ضمن سلسلة لقاءاتها الرمضانية (ضيف الليلة )، مع الأستاذ أحمد بن محمد سالم باعشن ؛خريج جامعة الملك سعود ؛ عمل مديراً للعلاقات العامة والتوعية الصحية بصحة جازان مساعداً مالياً وإدارياً لمدير مستشفى الملك فهد المركزي ، يعمل حاليا متشارا إعلاميا في جامعة جازان. كان ل (جازان نيوز ) هذا الحوار ، نستهله بمقدمة من الاستاذ أحمد باعشن عن رمضان الخير والبركات . بداية أتوجه لأساتذتي والإخوة والأصدقاء والصديقات الأعزاء بأصدق التهاني بحلول شهر رمضان المبارك وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع صيامه وقيامه وصالح الأعمال وأن يعيده علينا سنوات عديدة. رمضان هو الشهر الكريم شهر الرحمة والغفران الذي ينتظره المسلمون في شتى بقاع المعمورة بشغف وشوق مع اختلاف في شكليات استقباله تبعاً لتباين عادات وثقافات المجتمعات المسلمة على اختلاف مواقعها وتبعاً لظروفها ألمتباينة وفي المملكة العربية السعودية لمقدم شهر رمضان وقع آخر مختلف نظراً لما تمثله السعودية من ثقل بحكم رعايتها للمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين وبوصفها القدوة لكافة الأقطار والشعوب يتجسد ذلك في الاهتمام الرسمي والشعبي بهذا الشهر من السنة على وجه الخصوص. مظاهر رمضانية جازانية لها بصمة فارقة عند الاستاذ احمد باعشن . وفي المملكة نلمس اختلاف مظاهر استقبال رمضان من منطقة لأخرى ولعل منطقة جازان ومدينة جيزان على وجه الخصوص محل مراجعة في ذاكرة تحمل الكثير من المحطات التي تستوجب الذكر للتذكير وقد تبدلت أحوال المجتمع بفعل التنمية المشهودة في كافة نواحي ألحياة ولعل أهم ما يعلق في ذاكرة أحمد باعشن ماذا تختزن من محطات رمضان جيزان ؟ قبيل رمضان بيوم كان معظم سكان المدينة يتوجهون على هيئة عائلات من الرجال والنساء والأطفال في منظر مبهج مفرح لشاطئ البحر لغسل وتنظيف أشياءهم بدءً بالأواني المنزلية والأثاث ومروراً بالماشية استعداداً للشهر الكريم ، مدفع الإفطار ومدفع التنبيه للسحور ومدفع الإمساك إذ كان يمثل علامة فارقة في ضبط المواعيد مع ما يضفيه من هيبة على أجواء رمضان وروحانيته. هل كانت هناك متاعب في رمضان يعاني منها اهل جازان ؟ - متاعب انقطاع التيار الكهربائي كانت حاضرة عند من توفرت لديهم خدمة الكهرباء! إذ كانت تشكل متاعب إضافية على متاعب الصوم في أجواء حارة قاسية لكن الحلول كانت تأتي برش قليل من الماء في فناء المنزل وافتراش "قعادة" في الهواء الطلق الرطب. صعوبة الحصول على الماء البارد إلا بواسطة قوالب الثلج التي يتطلب الحصول عليه الوقوف في طوابير تطول لتمتد ساعات انتظارها ما بعد الإفطار غالباً. ما المصاعب التي عانى اهالي جيزان في رمضان ماضيا ؟ ما يعوض غياب الإضاءة في تلك الحقبة التي أضاءت فيها الفوانيس والأتاريك كان ضياء البسمة التي تعلو الوجوه والبشاشة التي يتحلى بها الصغار والكبار ومظاهر التراحم وتبادل الزيارات والأطباق العامرة بمأكولات شعبية غالباً. النساء كن يلزمن بيوتهن من أول الشهر إلى منتصفه حيث تبدأ لديهن ما يسمونه بالتشهير وزيارة الأقارب والأصدقاء. العاب سادت في رمضان لم تعد بزخمها الآن؟ تنشط العديد من الألعاب الطفولية الشعبية الطابع في هذا الشهر مما يضيف للحياة حراكاً تنافسياً له طعم خاص عن الأطفال وشبيبة الحواري يترك معه أثراً لا يكاد ينسى . عادات رمضانية في جيزان وأيهما أفضل حالياً أم سابقاً ؟ لأيام رمضان زمان رائحة خاصة تنبعث من مصادر عدة منها رائحة القطران الذي كانت تطلى به بعض الآنية والقعايد بالإضافة لروائح البخور وزد عليها روائح مشهية لا تجدها في غير "الميفا" التنور الجازاني التقليدي الذي يعتمد عليه في انضاج العديد من الأطعمة الشعبية. ولعلي بقدر ما أعتقد كأبناء جيلي بأن رمضان زمان غير .. سيأتي يوماً نسمع فيه من أبناء هذا الجيل من يمجد زمنه ويعيب في زمن آت لا اعلم إن كانت سلبياته وإيجابياته ستبقى معلقة على مشجب وسائل التواصل الإجتماعي التي قطعت أوصال مجتمعنا المشهود له بالتواصل المباشر في المسجد والحي ومكان العمل والشارع والمناسبات في تلك الحياة التي كانت أجمل بعلاتها!