شن عدد من الكتاب والناشطين الشرعيين هجوما ً كاسحا ً ضد الإعلامي الدكتور عبدالعزيز قاسم احتجاجا ً على نية الأخير استضافة الكاتب يحيى الأمير اليوم الجمعة في برنامجه (البيان التالي) على قناة دليل الفضائية . وبالرغم من ان البرنامج سيصحبه مشاركات من الدكتور محمد الهبدان وعبدالله العمرو وعبدالعزيز العبداللطيف وهم وجوه شرعية معروفة إلا أن ذلك لم يشفع لعبدالعزيز قاسم . وحسب صحيفة "عناوين" فقد أتى احتجاج الكتاب والشرعيين على خلفية وصف الكاتب يحيى الأمير لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما تركت على أمتي أشد عليها من النساء ) بالمتوحش والمفرغ من سياقاته وكذلك وصف الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأول مشرع للإرهاب . وأتى الهجوم ضد الإعلامي الدكتور عبدالعزيز قاسم من خلال مجموعته البريدية ومن خلال مقالات بعض الكتاب المنشورة في بعض مواقع الإنترنت حيث قص شريط الهجوم الكاتب الإنترنتي الشهير بالخفاش الأسود (حسن مفتي ) بقوله : (سوي لنا لقاء مع أسامة بن لادن، ولقاء مع سعد الفقيه، ولا مانع من حوار طريف مع المناضل عبد العزيز الخميس والبروفيسورة موضي الرشيد، فالبعد الإعلامي يقتضي جلب كل ساقطٍ ولا قط تحت الأضواء، لا فرق في هذا البتة بين مسيء الأدب مع نبي الله عليه الصلاة والسلام، وبين الإرهابي والمعارض ودعاة الفتنة ) . ولم يشفع للإعلامي عبدالعزيز قاسم تبريره أنه ينوي معرفة وجهة نظر يحيى الأمير في مقاله وأنه قد يجد التبرير والتوبة منه إذا قال الشيخ سليمان الدويش المعروف بمواقفه القوية والحادة : (لا أشبه استضافتك له بعد سماحة المفتي , إلا بمن يغسل الطيب بالطمث ، خشيت أن أحظى بقبلة منك , فتقضي على ما بقي لي من آمال سؤال من جد : إلى هالدرجة ثقتك بنفسك ؟ .رجائي الخاص مهما أسأتَ إليَّ وأردت أن تعتذر , فافعل كل شيء إلا أن تبعث لي قبلة , وأسأل الله ألا يردني من الخاسرين ) . وشبه عدد من الكتاب استضافة الإعلامي قاسم للأمير باستضافة راقصة بينما وصفه آخرون بالحثالة خصوصا ً بعد رفع قضية على الكاتب في محكمة جدة على خلفية تصريحاته التي وصفوها بالمسيئة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم . إلا أن صوت آخرا ً ظهر في خضم هذا الهجوم الكاسح إذ كتب الكاتب السعودي في صحيفة الجزيرة عيسى الكنعان أن أسلوب المقاطعة الإعلامية لا يجدي نفعا ً وأضاف : (رأى أولئك المعترضون وجوب مقاطعة هذا الكاتب ، وبهذا يتخذون موقف (المقاطعة الإعلامية) ، خاصة ً أن القناة إسلامية ، ما يعني وجوب أن تتصدى لهذا الكاتب وأمثاله بالإهمال والتجاهل وليس التلميع بتسليط الضوء عليه ، بينما يرى آخرون وأنا منهم أن موقف (المواجهة الفكرية) ، من خلال استضافة الكاتب وتعرية أفكاره وكشف ضحالة ثقافته ، سواءً عن طريق (المذيع المحاور) الذي يجب أن يتقمص (إنسان الشارع) ، أو عن طريق المداخلات من قبل مفكرين وشرعيين ، هو أبلغ رد أمام الناس وأمام من يصفق لهذا الكاتب أو يمنحه المساحات في صحيفته ، لأن المقاطعة لا تجدي في زمن الفضاء الإعلامي المفتوح ، وفكرة (المنع) سقطت مع قدوم الإنترنت الذي حطم القيود وتجاوز الحدود ، كما أن يحيى الأمير ابن هذا المجتمع ، وليس يهودياً صهيونياً حتى نقاطعه كما فعلت المؤسسات الإعلامية في دول الحلفاء مع النازيين ! فلعل الله يجعل هذه الاستضافة (فرصة) للكاتب كي يتوب عن وصفه ويعتذر للأمة ويبين حقيقة مقصده ، أما إن تمادى وبرر بالباطل فقد أعُذر الناس فيه ، خصوصاً أولئك الذين رفعوا قضية حسبة أو