قال مسؤول حكومي يمني رفيع لرويترز يوم الثلاثاء ان اليمن قد يبدأ عملية عسكرية لتأمين واصلاح خط أنابيب مأرب النفطي الرئيسي المغلق منذ هجوم شنه رجال قبائل محليون في منتصف مارس اذار. وتسبب اغلاق الخط في اجبار مصفاة تكرير عدن على وقف الانتاج مما أدى الى نقص كبير في الوقود وأجبر الدولة العربية الفقيرة على زيادة وارداتها في وقت لا تستطيع فيه تحمل ذلك. وستكون العملية العسكرية مرجحة في حالة رفض زعماء القبائل السماح للحكومة باصلاح خط الانابيب الحيوي سريعا. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "نحن نقترب من التوصل اما الى اتفاق او شن حملة." وأضاف "هناك وساطة جارية. نحن على اتصال بهم. لكن لصبرنا حدودا." وأغلق خط أنابيب النفط الرئيسي في اليمن الذي يحمل النفط من حقول مأرب بعد ان هاجمه رجال قبائل يطالبون بتنحي الرئيس على عبد الله صالح. وأدى توقف انتاج 110 الاف برميل يوميا من خام النفط اليمني الخفيف والمنخفض الكبريت الى نقص الامدادات العالمية من النفط السهل التكرير بعد توقف صادرات النفط الليبية في فبراير شباط. وقال المسؤول "هناك التزام وقناعة على أعلى مستوى في الحكومة بأن هذا الوضع لا يمكن ان يستمر." ورفض ان يحدد موعدا تبدأ فيه الحكومة اصلاح الخط لكنه قال ان القرار سيتخذ "قريبا جدا". ويشهد اليمن منذ أشهر احتجاجات مناهضة لصالح كما انشق بعض كبار ضباط الجيش في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تمردا في الشمال وحركة انفصالية تتسم بالعنف في الجنوب كما تواجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ومثل اغلاق مصفاة عدن التي تنتج 150 الف برميل في اليوم ضربة قوية لاقتصاد اليمن. وقال المسؤول "نستورد نصف احتياجاتنا لدى عمل مصفاة عدن. أما الان فنحن نستورد مئة بالمئة من احتياجاتنا. هذا عبء ثقيل." كما يصدر اليمن وهو ليس عضوا في منظمة اوبك نحو ثلاثة ملايين برميل شهريا من حقل مسيلة الذي ينتج خاما أثقل. وقال المسؤول "نحصل على حوالي 300 مليون دولار من هذا" مضيفا ان الخسائر في عائدات النفط تؤثر بشدة على الموارد المالية العامة. واستطرد "حجم العائدات في ميزانيتنا سبعة مليارات والانفاق عشرة مليارات. هناك نقص كبير." وأضاف "لو كانت مصفاتنا تنتج لانقذتنا على الاقل من الاستيراد." ومنحت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم اليمن ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام ووصلت أول شحنة الى مصفاة عدن في منتصف يونيو حزيران. لكن نظرا لانه خام أثقل من خام مأرب الخفيف لم يكن كافيا لتغطية احتياجات اليمن اليومية. وقال المسؤول "هذا الخام يوفر اقل من 30 في المئة من احتياجاتنا اليومية. نحتاج الى 4000 طن من البنزين يوميا في حين اننا نحصل على 1200 طن من هذا الخام." وتابع "علينا ان نستورد الباقي." وأضاف ان اليمن يستورد الوقود من شركات مثل فيتول وتوتال بالاضافة الى فال اويل التي تتخذ من دولة الامارات العربية المتحدة مقرا لها. وتوقف عدد من التجار المتمركزين في الخليج عن تزويد اليمن بالنفط بسبب مشاكل الدفع. وقالت مصادر شحن ان هناك عددا من السفن في ميناء عدن تنتظر الحصول على المال حتى تبدأ في عملية التفريغ. 8