يبدو أن مع مرور الوقت لا تتغير الأعمار فقط بل تتغير الطباع والأخلاق، فقد كان البعض يعتبر سرقة مفتاح سيارة والده للترفيه جرما شنيعا، إلا أن الواقع الحالي شكّل صورة جديدة تتمثل فيمن يسرق مركبات الناس لممارسة "التفحيط"، ومن ثم حرقها لإخفاء البصمات. وأصبحت هذه الظاهرة فاجعة كبرى تهدد أمن الوطن، ولا سيما بعد انتشارها في مختلف مناطق المملكة - ومنها مدينة حائل، إذ يقدم بعض الشباب على سرقة السيارات لممارسة هواياتهم في المسيرات و"التفحيط" في الساحات التي أعدوها في مواقع بعيدة عن الأنظار قبل أن يتم إحراقها لإخفاء بصماتهم والآثار التي تقود الجهات الأمنية للاستدلال على هويتهم على الرغم من الجهود الأمنية الكبيرة في ملاحقة هؤلاء "المفحطين". وأكد العميد خالد الضبيب مدير إدارة المرور في منطقة حائل أن هذه الظاهرة موجودة والعمل قائم على القضاء عليها، وهناك عقوبات رادعة تتخذ بحق "المفحط"، مضيفا انه في حالة القبض على "المفحط" للمرة الأولى يتم إيقافه خمسة أيام وحجز المركبة 15 يوما وتحرير مخالفة 1000 ريال وفي حالة القبض عليه للمرة الثانية يتم سجنه عشرة أيام وحجز المركبة 30 يوما وتحرير غرامة 1500 ريال. وبين أنه في حالة تكرار "التفحيط" للمرة الثالثة يتم سجنه 45 يوما وغرامة 2000 ريال والعرض لمصادرة مركبته، لافتا إلى أنه تمت مصادرة أو "قيمة مثلها" 21 مركبة خلال السنوات الخمس الماضية من قبل إدارة مرور حائل. وفقا ل ( الاقتصادية ) وأوضح أن الملاحقات الأمنية مستمرة ومكثفة، للقضاء على هذه الظاهرة، وتطبيق العقوبة بحق هؤلاء الفئة من الشباب، مؤكدا أنه سيتم القضاء على هذه الظاهرة قريبا، بتضافر الجهود الأمنية بالمنطقة وبتوجيهات مدير شرطة حائل. وبين أنه تم حجز 2446 مركبة مخالفة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، ورفع وحجز 1450 مركبة مهملة في المنطقة الصناعية كان الشباب يسرقون لوحاتها، ويستخدمونها على مركباتهم ويمارسون فيها "التفحيط" للتضليل على رجال الأمن، مضيفا: "وكل هذه الجهود تبذل من أجل القضاء على هذه الظاهرة المميتة". من جهته، يقول شريدة الصقري – وهو مالك سيارة تمت سرقتها - إن سيارته عثر عليها محروقة في أحد ساحات "التفحيط"، بعد أن تم إتلاف الإطارات بسبب ممارسة "التفحيط"، مضيفا أن عددا من الشباب يقوم بالسرقة ليس طمعا في المال بل لممارسة هواية "التفحيط"، التي تستفحل يوما بعد يوم ولم يستطع أحد حتى الآن في القضاء عليها رغم الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الأمر. ويؤكد أن السبب في انتشار الظاهرة، التمادي في تطبيق العقوبات الرادعة في حق هؤلاء "المفحطين"، مطالبا بوضع أنظمة صارمة تحد من هذه الظاهرة. بدوره، يبين المواطن مشاري المبارك من مدينة بريدة أنه يجب القضاء على ظاهرة "التفحيط" أولا من أجل القضاء على سرقة المركبات، مضيفا أن "التفحيط" بات يمارس الآن في شوارع الأحياء في ظل قلة الرقابة. ويوضح أن الشباب يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي، لتحديد تجمعاتهم لممارسة "التفحيط"، مؤكدا أن الحل، إعادة النظر في العقوبات الضعيفة الحالية والتشديد على مضاعفتها.