بحضور أكثر من مائتي طبيب من أطباء الأسرة والرعاية الصحية الأولية، نظمت الشئون الصحية بوزارة الحرس الوطني ممثلة في إدارة التعليم المهني المستمر بقسم طب الأسرة والرعاية الصحية الأولية وبالتعاون مع شركة فايزر للأدوية ورشة عمل طبية متخصصة تحت عنوان "علاج أمراض القلب والشرايين"، وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المجتمعية التي تقودها الشئون الصحية بالحرس الوطني والرامية إلى الإرتقاء بمستوى الممارسات والخدمات الطبية المقدمة وتزويد أطباء الرعاية الأولية والممارسين العامين بأحدث المستجدات العالمية في التعامل مع أمراض القلب والشرايين والحد من مخاطرها كونها من أهم الأسباب المؤدية للوفاة في المملكة والعالم. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والشرايين باتت السبب الأول للوفاة بنسبة تتجاوز 30 بالمائة من من الوفيات على مستوى العالم، حيث بلغ إجمالي عدد الوفيات المباشرة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية 17.3 مليون حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2008م، وأن غالبية هذه الوفيات بسبب أمراض شرايين القلب التاجية، علماً بأن 80 بالمائة من إجمالي الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين في العالم تحدث في الدول النامية فقط ومن ضمنها دول الشرق الأوسط، فيما تتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع تلك الأعداد إلى 23.3 مليون بحلول عام 2030م. وتضمنت ورشة العمل قيام نخبة من كبار الإستشاريين في مختلف التخصصات الطبية مثل أمراض القلب والغدد الصماء والسكري بالمؤسسات الطبية الرائدة مثل مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الملك فيصل التخصصي والشئون الصحية بالحرس الوطني، بإلقاء محاضرات علمية تفاعلية حول عدد من الموضوعات المتعلقة بأمراض القلب مثل كيفية علاج ارتفاع الكوليسترول بالدم والوقاية من الجلطات الدماغية ومرض السكري ومضاعفاته كأحد عوامل الخطورة للأصابة بأمراض القلب، وأهمية الالتزام بتوصيات المدونات الطبية العالمية في الممارسات الطبية اليومية لدى الاطباء المستهدفين من هذا العمل وهم بالاساس أطباء طب الأسرة والرعاية الصحية الأولية. وتعليقاً على ذلك قال الدكتور حسن وداعة، استشاري أمراض القلب والشرايين ورئيس وحدة العناية الفائقة بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض "أصبحت أمراض القلب والشرايين تمثل خطراً داهماً وعبئاً صحياً واقتصاديا هائلاً يهدد كافة شرائح المجتمع لاسيما في ظل انتشار العديد من العادات الغذائية غير الصحية والتدخين والتوتر العصبي والقلق ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتباط كل ذلك بزيادة معدلات التعرض لعوامل الخطورة المرتبطة بأمراض القلب والشرايين، ولعل قيام إدارة التعليم المهني المستمر بقسم طب الأسرة والرعاية الأولية بالحرس الوطني باستضافة هذا النشاط التثقيفي والتعليمي الهام. و يستهدف أحد العناصر الرئيسية في منظومة الرعاية الصحية وهم أطباء الأسرة والمجتمع والرعاية الصحية الأولية باعتبارهم خط الدفاع الأول في علاج أمراض القلب والشرايين قبل وصولها لمرحلة المضاعفات، يعد خطوة هامة من جانبها من أجل الوصول إلى فهم متعمق وبلورة رؤية وممارسات قياسية مشتركة حول كيفية التعامل مع أمراض القلب والشرايين المنبثقة عن أحدث توصيات المدونات الطبية الصادرة عن كبرى الجهات العالمية المتخصصة مثل مدونة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والمستمدة من الطب القائم على البحث العلمي والبراهين، مما سيكون له كبير الأثر في رفع كفاءة هؤلاء الأطباء وتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة ويعود بالنفع على صحة المجتمع." فيما ركزت أحدث إصدارات مدونة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب لعام 2013 على ضرورة تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض تصلب شرايين القلب بما فيها أمراض الشرايين التاجية المؤدية إلى السكتة الدماغية القاتلة من خلال استخدام أدوية تخفيض مستويات الكوليستيرول الضار بالدم كخطوة رئيسية لتقليل مخاطر التعرض لأمراض تصلب الشرايين، كذلك أوصت بإعطاء مخفضات الكوليستيرول لجميع مرضى السكري والذين تتجاوز أعمارهم 40 عاماً. وفي هذا الصدد أشار الدكتور ... إلى أن مرضى السكري عرضة لأمراض القلب بدرجة أكبر من غيرهم، وأضاف "تشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات انتشار مرض السكري بالمملكة إلى حوالي 24 بالمائة وهو مايساهم في زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والشرايين خاصة إذا أخذنا بالإعتبار أن 7 من كل 10 مرضى بالسكري يعانون من اختلال نسبة الدهون بالدم، حيث أن مريض السكري يحدث لديه انخفاض في مستوى الكوليستيرول الجيد (عالي الكثافة) وارتفاع في مستوى الكوليستيرول الضار (منخفض الكثافة) ونسبة الدهون الثلاثية وهذا يضيف عامل خطورة جديد على المريض بصفة عامة، وبالتالي فإن مشاكل أمراض القلب المرتبطة بانتشار مرض السكري بالمملكة ستوالي ارتفاعها وتفاقمها مع مرور الوقت مالم يتم التحرك سريعاً للوقاية من ذلك." وأكد الدكتور موسى المالكي، استشاري الغدد الصماء بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض أن ثلاثة أرباع حالات التنويم بالمسشتفيات والوفاة بين مرضى السكر تحدث بسبب أمراض القلب والشرايين، لذا ينصح بالتحكم في مستوى السكر بالدم جميع مرضى السكري مع تناول أدوية خفض الكوليسترول بالدم مدى الحياة، لما لها من تأثير فعال في تقليل اصابة هؤلاء المرضى بالأزمات القلبية ومشاكل تصلب الشرايين والجلطات الدماغية بنسبة كبيرة، في حين أنها تعطى للمريض ضمن إطار المفهوم الشامل للوقاية. وأضاف "قد يكون من المفيد طبياً لمعظم البالغين بالمملكة تناول أدوية تخفيض الكوليسترول، صحيح أن تعديل نمط الحياة من أجل السيطرة على عوامل الخطورة القابله للتعديل مثل التدخين، وارتفاع ضغط الدم أمر هام للغاية ضمن مفهوم الوقاية الشامل، إلا أن ذلك قد لا يكون كافياً بمفرده بل يجب إضافة العلاج الدوائي لاسيما أدوية تخفيض الكوليسترول وأدوية خفض ضغط الدم حتى نتمكن من التحكم والسيطرة على خطورة مضاعفات أمراض القلب. جدير بالذكر أن دراسة طبية حديثة أجريت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأكدت أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون يأتيان في مقدمة عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية وأن 70 في المائة ممن يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وجد لديهم ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون في الدم. 1