قالت صحيفة "فاينايشال تايمز" البريطانية، إن المملكة العربية السعودية تتجه لاتخاذ خطوات نحو إنشاء أكبر برنامج للطاقة النووية في العالم خلال العقد المقبل. وقالت الصحيفة إن التقارير والمعلومات تشير إلى أن السعودية تسعى لتوفير 16 جيجا من الطاقة الكهربائية من مصادر نووية بحلول 2030. وأشارت إلى أن هناك قلقا جديا من تزايد استهلاك النفط محليا، الذي يستحوذ على ثلث إنتاج المملكة من النفط حاليا وبحدود 3 ملايين برميل، ومن المتوقع أن يتزايد إلى 4 ملايين برميل خلال السنوات القادمة ويقلص العوائد النفطية إن لم يتم اتخاذ تدابير مناسبة حيال ذلك. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أنه بالإضافة إلى أن التحرك نحو الطاقة النووية يشير إلى قلق جدي حول الاعتماد المفرط على النفط، فإنه يعترف ضمنا بأن الخطط المعلنة منذ فترة طويلة لتطوير الغاز الطبيعي كبديل للنفط قد باءت بالفشل، فعلى الرغم من جهود الاستكشاف المتكررة ما زال الإنتاج الفعلي للغاز محدودا، مما يثير تساؤلات حول تقديرات احتياطيات الغاز المعلنة والبالغة 290 تريليون قدم مكعب. ونوّه تقرير الصحيفة إلى أن التحول إلى الطاقة النووية يعتبر منطقيا، فالسعودية تستطيع تحمل تكلفة رأس المال، وباستخدام الطاقة النووية يمكن تجنب آثار الاعتماد على بلدان أخرى للغاز المستورد. وأضاف التقرير أنه تم التوقيع على الشروط العامة لإقامة شراكات مع الموردين المحتملين لمشروع الطاقة النووية، وسوف يؤدي ذلك لأن تكون هناك منافسة محمومة لعقود بمليارات الدولارات. وفي المقابل فإن التقدم الفعلي الذي تم إحرازه في هذا الشأن منذ قرار الاستثمار بالطاقة النووية عام 2010 يعتبر قليلا جدا، وهناك عدد من المواقع في الجبيل وتبوك وجيزان خصصت لهذا الغرض، لكن لم يتخذ أي قرار بشأن مكان البناء وفقا للصحيفة. ووفق البيانات المتوفرة في "أرقام"، فقد صرّح "هاشم يماني" رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في يناير الماضي، أن خطط السعودية لبناء محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية والشمسية ستتأخر نحو ثماني سنوات عن موعدها الأصلي حتى تكتمل، حيث إن الخطة كانت تتطلع إلى 20 عاما على أن يكون عام 2032 المعلم الرئيسي للتخطيط على الأجل الطويل، لكن تم تعديلها مؤخرا ليتم التركيز على عام 2040 كمحور للتخطيط في مجال الطاقة بالمملكة على الأجل الطويل. وفي عام 2012 أعلنت السعودية إنها ستضيف 17 جيجاواط من الكهرباء بالطاقة النووية ونحو 41 جيجاواط من الكهرباء بالطاقة الشمسية بحلول عام 2032.