قال فيودور لوكيانوف، الخبير بقضايا السياسة الروسية ورئيس هيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاع، إن الحفاظ على النظام الحالي في سوريا يُعدّ "أمراً غاية في الأهمية بالنسبة لطهران" وإن طهران التي تسعى إلى "منع" التغيير في سوريا، بكل الدعم الذي تقدمه لنظام الأسد، فهي تفعل ذلك لأنها ترى "أي تغيير سيكون كارثياً بالنسبة لهيمنتها على سوريا". وقال الباحث القريب من الكرملين والذي يُعد واحداً من الخبراء البارزين في السياسة الخارجية لبلاده، إن المملكة العربية السعودية "تبذل كل جهودها من أجل أن لا تكون سوريا مخفراً متقدماً لإيران في العالم العربي". ورأى لوكيانوف، في دراسته التي نشرتها وسائل إعلام روسية منذ أيام، أن "زيادة وزن روسيا" في الموضوع السوري قد تكون من مفاعليه، مستقبلاً، أن تتراجع موسكو "في لحظة معينة عن دعمها لدمشق" عبر الانتقال الى "موقع الحَكَم المؤثر الصارم"، مضيفاً أن "هذا السيناريو لا يناسب الأسد وإيران طبعاً". وفي ما سمّاه "لعبة خطرة" ستضطر موسكو الى لعبها، يرى لوكيانوف أن روسيا ستعمل على ضمان وجودها "الجيوسياسي في سوريا، وبصريح العبارة: قاعدتها العسكرية" في ذلك البلد مستقبلاً، من دون الارتباط "بشكل السلطة هناك"، على حد تعبيره. ومن أشكال "اللعبة الخطرة" التي ستلعبها موسكو، هو "عدم قطع العلاقات التي تربطها بطهران". ويوضح الباحث أن حفاظ موسكو على علاقاتها مع إيران لا يعني أن روسيا ستكون "قوة عظمى ترعى المصالح الإقليمية لطهران"، لأنه حتى لو "فكرت القيادة الروسية" باحتلال "مكان الولاياتالمتحدة" آخذة على "عاتقها مهمة الشرطي بالحجم الكامل" كما قال الباحث، فإنه ينصح بلاده بأن تفكّر "بالرد الحتمي للولايات المتحدة الأميركية" فيما لو فكرت روسيا بأخذ تلك المكانة الدولية لأميركا، كما عبّر الباحث والخبير الاستراتيجي الروسي. 1