انقطاع الكهرباء بغزة ...أزمة لا تنتهي !! عبر عدد من المواطنين في غزة عن تخوفهم واستيائهم الشديد بعد نشر أخبار عن تهديدات إسرائيل بقطع إمدادات الكهرباء والماء عن قطاع غزة, وجاءت هذه التهديد عقب لقاء الرئيس عباس والسيد مشعل لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإتمام المصالحة الفلسطينية. وقال ماهر شرخ طالب بالجامعة "أن هذا التهديد تعبر عن مدي خوف إسرائيل من أن تتم المصالحة بين فتح وحماس وهي كذلك تدل على أن المستفيد الأول من الانقسام الحاصل هي إسرائيل وأمريكيا " وبين شرخ أن هذه التهديدات لن تزيد غزة إلا إصرارا على المضي نحول المصالحة وتحمل كل تبيعاتها مثلما حدث في الحرب التي خاضتها غزة لرفضها تسليمها شاليط قبل ثلاث سنوات . واعتبر خالد حسن –موظف- أن هذه التهديدات هي بمثابة كارثة إنسانية حقيقية إذا تم تنفيذ هذا التهديد وخاصة أن قطاع غزة يعتمد بشكل أساسي على تمديد الكهرباء من إسرائيل بالإضافة إلي عدم وجود بدائل أخرى لتعويض عن هذا النقص الحاد في الإمدادات . وبين عماد احمد -صاحب محل لبيع الملابس -أن هذه التهديدات ستغرق غزة بالظلام فإسرائيل تحاول أن تقطع الحياة عن مواطني القطاع وتابع "رغم أن اغلب المنازل تمتلك مواتير لإنتاج الكهرباء إلا أنها لا تتحمل هذه المواتير العمل طوال اليوم ,وسيكون هناك عبئ إضافي على المواطن من دفع تكلفة البنزين وإصلاح هذه المواتير في حاله عطلها مما سيزيد من الوضع الاقتصادي سوء". وذكرت أم محمد أن انقطاع الكهرباء عن المنازل هي أزمة حقيقية وستسبب في تراجع قطاع غزة إلى 100 عام للوراء ,وتؤكد انه دائما يكون انقطاع الكهرباء ملازم مع فترت امتحانات أطفالها بالإضافة إلي انقطاع الماء بتزامن مع الكهرباء مما يزيد معاناتهم أكثر فأكثر. وشدد رائد علي -صاحب احد الأبراج -السكنية في غزة إلى وجود خطورة حقيقية في حالة تنفيذ التهديد حيث تتفاقم المشكلة وسط استمرار الزيادة السكانية وتصاعد اللجوء إلى البناء العمودي والاعتماد على الأبنية متعددة الطبقات للتغلب على الزيادة السكانية المضطردة، وما يرافق ذلك من استحقاقات تتوقف في معظمها على توفر الطاقة الكهربائية. وعن الآثار السلبية في حالة انقطاع الكهرباء قال علي "أن انقطاع الكهرباء يؤثر على طائفة واسعة من الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة أهمها خدمات توفر المياه في الأبنية متعددة الطبقات بتزامنها مع توفير التيار الكهربائي، وما يتعلق بالمستشفيات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي واستخراج المياه من الآبار وتوزيعها على السكان، وما تسببه من عرقلة لحرية المواطنين في الوصول إلى منازلهم أو الخروج منها في الأبنية العالية وخاصة في حالة المرضى والمسنين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ". وجاءت تهديدات الوزير أيألون بقطع الكهرباء والماء عن غزة في حال اتفقت السلطة الفلسطينية وحركة حماس على تشكيل حكومة الوحدة, وذلك بحسب ما ذكره موقع الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" على الانترنت . وقال أيألون خلال اجتماع عام:" ندرس في وزارة الخارجية إمكانية أن تتخلى (إسرائيل) عن مسؤوليتها لجهة البني التحتية في قطاع غزة". كما وهددت (إسرائيل) الجمعة الماضية بمواصلة تجميد تحويل الأموال للسلطة بعد الإعلان في القاهرة عن شراكة بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، معربة في الوقت نفسه عن شكوك حيال تجسيد مثل هذا الاتفاق. وشكلت ساعات انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة حوالي (2300) ساعة في العام, فيما لا تتجاوز ساعات الانقطاع (5) ساعات في العام في الضفة الغربية. ويمثل إمدادات الكهرباء من الاحتلال الإسرائيلي 70% من استهلاك الكهرباء في القطاع,والمخزونات الموجودة في غزة لتمديد الكهرباء فقط تلبي 30% من حاجة القطاع، كما أن غزة تعاني من عجز 40% في حال تواصل الإمدادات، ونحن نتساءل كم ستصل نسبة العجز إذا نُفّذت هذه التهديدات على أرض الواقع؟