مع اقتراب موعد توجه الناخبين في تونس لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخاب الجمعية التأسيسية، صدم التونسيون بشيء لم يكن في الحسبان، صورة ضخمة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ردة الفعل على الصورة تراوحت مابين الدهشة والصدمة بين التونسيين عندما شاهدوا الصورة على واجهة أحد المباني في منطقة حلق الوادي شمال العاصمة، ولكن، سرعان ما أدرك الأهالي أنها كانت جزءاً من حملة لتشجيع المشاركة في انتخابات الأحد المقبل لاختيار أعضاء المجلس التأسيسي. علت الصدمة الوجوه لدى رؤيتهم للصورة، وآخرون بدت عليهم الدهشة والاستغراب، بينما رفض فريق آخر تصديق المشهد تماما، وأعقب ذلك فوضى دفعت بالحشود إلى تمزيق الصورة. لكن المفاجأة كانت أكبر بعد تمزيق الصورة حيث وجدوا عبارة كتبت باللهجة التونسية العامية معناها "هل نسمح بعودة الدكتاتور". ووسط الدهشة من غرابة الفكرة عادت البسمة فعلت الضحكات بعد أن اكتشف الجميع أن عودة بن علي كانت مؤقتة وفي إطار الدعاية الانتخابية. صاحبة الفكرة جمعية يطلق عليها اسم "التزام المواطن" وهي جمعية أسست بعد الثورة بمبادرة من خمس نساء تونسيات، ونجحت الفكرة الصادمة في جلب اهتمام المواطنين والتأكيد على دورهم في تحديد مصير البلاد قبل أيام قلائل من موعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي. 3