نفذت وحدات من القوات الخاصة وقوة مكافحة الإرهاب صباح اليوم الاثنين عملية اقتحام بطولية لمدينة صعدة القديمة، وداهمت معاقل الإرهاب الحوثي، ودارت اشتباكات شرسة تم خلالها قتل واعتقال عشرات العناصر الحوثية. وأكدت مصادر "نبأ نيوز": أن اقتحام المدينة جاء بعد انتهاء المهلة التي منحتها السلطات المحلية ظهر أمس الأحد للعناصر الحوثية بتسليم أنفسهم والتي انتهت فجر اليوم، بعد أن تم إغلاق جميع أبواب المدينة الخمسة (باب اليمن، وباب نجران، وباب المنصورة، وباب جعران، وباب السلام). وأفادت المصادر: أن فرقتاً من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب بدأت في ساعة مبكرة من صباح اليوم عملية الاقتحام، ودارت اشتباكات من بيت إلى بيت، ومن على سطوح المنازل، وبالسلاح الأبيض أيضاً، أفضت إلى قتل واعتقال عشرات العناصر، فيما تتولى في هذه اللحظات وحدة أمنية عملية تمشيط البيوت وتفتيشها. وأشارت إلى أن القوات الأمنية عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، وشبكة أنفاق كان يستخدمها الحوثيون في الهروب، إلى جانب العثور على أجهزة تخابر، ووثائق مختلفة.. وأن عمليات التفتيش ما زالت متواصلة حتى ساعة إعداد هذا الخبر. وكانت قوات الجيش والأمن قد حاصرت هذه المجاميع مطلع شهر ذو الحجة، وضربت طوقاً محكماً على المدينة.. الأمر الذي حاول الحوثيون فك الحصار عنهم، فزجوا بمجاميع كبيرة شنت أربع هجومات متواصلة بدأ أولها عشية عيد الأضحى، واستمرت حتى ثالثه، واستخدموا خلالها شتى صنوف الأسلحة، غير أن الهجومات الأربعة باءت بالفشل، وتم خلالها قتل وإصابة أضعاف أعداد العناصر المحاصرة. وتعتبر هذه العملية من أجرأ العمليات البطولية التي تنفذها القوات اليمنية، إذ أن مدينة صعده القديمة تعتبر معقل حصين جداً، إذ أنها تزدحم داخلها البيوت وليس من طريق للمرور بين حاراتها سوى أزقة لا تتجاوز عرض المترين.. كما أن المدينة محاطة بسور ضخم مبني منذ القرن السادس عشر الميلادي، ويبلغ طوله (6233) متراً، وارتفاعه من الخارج (8م) ومن الداخل (6م)، ويتخلله (25) برجاً، وللسور خمسة أبواب هي: (باب اليمن، وباب نجران، وباب المنصورة، وباب جعران، وباب السلام)، وهناك (61) سلماً من داخل المدينة للطلوع فوق السور الذي بوسع السيارات أن تسير فوقه.. كما يتوسط المدينة جامع الإمام يحيى بن علي الهادي- مؤسس المذهب الزيدي. لذلك فهي معقل حصين طالما راهن عليه الحوثيون، وأسقطوا مئات القتلى من أجل الاستيلاء عليه، غير أنهم حصدوا الموت والخزي وعار الهزيمة.. ولعنة الأجيال.