أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الاوروبي في باريس ان قرار الحرب بين سوريا وتركيا غير ناضج سياسيا وعسكريا في كلا البلدين. وقال 66.1 في المئة ان الجانب التركي يحتاج لإستخدام القوة ضد النظام السوري إلى قرارين: قرار سياسي أولا ، وقرار عسكري ثانيا والقيادة السياسية التركية ليست دائما على وفاق مع القيادة العسكرية . اما النظام السوري فالأزمة الداخلية لا تسمح له بفتح جبهات خارجية اضافة الى ان قرار الحرب لدى دمشق يحتاج لموافقة ايران وروسيا والصين اما 29.1 في المئة يتوقعون نشوب حرب بين تركيا وسوريا . وبرأيهم ان مؤشرات نشوب الحرب بدأت تظهر من خلال اسقاط الطائرة التركية من قبل سوريا وان تركيا سوف تدخل الحرب ضد سوريا مدعومة بقوى دولية.اما 4.8 في المئة يرون ان الحرب قائمة بين تركيا وسوريا وان دعم تركيا العلني والسري للثورة السورية لاسقاط النظام هو بمثابة حرب .وخلص المركز الى نتيجة مفادها :اقدمت القوات السورية قبل ايام على اسقاط طائرة حربية تركية كانت برأي دمشق تحلق فوق الأجواء السورية فيما قالت انقرة انها كانت فوق المياه الدولية .ونتج عن هذا الحدث صدور مواقف ادانة وشجب على اعلى المستويات من القادة الأتراك كما صدرت مواقف مشابهة من حلف الأطلسي ولكن جميعها لم تذهب الى حد التلويح بإحتمال نشوب حرب لأن لكل من سوريا وتركيا من وراء ما حصل رسائل اراد ان يبعث بها الى الطرف الأخر.فتركيا كما تردد في اوساط وسائل الإعلام الغربية ارادت من وراء ارسال الطائرة اختبار القدرات الجوية السورية تمهيداً لإحتمال فرض حظر جوي على سوريا او على بعض مناطقها المحاددة لسوريا .وسوريا ارادت من وراء اسقاط الطائرة إثبات قدراتها وأمتلاكها لأسلحة متطورة يمكن لها استخدامها في حال اتخذت أي دولة قرار فرض الحظر الجوي عليها . يضاف الى ذلك ترددت معلومات عن ان خبراء روس كانوا وراء اسقاط الطائرة لإفهام الولاياتالمتحدة الأميركية انها ليست بمنأى عن أي حدث يحصل في سوريا .وبناء على ذلك امتص الجميع الحدث وتداعياته وبقيت الحرب في إطارها الإعلامي علماً ان لتركيا دور كبير في دعم المعارضة السورية لوجستياً وسياسياً فيما يقال ان سوريا بدأت بدعم حزب العمال الكردستاني لإرباك القوات التركية .مما يعني ان الطرفان يشنان ضد بعضهما حرباً غير مباشرة الى ان تتضح صورة المفاوضات التي ستجري جدياً بين موسكو وواشنطن بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية والتي على ضوئها سيتقرر مصير الأوضاع في سوريا. 1