رويترز : تتوقع شركة تويوتا موتور أن تتحمل تكاليف وفقد مبيعات تبلغ في مجملها ملياري دولار خلال عام حتى مارس المقبل جراء استدعاء طرز من سياراتها إلا أنها رفعت توقعاتها بعدما سجلت أعلى ربح تشغيلي خلال ستة فصول. وأدى استدعاء ما يزيد على ثمانية ملايين سيارة من طرز تويوتا نتيجة مشكلة تتعلق بدواسات سرعة معيبة إلى تراجع سعر سهم الشركة وتضرر سمعتها كما طغت على ما كان من المتوقع حتى أسبوعين ماضيين أن يكون تقريرا متفائلا لتحسن الأرباح. وقال لي سونج-جيه المحلل لدى كيووم سيكيوريتيز في سول "استدعاء سيارات تويوتا هذا العام غير مسبوق في تاريخ صناعة السيارات. حجم السيارات المسحوبة ضخم الأمر الذي يوجه ضربة قوية للقيمة الأساسية التي تمثلها تويوتا وهي جودة سياراتها". واستفادت الشركات المصنعة للسيارات من ارتفاع الطلب في أواخر 2009 بفضل أسباب على رأسها خطط التحفيز الحكومية التي هدفت إلى تعزيز المبيعات وتحسين الحصول على الائتمان في ظل انتعاش الاقتصاد العالمي. وكانت تويوتا واحدة بين أكبر المستفيدين من خطة أمريكية تتعلق بالحفاظ على البيئة لكنها الآن تتعرض لضغوط لطريقة تعاملها مع استدعاء مجموعة من أشهر طرز سياراتها بعد سلسلة من الحوادث المتعلقة بدواسات سرعة معيبة. وقبل أقل من شهرين على انتهاء السنة المالية الحالية قلصت تويوتا ما اعتبره معظم المحللين تقديرا متحفظا للغاية لخسائر التشغيل إلى 20 مليار ين (220 مليون دولار) من 350 مليار ين. وقال مسؤول في تويوتا إن التوقعات الجديدة للعام الحالي أخذت في الحسبان تقديرات تشمل تكلفة قدرها 100 مليار ين نتيجة استدعاء السيارات وما بين 70 و80 مليار ين من مبيعات لم تتحقق وهو ما جاء متماشيا مع توقعات المحللين. وتقارن توقعات تويوتا الجديدة للعام حتى مارس مع توقعات بخسائر سنوية قدرها 38 مليار ين في استطلاع أجرته طومسون رويترز آي.بي.إي.إس شمل 19 شركة وساطة. وأعلنت تويوتا أن أرباح التشغيل خلال الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر بلغت 189 مليار ين متجاوزة تقديرات بلغت 99 مليار ين في استطلاع أجرته طومسون رويترز آي.بي.إي.إس ولتسجل أعلى أرباحها التشغيلية خلال ستة فصول. وهبطت أسهم تويوتا نحو 23 %أو نحو 30 مليار دولار خلال الأسبوعين الماضيين كما سجلت أدنى مستوى إغلاق أمس. وأعلنت أنها ستتخذ "قريبا" إجراءات تخص نظام فرملة سيارتها الجديدة من طراز "بريوس" الهجينة دون الإشارة إلى سحبها. ودفعت تلك المشاكل بوزير النقل الأمريكي راي لاهود إلى انتقاد تويوتا. وقال الوزير أول من أمس أمام الكونجرس "إذا كنتم تملكون سيارة تويوتا فتوقفوا عن استعمالها وسلموها إلى وكيل لتصليحها". لكنه خفف بعد ذلك من نبرته التي أثارت جدلا في الولاياتالمتحدة حيث تملك الدولة 60% من شركة جنرال موتورز كبرى الشركات الأمريكية المنافسة لتويوتا. من جهة أخرى اعترف المسؤول عن مراقبة الجودة في المجموعة هيرويوكي يوكوياما بوجود خلل في نظام الفرملة المائي الذي قد يتأخر في التجاوب في الطقس البارد وقال إن "الفرامل بطيئة لكن إذا استمر الضغط على الدواسة فإن السيارة تتوقف". وقال إن تويوتا ستصدر "قريبا شروحات" بشأن هذه المشكلة بدون الإشارة إلى احتمال سحب تلك السيارات. وأكد أن الشركة تلقت الشكاوى الأولى في خريف 2009 وأنه تم تعديل تصميم نظام الفرملة اعتبارا من الأول من يناير. من جهتها رفعت شركة هوندا موتور اليابانية لصناعة السيارات توقعاتها السنوية بعد ارتفاع الأرباح الفصلية بفعل خفض التكاليف وقالت إنها قلقة من أن يؤدي قيام منافستها تويوتا بسحب أعداد ضخمة من السيارات لأسباب تتعلق بالسلامة إلى تبدد بريق العلامات التجارية اليابانية الأخرى. ورغم أن هوندا لم تستفد من أزمة تويوتا في يناير الماضي إلا أنها رفعت توقعاتها للعام حتى مارس بعد أن ساهم خفض التكاليف في تحقيق أقوى أرباح فصلية في عام ونصف العام. وعبر كويتشي كوندو نائب الرئيس التنفيذي لشركة هوندا موتور عن قلقه من أن تمتد تداعيات أزمة تويوتا إلى شركات صناعة سيارات أخرى. وقال للصحفيين "تويوتا تتصدر ممثلي صناعة السيارات اليابانية"... نحن قلقون بعض الشيء من أنه ربما تتأثر شركات سيارات يابانية أخرى لكننا سنحتاج لمزيد من الوقت لقياس مدى التأثير". وبخلاف المنافسين مثل جنرال موتورز وهيونداي موتورز وفورد موتور فإن هوندا لا تستهدف زبائن تويوتا. من جهة أخرى قالت شركة فولكسفاجن المنافس الألماني لتويوتا إنها تتوقع هامشا يبلغ 3-4% في الأمد المتوسط في الولاياتالمتحدة و5-6 % في الأمد البعيد. وحددت فولكسفاجن أهدافا لإزاحة تويوتا عن عرش صناعة السيارات في العالم. وارتفع إجمالي مبيعات فولكسفاجن في الولاياتالمتحدة 53.2 %في يناير.