استنهض زعيم تنظيم "داعش" الارهابي ، أبوبكر البغدادي ، في تسجيل صوتي حديث، امتد لنصف ساعة، وبث على الإنترنت صباح الخميس ، مقاتليه، و الانتحاريين، وداعياً إياهم إلى تحويل الدماء أنهارا. ودعاهم إلى عدم الانسحاب من الموصل، بل القتال حتى آخر رمق. وقال: "إياكم والضعف عن جهاد عدوكم ودفعه". وأضاف أن "ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم". وقال "إن هذه المعركة المستعرة والحرب الشاملة اليوم ما تزيدنا إن شاء الله إلا إيمانا ثابتا ويقينا راسخا بأن ذلك كله ما هو إلا تقدمة للنصر". ودعا البغدادي وهو عراقي واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي أهل الموصل إلى القتال وعدم الاستسلام، داعياً الانتحاريين إلى "تحويل ليل الكافرين نهاراً.. خربوا ديارهم.. واجعلوا دماءهم أنهارا"، بحسب تعبيره. كما دعا ا مقاتليه إلى غزو تركيا، معلناً الحرب ضدها، كما هاجم السعودية. وطلب من أنصاره أن يطلقوا "نار غضبهم" على القوات التركية التي تقاتلهم في سوريا ونقل المعركة إلى تركيا، مشيراً إلى أن تركيا دخلت اليوم في دائرة الحرب. ودعا مقاتليه إلى غزوها، و"جعل أمنها فزعاً"، بحسب تعبيره، في إشارة إلى تنفيذ عمليات إرهابية هناك. وفي محاولة جديدة لشد عزم مقاتليه، قال إن "الخلافة ما تعثرت" بمقتل بعض كبار القادة وخص بالذكر أبو محمد العدناني وأبو محمد الفرقان اللذين قتلا في وقت سابق هذا العام في ضربات جوية أميركية. وبعيد كلمة البغدادي، قال سكان من شرق الموصل، إن انفجارات ضخمة هزت شرق المدينة صباح الخميس. وقال أحد السكان في شرق المدينة حيث اخترقت القوات العراقية دفاعات التنظيم في وقت سابق هذا الأسبوع، إن المتطرفين أطلقوا مئات الصواريخ نحو أحياء الانتصار والقدس والسماح التي يقترب منها الجنود. وقال لرويترز عبر الهاتف "سمعنا عناصر من التنظيم يهتفون الله أكبر قبل إطلاق الصواريخ". وأضاف "سمعنا أصوات إطلاق الصواريخ واحداً تلو الآخر، وشاهدناها تشق عنان السماء. كان المنزل يهتز، وكنا في حالة رعب، ولا نعلم ما يحدث". كما قال أحد السكان إن مقاتلي التنظيم خرجوا إلى شوارع الموصل اليوم الخميس دون تغطية وجوههم التي بدا عليها الحماس بدرجة أكبر من الأيام الماضية. وأضاف "كانوا يقولون: سنقاتل حتى الموت. أعطانا الخليفة في خطابه دفعة معنوية لقتال الكافرين". في حين قال شاهد آخر من حي الحدباء في شمال الموصل، إن مركبات تابعة للتنظيم المتشدد تجولت في المنطقة لدعوة المقاتلين إلى الثبات في مواقعهم. وأضاف أن السكان بقوا في منازلهم اعتقادا منهم بسرعة استعادة المدينة "لكن يبدو أن الأمر سيستغرق وقتا أطول مما توقعوا". ولعل هذا التسجيل وما تضمنه يؤكد أن التنظيم يشن حربه الأشرس، وهي حرب مصيرية بالنسبة له دفاعاً عن معقله الأقوى، وقد بدا خطاب البغدادي "تحفيزاً" لأنصاره، مشجعاً إياهم على البقاء وعدم مغادرة الموصل. وفي تأكيد على أهمية تلك المعركة للتنظيم، قال فؤاد حسين، رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود بارزاني، في مقابلة الأربعاء مع صحيفة الإندبندنت، "إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة تفيد أن "البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار كل التنظيم". كما كشف حسين أن قوات البيشمركة الكردية اكتشفت عدداً هائلاً من الأنفاق التي حفرها داعش من أجل توفير أماكن للاختباء في القرى المحيطة بالموصل. وأعرب عن خشيته من قيام التنظيم بتفجير الجسور الرابطة بين ضفتي المدينة، التي يشطرها نهر دجلة إلى شطرين، حيث توجد خمسة جسور في المدينة. يذكر أن آخر رسالة صوتية للبغدادي كانت في ديسمبر 2015، حيث طمأن فيها أتباع التنظيم وأنصاره بأن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا والتحالف الذي تقوده أميركا فشلت في إضعاف التنظيم في سوريا. .