الأسد يستبق «الجمعة العظيمة» بقرارات.. وانتشار للجيش في محاولة جديدة لاحتواء التحركات الشعبية المتوقعة اليوم، وقع الرئيس السوري بشار الأسد أمس على رفع حالة الطوارئ عن البلاد وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وتنظيم التظاهر، بعد أن وافقت عليها الحكومة قبل يومين، كما عين محافظا جديدا لحمص هو غسان مصطفى عبد العال. ومن المستبعد أن تنفع القرارات الجديدة في وقف زحف السوريين إلى الشارع اليوم، فيما سموه يوم «الجمعة العظيمة» التي يحيي فيها المسيحيون ذكرى صلب المسيح، في رسالة لنفي أن الطائفية هي التي تحرك الشارع السوري، بحسب ما قال ناشطون أمس. وفي تعليق على القرارات التي وقعها الأسد أمس، قالت مصادر حقوقية إن قانون تنظيم التظاهر هذا، هو «تحايل على رفع حالة الطوارئ ولمنع التظاهر». وأضافت: «بموجب القانون الجديد سيكون أي متظاهر لم يحصل على إذن مسبق، مخالفا للقانون وعرضة للملاحقة القانونية والعقوبة، أي أن القانون المستجد سيضفي شرعية قانونية على قمع السلطة للتظاهرات، في وقت ينزعها عن المتظاهرين». من جهته، قال الناشط الحقوقي والمعارض السوري البارز هيثم المالح، إن إنهاء العمل بحالة الطوارئ «غير كاف» ولا يلبي إلا جزءا يسيرا من مطالب الشارع السوري مطالبا بحزمة إضافية من الإجراءات. وفي هذه الأثناء، شهدت سورية أمس مظاهرات متفرقة في حلب والحسكة ودرعا، بينما سيطرت أجواء من الترقب والحذر على الأجواء في مدينة حمص أمس بعد انتشار كثيف لقوات الأمن في أرجاء المدينة، وسط تنامي مشاعر الغضب مع تردد أنباء عن تقدم آليات عسكرية باتجاه المدينة. في الوقت ذاته أفاد شهود عيان بانتشار كثيف وهادئ للجيش السوري عند كل مداخل دمشق وضواحيها. وتسود شائعات في حمص عن قيام الأجهزة الأمنية بتدريب شباب ملتحين (شبيحة) للدخول في معارك افتراضية مع عناصر الأمن، لتنفيذ مشهد تضليلي في حمص على أنهم سلفيون يخوضون تبادلا لإطلاق النار مع الأجهزة الأمنية، لتقوم السلطات باعتقالهم وبعدها يدلون باعترافاتهم في التلفزيون السوري. من جهة اخرى دعت مجموعة من الناشطين عبر موقع «فيس بوك» إلى رفع العلم السوري القديم والذي هو بالألوان الثلاثة الأخضر والأسود ويتوسطه الأبيض المزين بثلاث نجوم حمراء ترمز إلى دم الشهداء، في حين ترمز الألوان الأخرى إلى تاريخ الأمة العربية الإسلامية بدءا من العصر الراشد، أي الأخضر، والأموي الأبيض، والعباسي الأسود، وتقول الدعوة «ارفعوا علم سورية القديم الذي وضعه أجدادنا لا العلم الحالي الذي وضع من قبل الأسد وحزب البعث». ولقيت هذه الدعوة استجابة من عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وقاموا باستبدال صوره بصورة العلم السوري القديم، وظهر العلم الجديد في بعض التظاهرات. 1