التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بمكتبه في مقر الإمارة يوم امس بمعالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب والوفد المرافق له بحضور مديري الإدارات الحكومية المعنية بالمنطقة . وأوضح سموه أن هذا اللقاء يأتي بتوجيهات ولاة الأمر – حفظهم الله - لبحث كافة الأوضاع التي حدثت أو قد تحدث نتيجة الهزات الأرضية التي تعرضت لها منطقة جازان خلال الشهر الماضي , مؤكدا سموه أن تلك الهزات لم يكن لها – بحمد الله تعالى – آثار سلبية أو قوية على المنطقة أو المنشآت القائمة بها , مشيرا إلى أن اللجنة العليا للدفاع المدني بالمنطقة تابعت كافة الأمور المتعلقة بتلك الهزات . وطمأن سموه المواطنين والمقيمين في منطقة جازان بأن ما حدث هو ظاهرة طبيعية تحدث في كل زمان ومكان . وأردف سمو أمير منطقة جازان : " نحن مطمئنون على سير الخطط التنموية بمنطقة جازان , وليس هناك أي تغيير , بل إن عجلة التنمية دائرة والجهود التطويرية والتنموية سائرة وفق الخطط الموضوعة لها " . وشهد الاجتماع بحث العديد من الموضوعات المتعلقة بالهزات الأرضية التي تعرضت لها منطقة جازان بمتابعة المركز الوطني للزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية , واستعراض الخطط البديلة لمواجهة الآثار المحتملة في الحالات الطارئة من قبل الإدارات المعنية بالمنطقة . وعقب الاجتماع أوضح معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ وقد اوضح بان اللقاء تضمن استعراض النشاط الزلزالي التي شهدته المنطقة مؤخرا , حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على تبادل البيانات والمعلومات بطريقة رقمية بين الإدارات الحكومية في منطقة جازان وهيئة المساحة الجيولوجية , حتى تقوم الهيئة بإنتاج خرائط عن الاحتمالات المختلفة في حال حدوث هزات أرضية في أي من محافظات المنطقة . واعتبر ذلك توجها حضاريا معمول به في دول العالم , مبينا أن الهيئة أكملت مؤخرا الخرائط الخاصة بمنطقة تبوك وتبدأ الآن في إعداد الخرائط الخاصة بمنطقة جازان . وأضاف أنه يوجد في المملكة حزام زلزالي " حزام هزات أرضية " ومن لطف الله أنه ليس حزاما عنيفا أو شديدا كما هو موجود في اليابان أو الفلبين أو أندونيسيا أو غرب الأمريكيتين , مشيرا إلى أن الهزات الأرضية التي تحدث في المياه الإقليمية السعودية على البحر الأحمر هي هزات طبيعية , حيث يشهد الحزام الزلزالي في البحر الأحمر آلاف الهزات في السنة الواحدة منها نحو 99 بالمائة هزات غير محسوسة للبشر لكنها مسجلة في الأجهزة , أما الواحد في المائة فهي هزات تكون بمقياس " 3 أو 4 أو 5 " درجات بمقياس رختر , وفي النادر تصل إلى " 6 أو 7 " درجات . ولفت الدكتور نواب إلى جهود المديرية العامة للدفاع المدني في نشر الوعي بالإجراءات الواجب اتخاذها في الحالات الطارئة , إلى جانب الموقع الإلكتروني لهيئة المساحة الجيولوجية , الذي يتيح كثيرا من المعلومات عن الإجراءات الواجب اتخاذها في حال حدوث هزات أرضية , مشددا على أن مثل هذه الهزات هي هزات طبيعية ولا تدعو للذعر أو الخوف لأن ذلك يسبب فقدان التركيز والتفكير . واستشهد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالكثير من الدول التي تتعرض لزلازل بدرجات تصل إلى " 7 أو 8 " درجات بمقياس رختر ومع ذلك تكون الحياة طبيعية , مرجعا ذلك إلى الثقافية التي وصلت إليها المجتمعات إلى جانب اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة . وبين أن الدولة أصدرت كود لمعايير البناء , وهو لا تزيد تكلفته إلا نحو " 5 أو 10 " بالمائة فقط في تكاليف البناء , وهو من الأمور التي تحقق الأمان وتقلل من درجة الخطورة بإذن الله , داعيا الأمانات والبلديات إلى الانتقال من مرحلة التوجيه إلى مرحلة الإلزام بكود البناء وإنزال العقوبات بالمخالفين حماية للأرواح والممتلكات . وبين أن إنشاء السدود في المملكة وفقا للجهات المختصة يكون وفقا لمعيار " 7 " درجات على مقياس رختر , موضحا أن هيئة المساحة الجيولوجية ترى ذلك البناء المعياري جيدا , حيث أن منطقة جازان لم تسجل هزات أرضية تصل إلى هذا الحد , رغم أنه يستحيل على أي شخص تحديد قوة الزلزال القادم . ودعا الدكتور نواب المستثمرين إلى النظر للعالم المتطور , حيث أن وجود الزلازل والبراكين في اليابان أو ولاية كاليفورنيا أو تشيلي مثلا لم يتسبب في توقف التنمية , بل أنها تضاعفت وازدادت , مضيفا أن منطقة جازان منطقة واعدة استثماريا وذات مردود استثماري عال , مؤكدا أن اتخاذ الاحتياطات والمقاييس اللازمة من شأنه بإذن الله التغلب على أية مخاطر محتملة . واختتم معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تصريحه مؤكدا أن الهيئة وهي تمثل الجهة الاستشارية لحكومة المملكة لا ترى أية كوارث في منطقة جازان خاصة مع مراعاة الاحتياطات والتدابير اللازمة , داعيا وسائل الإعلام إلى القيام بدورها في نشر التثقيف والتوعية وطمأنة الناس , والبعد عن الإثارة التي تسبب الخوف والهلع الغير مبرر. 7