التقى خبراء وأطباء الأمراض الجلدية حول العالم وفي المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم العالمي لمرض الصدفية والذي أقيم مؤخراً وذلك ضمن مساعي رفع مستوى الوعي المجتمعي حول هذا المرض الذي يعاني منه 125 مليون شخص حول العالم، على المستويات النفسية، والاجتماعية، والجسدية من خلال بقع حمراء سميكة تغطيها قشور فضية تدعى لويحات. يعد مرض الصدفية من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً وتظهر أعراضه على شكل بقع سميكة حمراء ذات قشور فضية واضحة الحواف، حيث يقوم الجسم في المعدل الطبيعي بتجديد الجلد في فترة تتراوح من 28 إلى 30 يوماً، فتتكون الخلايا الجلدية الجديدة في الطبقة السفلى وتتطور لاحقاً فترتفع إلى الطبقة العليا على مدى شهر كامل. ولكن مع الصدفية تتسارع هذه العملية وتختصر مدة تطورها الطبيعي في ظرف من 3 إلى 5 أيام فقط. حيث يتم تغطية الخلايا الجلدية الطبيعية، وتتراكم فوقها خلايا الصدفية. ويمكن للصدفية أن تصيب أي مكان في الجسم، ولكن المرفقين والركبتين وفروة الرأس هي أغلب الأماكن التي تتعرض للإصابة. وأوضح الدكتور خالد العفيف، استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى حراء العام، مكةالمكرمة: "من أكثر وأخطر الأخطاء الشائعة حول مرض الصدفية هو أنه مرض معدي وهذا ليس صحيحاً، الصدفية مرض جلدي ظاهر ولكنه ليس معدٍ فهو لا ينتقل من مكان في الجسم إلى مكان آخر. إن تلك الأخطاء الشائعة تتسبب في ألم نفسي كبير لمرضى الصدفية الذين يعانون من ردة فعل المجتمع من حولهم وطريقة تعامل المحيطين معهم، وبالطبع ينعكس ذلك على سلامتهم النفسية." من السهل جداً سرد الآثار الخطير للصدفية على نفسية المصابين بها، ولكن ما لا تعرفه الغالبية العظمى من الناس أن للمرض آثاره النفسية السلبية الشديدة. وقد قال الكثير من مصابي الصدفية أنهم يعانون من الإحراج الشديد والشعور بأنهم منبوذين بسبب مظهر الصدفية وأثر الإصابة على الجلد، مما يسبب لهم شهوراً بالتوتر والضغط والنفسي وذلك نتيجة لردود الفعل التي تفتقر لأي ذكاء اجتماعي من المحيطين بهم. وقد ثبت أن الإصابة بالصدفية ترفع مخاطر الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري والسمنة والاكتئاب. وتعليقاً على ذلك قال أحد مرضى الصدفية: " الآن، يعرف أفراد أسرتي وأصدقائي ظروف المرض الحقيقية، ولكن عندما تم تشخيص المرض للمرة الأولى، كنت أشعر أنهم يحاولون جاهدين عدم الاقتراب مني مخافة أن يلتقطوا المرض، وعند مخالطتي للمجتمع الخارجي، ألاحظ أن الناس من حولي ينظرون إلى مكان الإصابة وبناء عليه يحددون طريقة تعاملهم معي، وعليه لم أعد أشعر بأي رغبة في القيام بالأنشطة العادية المحببة لي والتي كنت أقوم بها في السابق مثل السباحة أو الذهاب إلى الشاطئ، حتى لا أتعرض إلى نظرات الناس المهينة. وعلى الرغم من ذلك، أشعر بكثير من الشجاعة والحماس لمواجهة ذلك والعمل مع طبيبي بشكل منتظم جداً لتقليل مظهر الأعراض." ويعتقد أن مرضى الصدفية لديهم خللاً جينياً وراثياً يؤهلهم للإصابة بالمرض، ومن الممكن أيضاً أن يصابوا بالمرض نتيجة لتحفيز ما من عناصر البيئة المحيطة. ويمكن أن تكون محفزات المرض هي الضغط النفسي، أو الإصابة بفيروس ما أو بكتيريا، أو إصابة جلدية أو تفاعل ناتج عن تناول عقار معين. بالإضافة إلى أن الصدفية يمكن أن تؤدي إلى مخاطر صحية أخرى مثل النوبات القلبية، خصوصاً بين فئة الشباب الذين يعانون من أعرض شديدة لمرض الصدفية. أما المرضى في العقد الرابع، فهم معرضون أكثر من أقرانهم من ذات الفئة العمرية للإصابة بالنوبات القلبية. وأكدت الدكتورة منى معتوق، استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فهد العام بجدة أن الصدفية مرض مزمن يمكن التعامل معه حيث توجد مجموعة من العلاجات التي تساعد على تخفيف حدة الأعراض والتي تتضمن مراكز متخصصة للعلاج بالضوء للحالات المتوسطة والشديدة، والعلاج المنتظم عبر تناول عقاقير (حبوب أو أقراص) للحالات المتوسطة والشديدة، وعلاج عضوي للحالات الشديدة، ويعد إتباع أنماط حياة صحية من العناصر التي تساعد في الحفظ على الصحة بشكل عام مثل ممارسة الرياضة بانتظام والامتناع عن التدخين. وأضافت الدكتورة منى: "لا يجب أن نترك مريض الصدفية فريسة للعزلة، فبالتعرف الصحيح على ظروف مرض الصدفية، تستطيع العائلة والأصدقاء مساندة مريض الصدفية، ولذلك فمن الضروري تقديم الدعم المعنوي له من المحيطين به وكافة المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، حتى يتمكن المرضى من مواجهة الضغوط النفسية والانتظام في العلاج، والمضي في حياتهم بأقل أعرض للمرض أو حتى بدون أعراض على الإطلاق." 1