باتت مشكلة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة حديث الشارع هناك، فأينما ذهبت أو جلست في أي مكان من القطاع تسمع حديثا يدور بين المواطنين عن المشكلة وما تسببه من معاناة يومية. وتسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر الناجم عن الحصار الإسرائيلي للقطاع ومنع وصول إمدادات الوقود، تذمرا لدى المواطنين وضاعف معاناتهم نتيجة عدم وصول المياه إلى منازلهم من جهة، وتضرر العديد من الأجهزة الكهربائية من جهة ثانية. المواطن إبراهيم اللحام من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، قال «أصبحت حياتنا لا تطاق بسبب تزايد مشكلة الكهرباء وانقطاعها لفترات كبيرة وخاصة في الليل، إذ تنقطع من الساعة العاشرة ليلا وحتى الساعة السادسة صباحا وأحيانا حتى الساعة الثامنة، أي ما يعادل 8 10 ساعات». وأضاف: منذ تأزم قضية الكهرباء ونحن نعاني من مشكلة وصول المياه إلى المنازل، فأحيانا تنعدم المياه ولا تصل لفترات كبيرة، وإذا وصلت تصل في الأوقات التي يكون فيها التيار الكهربائي مقطوعا، وبالتالي لا نستطيع ضخ المياه إلى الخزانات الموجودة على أسطح المنازل. من جانبه، قال المواطن أبو عبد الرؤوف الأسطل «أصبحنا نفكر فقط في مشكلة الكهرباء متى ستأتي ومتى ستنقطع»، مستغربا في الوقت نفسه من أن قيمة فاتورة الكهرباء خلال فترات الانقطاع تأتي ضعف ما استهلكوه في الفترة التي كانت فيها الكهرباء منتظمة، مشيرا إلى أن فاتورة الكهرباء كانت لا تتجاوز 80 شيقلا شهريا، أما الآن فتصل إلى 140 شيقلا فما فوق.وقالت المواطنة رغدة فرينة، وهي أم لثلاثة أطفال «الحياة أصبحت صعبة ومعقدة دون كهرباء خاصة وأن كل أعمالها المنزلية متوقفة على الكهرباء». المواطنة أم زكي الزقزوق، أوضحت «نعاني الأمرين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وعدم وصول المياه إلى المنزل، فبدون مياه تتوقف جميع أعمالي المنزلية، فلا أستطيع أن أقوم بتنظيف المطبخ وإعداد الطعام»، مشيرة إلى أنها تنتظر بفارغ الصبر عودة الكهرباء والمياه لأداء جميع أعمالها المنزلية وتشغيل المضخة لتعبئة خزانات المياه. بدوره، حذر عبد الحليم أبو سمرة مدير العلاقات العامة في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في خان يونس، من تداعيات استمرار الأزمة الكهربائية وشح المياه الحالي، وتقليص إمدادات المحطة بالوقود الصناعي وتوقفها الكلي عن العمل، على مناحي الحياة كافة للمواطن الغزي في ظل استمرار الحصار المفروض عليه.