الزنكي" المعارضة ياسر اليوسف إن "خسارة حلب بالجغرافيا والسياسة هي خسارة كبيرة، وتعد في ما يتعلق بالثورة منعطفا صعبا على الجميع"، مؤكدا في الوقت ذاته "لن نتراجع عن مطالب إسقاط نظام القمع والفساد". من جانبه، استنكر عضو الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري احتفال النظام لما حدث في حلب ووصفه ذلك بالانتصار، معتبراً أن ما جرى في حلب هو تدخل خارجي في سوريا عبر ميليشيات أجنبية. وتعد استعادة السيطرة على حلب تحولا جذريا في مسار الحرب في سوريا وتعد الانتصار الأبرز لدمشق وحلفائها وأبرزهم إيرانوروسيا الذين قدموا لها منذ بدء النزاع دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا. في الحرب التي تفجرت منذ نحو ست سنوات وأسقطت 300 ألف قتيل. لكن القتال لم ينته إذ أن أجزاء من البلاد لا تزال تحت سيطرة جماعات مسلحة وجماعات إسلامية. وشكلت مدينة حلب منذ العام 2012 مسرحا لمعارك عنيفة تسببت بمقتل آلاف من المدنيين وبدمار هائل في الأبنية والبنى التحتية في شرق المدينة. وبذلك يكون النظام الأسد قد أحكم قبضته على ما يُعرف بالمناطق "الأكثر أهمية في سوريا"، إذ يضم الغرب السوري على أهم المدن الرئيسية وساحل المتوسط. وباتت المدن الخمس الرئيسية في البلاد، حلب ودمشق وحمص وحماة واللاذقية، تحت سيطرة النظام السوري.