اليمن تمر الآن بمهزلة كبرى بعد ان احتجزت ميليشيات الحوثيين رئيس جمهورية ورئيس حكومة اليمن لما يقرب من شهرين .، بينما *في لبنان حرب استمرت 15 عاما لم يتم فيها احتجاز أي من رئيسي حكومة كانا في الأعوام الأخيرة للحرب الأهلية اللبنانية ، سليم الحص بغرب بيروت ، والجنرال عون في شرقي بيروت .. خاصة وأن مجلس الأمن ممثلا ببن عمر الذي بكل بلاهة وعدم حنكة يضم الحوثيين لطاولة حوار ، ومعه رؤساء أحزاب " مصلحجيين " حتى حين كان رئيس الجمهورية أيضا محتجزا ، يعني هذا أن قائدة مجلس الأمن أميركا ومعها بقية الدول الكبرى يوافقون الحوثيين على تصرفاتهم الصبيانية ؛ وهذا برأيي انتقاص من المبادرة الخليجية التي التف عليها مجلس الامن بمبعوثه الذي قاد الحوثيين دبلوماسيا للاستيلاء على السلطة ، وذلك بتبريده الأجواء في صنعاء والتهوين من خطورتهم ، فيما الرئيس هادي اكتنف موقفه الغموض ، فتارة رفض أن يكشف عن أنه كان مكتوف اليدين فلا جيش معه ليمنع دخولهم العاصمة على الأقل ، والبعض يقول أنه ضحى بصنعاء وبهيبته حتى لا تراق دماء ، إن صح هذا فأعتقد أنها مثالية تجاوزت الحد وانقلبت إلى الضد . والمؤمل أن يحضر جميع الفرقاء في اليمن مؤتمر الرياض للحوار ليتم تأكيد استكمال المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الذي سبق وتحفظ عليه الحوثيون بحجة عدم قبولهم ان تكون صعدة ضمن اقليم أزال الذي يضم صنعاء وصعدة ومحافظات شمالية أخرى ، حيث تم اقرار أربعة *اقاليم في الشمال واقليمين في الجنوب .. أما الآن وقد اصبح الحوثيون في العاصمة والميناء الحديدة ..فلا أعتقد أن يمهم مخرجات الحوار .. وبرأيي أن البند الخاص بعلي صالح *بالمبادرة الخليجية *الذي بموجبه منح حصانة من الملاحقة القضائية *هو ما جعله طليقا .. وظل يمارس عمله *رئيسا لأكبر حزب يمني ، فبدأ بالانقضاض على نصف الكعكة وبقيت معظم قيادات الجيش والأمن تحت عباءته وسخرها لخدمة حلفائه الحوثيين .. ويحق أن نتساءل عما إذا كان حلف الصديقين اللدودين الحوثيين وعلي صالح ،سيصمد *..أم سيقلب لهم صالح ظهر المجن ، معربا عن احتمالية كبيرة بعدم حضور صالح والحوثيين لمؤتمر الرياض ، متوقعا أنهم *بذلك سيشرعا في تحريك الجيش اليمني مطعما بميليشيات حوثية لبقية المحافظات التي لم يستولي عليها الحوثيون الى الآن وخاصة مأرب وتعز والمحافظات الجنوبية بدءا بعدن ، مشيرا إلى أن العقبة أمامهما قبائل مأرب وتعز ويافع *ومدى قدرتهم على أن يفسدوا خططهم .. وفيما لم يحضر صالح أو ممثل عنه أو الحوثيون يعني ذلك تنفيذ ما بقي من مخططهما وعندها لن يظل للمتحاوين في الرياض ما يتفاوضون حوله . ونجزم أن مجلس الأمن لن يتحرك ابدا خاصة والرئيس أوباما صرح بعد بيان الحوثيين والذي سمي بالدستوري بأن أميركا لا تهتم بذلك وأن عملياتها ضد القاعدة تسير على ما يرام ولا يوجد ما يعيقها عن تنفيذ عملياتها النوعية بطائرات دون طيار على أوكار تنظيم قاعدة اليمن ... .. ولننتظر لنرى تحالف أوباما مع ايران بتسليمه اليمن كما سلمت العراق اضافة لما بيدها - سورياولبنان ، مقابل السيطرة على عمليات التخصيب الايرانية للوصول لمنعها من امتلاك سلاح ذري ، للاطمئنان المزعوم على أمن إسرائيل ، والاجهاز على كل ما هو سني قطعة قطعة . وأدعو " الأفرقاء أن يجسدوا " الحكمة اليمانية " ويفسدوا اكتمال المخطط .، محذرا من .أم أن أميركا ومعها من وراء الكواليس روسيا ستواصل تنفيذ مخططها بتقاسم النفوذ بين إيران واسرائيل وتركيا ليلعبا بمصير المنطقة العربية و تظل المنطقة على صفيح ساخن بانتظار المهدي المزعوم .