لاشك أن الإبداع والعزيمة يكسر كل القيود ، ويمر الإنسان بالعديد من المراحل بحياته وبالكثير من التغيرات والتقلبات وبعضها يكون بمثابة قفزة نوعيه للأفضل أو تذهب الفرصة سدي ، فالثقة بالنفس والإصرار والإرادة القوية والإيمان هما بلا شك مفاتيح لكل المستحيلات. الإعاقة باختلاف درجاتها وصورها لم تكن حاجز يوما ولن تكن حاجز أمام من أراد أن يكسر الحواجز و يصل للنجاح كما حدث مع الفتاة اية وائل مسعود " 16 عاما " والتى ولدت بدون يدين . بابتسامة تعكس مدى حبها للحياة استقبلتنا اية داخل غرفة الناظرة فى مدرسة عمرو بن العاص ، حاملة بين عينيها نجاح حياتها منذ الطفولة حتى الان بدون يدين وتقوم بكافة المهام بقدميها . آية فتحت عينيها على هذه الدنيا ووجدت نفسها بلا يدين ، فعاشت حياتها طبيعية ودخلت المدرسة بمساعدة اسرتها ، واستمرت فى نجاحها داخل المراحل المدرسية وصولا للصف العاشر بترتيب جيد سنويا والمحافظة على تميزها باستمرار . ولم تشكل الإعاقة حاجز صعب تجاوزه وممارسة الحياة العادية بل تحدته وقالت " اقوم بالقراءة والكتابة والاكل والشرب والاعمال المنزلية كاملة بقدمى وكتفى حتى اننى اقوم بكنس المنزل وجلى الاوانى بعد الطعام بدون ان تطلب منى والدتى ذلك ، ولم استسلم يوما للإعاقة بل جعلتها خصما كبيرا لي ، بالاضافة لاننى اقوم بتمشيط شعرى وربطه صباحا لوحدى واحمل شنطتى وارتب خزانتى ".مضيفة " بدات استوعب اعاقتى بعد وصولى المرحلة الاعدادية والثانوية ، وامتعنت عن الخروج للصحفيين خلال الايام الماضية ". حتى ان والدتها التى تخطت الاربعين من عمرها تتفأجأ بعض الاوقات من انجاز اية لبعض المهام المنزلية دون ان تطلب منها ذلك . وواجهت لطيفة كثيرا من المواقف المحرجة التى تمر بالصدفة ، فخلال تواجدها مع صديقاتها يقوم بعض الضيوف بمصافحة صديقاتها وبعد الوصول لاية يتفأجأ الضيف من عدم وجود يد لها ، فيشعر بالاحراج ايضا ثم يعتذر لها ، مشيرة الى انها اعتادت على هذا الامر وتتقبله باحترام . ورفضت اية بداية حياتها بالالتحاق فى مدرسة خاصة تراعى ظروفها ، واصرت ان تكون فتاة عادية كباقى الفتيات ، وهذا ما كان بعد دخولها المدرسة القريبة من منزلها ، واستمرارها فى النجاح ، حيث قامت وزارة التربية والتعليم قبل ايام بتوفر طاولة خاصة لها لمساعدتها على الكتابة باصابع قدمها . فلن يصدق اى زائر للمدرسة مدى الاصرار على الحياة لدى اية ، فهى تكتب بخط جميل جدا باصابع قدمها وتتناول المياه والطعام ، كما تقف امام الطالبات لتشرح بعض الدروس المطلوبة منها باشراف المدرسة ، كم تمارس الالعاب الرياضة فى الحصة المخصصة للرياضة. وقالت اية" اتمنى ان احقق امنية والدى وامنيتى ايضا وان اكون دكتورة فى المستقبل ، نظرا لاننى كنت احب عمى جدا ، فدعى لى والدى بان اكون دكتورة مثله ، وتوفى والدى قبل اسبوع " . 2