هم في صدد ذلك ) . وكتب عبدالله العلويط وهو باحث شرعي عن مسألة استضافة يحيى الأمير التي يتوقع أن تثير جدلا ً واسعا ً : (أنا أعجب من أولئك الذين يشنعون على استضافة يحيى الأمير في برنامج البيان التالي ولا أعلم هل وصلتهم معلومة ان البرنامج قد عهد عنه انه لايستضيف الا الشخصيات الدينية التقليدية ، ألم يستضيف الأستاذ جمال خاشقجي والمفكر خالد الدخيل والأستاذ آل زلفة وكل هؤلاء مصنفون على أنهم ليبراليين فما الفرق بينه وبينهم إلا إذا كانوا لا يريدون أن يظهر ليدافع عن نفسه فهذا موضوع آخر ، علما أنهم يشنعون على الصحافة عدم استكتاب الإسلاميين وهنا يقومون بنفس الفعل الذي يعيبونه على الصحافة حينما يحاولون احتكار هذا البرنامج علما ان الصحافة فيما اعلم لاتمانع في استكتاب الإسلاميين ولكن بشرط طرح الجديد لا ترداد كلام تم ترداده من اربعين سنة في المنابر الخاصة لهم فالاعلام ايا كان واجهة المجتمع والدولة ولايمكن ان تكون الواجهة رتيبة تجتر الاقوال المعروفة والمكررة ) . وضمت أصوات الإنتقادات ضد قاسم بعض التهديدات المبطنة بالإسقاط الإعلامي إذ قال أحد الكتاب مخاطبا ً قاسم في مجموعته البريدية ومحذرا ً له : ( أيها الكريم الأريب استضافتك للرويبضة المذكور ستسقطك بشكل مريع ومخيف وتضرب برنامجك ضربة قوية ولكن لك منفذ واحد وهو ان تثبت للجميع حبك لرسول الله عليه الصلاة والسلام بتعرية هذا المأفون وان تظهر هجومك عليه اما ان تربت على كتفه وتقول نشكرك على توبتك والامة تحتاج من يتوب فهذا هراء لن يصدقه الا السذج والعوام ) وأضاف متحديا ً للكاتب يحيى الأمير بأن بعلن توبته في قناة فضائية : ( لا تقل لا نفرح بالتوبة ولكن أتحداك أن يتراجع إمامك ثم يكتب مقال يتوب فيه إلى الله مما قال في صحف الشر الليبرالية وقنواتهم لكن سيستفيد من نافذة البرانامج ليلبس على الجميع وصدقني اني تعبت كثيرا بالدفاع عنك امام الكثير حبا فيك ولكن لو ظهرت بمظهر الضعيف المتمسكن الذي يحب الخير للجميع ولا تهتز لك شعرة مما قال عن نبيك فيمم وجهك شطر النجاشي واسكب خشوعك وحبك له فلن تكون كفؤا ان تحب نبيك وهذه الأخيرة استباق وشحذ همة فلا تجعل نبيك محل تأرجح من اجل صفقة اعلامية تظهر امام الليبراليين انك معهم وستلمع من يسقط وتقف معهم فلا يكن نبيك ودينك عقود عمل وتلميعات اكشن اكرر لك العنوان هنا ) . يشار إلى أن كتابا ً ذو ثقل في مجال الكتابة الصحفية دخلوا في صراع يحيى الأمير وقناة دليل حيث وصف الكاتب عبدالرحمن الأنصاري الأمير بالحثالة وقال مخاطبا قاسم مقدم البرنامج : (إنك يا أبا أسامة تُعطي ذلك القمئ باستضافتك له إن استضفته قيمة هو ليس لها بأهل ، بل وستجعله يصدق فعلا أنه شيئا مذكورا ، وليس مجرد قزم يتطاول على شرع الله ودينه لحاجة في نفسه ونفس الشياطين الذين يصفقون له ..أفبعد استضافتك لسماحة المفتي ، ومعالي الدكتور محمود سفر ، وأصحاب الفضيلة / عوض القرني ، ومحسن العواجي وسعد البريك وعايض القرني وأضرابهم ، تستضيف أمثال هذا الرويبض ؟! ) وينظر مراقبون أن شدة الهجوم تأتي لأسباب لعل أهمها أن القناة التي ستستضيف يحيى الأمير هي قناة إسلامية يملكها الشيخ سلمان العودة وبذلك فهي محسوبة على الإتجاه الدعوي بشكل عام . يذكر أن برنامج البيان التالي الذي يقدمة الإعلامي عبدالعزيز قاسم استضاف عدة شخصيات سعودية لها ثقلها الفكري والدعوي وأدت تلك الإستضافات إلى نقاشات واسعة على صفحات الصحف السعودية إلا أن استضافة يحيى الأمير المرتقبة غدا ً الجمعة يتوقع ان تثير نقعا ً من نوع آخر .