اعتقلت الشرطة في تكساس جنديا اميركيا الخميس كان يعد لما وصف بكونه "مخططا ارهابيا" ضد قاعدة فورت هود العسكرية التي سبق واطلق جندي النار فيها ما اوقع قتلى وجرحى عام 2009.وكان مالك احد محال بيع السلاح قد اشتبه في مشتريات الجندي ناصر جيسون عبده غير الطبيعية وابلغ الشرطة. وكان الجندي نفسه قد ظهر في مقابلات تلفزيونية عدة العام الماضي قائلا انه مسلم ويعارض نقله للخدمة في افغانستان. وتعقبت الشرطة الجندي البالغ من العمر 21 عاما في احد الفنادق الصغيرة قرب فورت هود واعتقلته بعد ظهر الاربعاء. وعبده من سكان تكساس وخدم في فورت كامبل في ولاية كنتاكي ولكنه تخلف عن الخدمة العسكرية منذ الرابع من تموز/يوليو. وقد تخلف عن مهامه العسكرية دون اذن عسكري منذ مطلع الشهر بعد اتهامه بحيازة مواد اباحية يستغل فيها الاطفال.وقال دينيس بولدوين رئيس شرطة كيلين في تكساس الواقعة قرب فورت هود "اصنف هذا على انه مخطط ارهابي". وقال بولدوين للصحافيين "استجوبناه وما خلصنا اليه من اقواله ومن ادلة اخرى.. يحدو بنا للاعتقاد ان جنودا كانوا مستهدفين"، مضيفا ان المشتبه به تحرك بشكل فردي.وتابع مسؤول الشرطة "بامكاني القول انه لو لم نوقفه لكنا اليوم نطالعكم باحداث مختلفة تماما".ووصف الشرطي المشتبه به بانه "غاية في الخطورة" مشيرا الى انه تواجد في كيلين لفترة "وجيزة نسبيا".ومن المتوقع ان توجه اتهامات فدرالية بحق الجندي المشتبه به.وفي مقابلة مع قناة الجزيرة العام الماضي قال عبده انه طلب الاذن بعدم نقله الى افغانستان ك"اعتراض ضميري" لانه لا يريد ان يقاتل اخوانه من المسلمين، وقالت قناة الجزيرة انه من اصل فلسطيني.ونقل عنه خلال المقابلة قوله "لا يمكنني ان اخدم (في افغانستان) واكون مسلما في الوقت نفسه". وقد منح لاحقا الموافقة على طلبه. وخلال مقابلة اخرى مع شبكة اتش ال ان المتصلة بشبكة سي ان ان في اب/اغسطس، قال عبده "كنت اظن ان بامكاني ان اخدم الجيش الاميركي والله دون تعارض".وتابع قائلا "ولكن مع اقتراب وقت نقلي (الى افغانستان)، غدوت اسأل نفسي بجد اكثر ما اذا كان الله تعالى يرضى بما افعله وما اذا كان مقدرا لي ان اذهب الى الحرب بدلا من السلام الذي يحضنا عليه الاسلام".يذكر ان فورت هود في حالة تأهب منذ التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 حينما قام الطبيب النفسي نضال حسن باطلاق النار عشوائيا على زملائه. وكان الميجور حسن بصدد نقله الى افغانستان من القاعدة العسكرية الرئيسية للفيلق الثالث، حينما دخل بهدوء مركزا لنقل القوات ثم هتف "الله اكبر" قبل ان يطلق النار بشكل منهجي على 45 شخصا غالبيتهم من الجنود بحسب المسؤولين.وتمكن المهاجم من قتل 12 جنديا ومدني قبل ان توقفه الشرطة باطلاق النار عليه اربع مرات، ما ادى لاصابته بالشلل من صدره الى اسفل. ومن المقرر ان يمثل حسن للمحاكمة في الخامس من اذار/مارس ويواجه عقوبة الاعدام حال ادانته.ومازال الكثير من الحديث يدور حول دوافع هجوم حسن على الجنود في فورت هود غير ان المحققين يشيرون الى ان المهاجم الذي ولد في الولاياتالمتحدة من اصل فلسطيني كانت تربطه صلات برجل الدين من القاعدة انور العوالقي وهو مواطن اميركي هارب في اليمن. وقال المسؤولون ان عبده ذهب الى نفس المتجر حيث اشترى حسن اسلحة استخدمت في هجومه القاتل.وقال صاحب المتجر انه اتصل بالشرطة بعد ان اشترى عبده بارودا وذخيرة لبندقية صيد ومخزن مسدس نصف آلي.وقال غريغ ايبرت، وهو نفسه جندي متقاعد وضابط شرطة مخضرم، انه ارتاب بعد ان اشترى الجندي ست عبوات من البارود عديم الدخان وسأل اسئلة عن طبيعة ما يشتريه.وقال ايبرت "انا ضابط شرطة متقاعد امضيت حياتي باسرها الاحظ البشر من الاخيار والاشرار وغيرهم وحينما يهمس في داخلي هذا الصوت الخافت فانه يثير انتباهي"، وقد تقاعد ايبرت العام الماضي كضابط في شرطة كيلين معني بجرائم الممتلكات.واضاف بالقول "انت تتحدث عن رجل ابيض في العشرينات، لا ملامح خاصة تميزه، يدخل المتجر ليطلب شراء ستة ارطال من البارود ثم يسأل المدير +حسنا، ما هو البارود عديم الدخان؟+ الا يثير ذلك الارتياب لديك؟". ويقول ايبرت ان الرجل "الذي بدا غريبا"، دخل المتجر ظهر الثلاثاء بعد ان اوصلته سيارة اجرة وبدت عليه العجلة. لقد دفع 250 دولارا نقدا ثمنا للبارود والذخيرة ولم يطلب الباقي، تاركا الايصال وراءه".وقال ايبرت انه باع له البارود والسلاح رغم شكوكه لانه "وان كان غريبا انه لا يفهم البارود بشكل افضل، الا ان هذا في حد ذاته لا يعني ان لديه نية سيئة. انه لم يرتكب اي مخالفة للقانون، وليس في القانون ما يمنع البيع". ومن جانبه اصدر عضو مجلس النواب الجمهوري جون كارتر الذي تضم دائرته فورت هود بيانا اشاد فيه بيقظة صاحب المتجر بتنبيهه للشرطة.وقال عضو الكونغرس "بفضل سرعة البديهة التي تمتع بها صاحب متجر سلاح في تكساس وتنبيهه الشرطة لمسلك مريب، وبفضل سرعة تجاوب شرطة كيلين وحسن تصرفها ربما تفادينا مأساة شبيهة بالهجوم الارهابي الاسلامي المتشدد المأساوي لعام 2009 الذي استهدف كبرى المنشآت العسكرية لبلادنا". وقال توم راينلاندر المتحدث بلسان فورت هود ان الجيش يعمل على تأمين القاعدة دون الكشف عن الاجراءات الامنية المتخذة.وقال راينلاندر "مسؤولو فورت هود يتخذون الحيطة اللازمة ازاء اي حادث من هذا النوع سواء حدث خارج بوابات القاعدة او داخلها بما يكون من شأنه التأثير على فورت هود حيث تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية القوات".