تجدد الآمال بعد النتائج التي توصلت إليها تجربة تنزانية للقاح جديد ضد السل استطاع تخفيض إصابة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بداء السل بنسبة 39 بالمائة. وقد تم اختبار لقاح السل mycobacterium vaccae في تجربة عشوائية مُحكمة مزدوجة التعمية استمرت لمدة سبع سنوات وشارك فيها 2,013 تنزانياً مصاباً بفيروس نقص المناعة البشري. والتجربة هي نتاج تعاون بين علماء من كلية دارتموث للطب في الولاياتالمتحدة وجامعة موهيمبيلى للصحة والعلوم في تنزانيا. وأخبر الدكتور ريتشارد واديل من كلية دارتموث شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" أن "هذا هو أول لقاح ضد السل يثبت فعاليته في كل التجارب السريرية... وهذا من شأنه أن يحفز عملية البحث عن لقاح أكثر فعالية ضد السل، وهو أمر ملح خصوصاً في إفريقيا". ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، يعتبر السل السبب الرئيسي للوفاة بين المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري في إفريقيا؛ أما على الصعيد العالمي فإن واحدة من بين كل أربع وفيات تحدث بسبب السل هي لمصاب بفيروس نقص المناعة البشري. وقد تم إعطاء المشاركين في التجربة خمس جرعات من اللقاح لمدة تزيد عن سنة، ومراقبتهم بعدها لمدة 3.3 سنة، مع أن الدراسة انتهت في وقت مبكر بسبب تمكن اللقاح من "توفير حماية كبيرة ضد السل". وكان 33 شخصاً من المشاركين في التجربة مصابين بداء السل في الوقت الذي حصل فيه 52 شخصاً على علاج وهمي فقط. وقال واديل: "لقد وجدنا أن اللقاح يقدم جرعة تعزيزية للقاح BCG [لقاح ضد السل يعطى تقريباً لجميع الرضع في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى] الذي يتقلص مفعوله مع مرور الوقت. وكان جميع المشاركين في الدراسة قد حصلوا على لقاح BCG في طفولتهم". وقد قامت منظمة الصحة العالمية بمراجعة مبادئها التوجيهية بشأن استخدام لقاح BCG لتبيين خطر الإصابة بمرض السل من اللقاح "شكل أضعف من المرض" لدى الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشري. وقال واديل أن هناك تعاون بين الباحثين وإحدى شركات الأدوية الأمريكية لتطوير نموذج لقاح يمكن إنتاجه بكميات كبيرة. وأضاف قائلاً: "إذا تم إنجاز الجزء القانوني واختبارات الكفاءة بشكل سلس، يمكن أن يكون العقار متاحاً في غضون سنتين". كما سيكون إنتاج العقار "غير مكلف" وبالتالي يمكن استخدامه على نطاق واسع. ولا يمكن إغفال أهمية إيجاد لقاح فعال ضد السل، حيث قال الدكتور ماركوس إسبينال، السكرتير التنفيذي لمبادرة مكافحة السل Stop TB Partnership وهي مبادرة عالمية تعمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية أنه "يمكن للقاح أن يقطع سلسلة انتقال هذا الوباء، كما سيكون له تأثير هائل على وباء فيروس نقص المناعة البشري والسل في القارة الإفريقية". وأضاف أن هناك ما لا يقل عن 10 لقاحات ضد السل قيد التجربة السريرية في الوقت الراهن، متمنياً أن ينجح أحد هذه اللقاحات على الأقل ليتم إنتاجه بحلول عام 2015. وأوضح إسبينال أن "الكثير من البحوث الجيدة تجري حالياً ولكن لا بد من القيام بالمزيد... فتمويل بحوث لقاحات لم يرق بعد إلى المستوى الذي يجب أن يصل إليه"."ايرين"