قالت فرنسا يوم السبت انها "قلقة للغاية" من أعمال العنف المستمرة في اليمن وسوريا ولكنها شددت على أن سياستها في الشرق الاوسط لا تهدف الى الاطاحة بالحكومات في المنطقة. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في مؤتمر في باريس ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشاكل المنطقة. وتابع أن فرنسا ستقف بحزم في مواجهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في العالم العربي وستبذل قصارى جهدها لوقفها وان كان لم يخض في تفاصيل. وقال جوبيه في المؤتمر الذي يحمل اسم "ربيع العرب" الذي جمع سفراء فرنسا لدى دول العالم العربي والسفراء العرب لدى فرنسا واكاديميين "في اليمن وسوريا الموقف مثير للقلق بدرجة كبيرة." وقال "تلك الدول يجب ان تدرك انه لا يوجد طريق غير الحوار الذي يوصل لاستجابة واضحة لطموحات شعوبها والحاجة الى التعبير عن انفسهم بحرية كاملة." وتزعمت فرنسا رد الغرب على الازمة في ليبيا وتدخلت ايضا في ساحل العاج الاسبوع الماضي استجابة لطلب من الاممالمتحدة للاسراع بالاطاحة بالرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو. وقال جوبيه ان بقاء معمر القذافي في السلطة غير متوافق مع حماية المدنيين الليبيين وأكد انه لا يوجد غموض في السياسة الخارجية الفرنسية وان هدفها ليس الاطاحة بزعماء. وقال "سياستنا ليست تزعم تغيير النظام." وامتدت الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد الى العاصمة دمشق يوم الجمعة للمرة الاولى منذ موجة الاضطرابات المؤيدة للديمقراطية التي بدأت في وضع ضغوط على حكمه المستمر منذ 11 عاما. وتوفى محتج متأثرا بالجروح التي اصيب بها يوم الجمعة. وعندما سئل ان كانت هناك فرصة لان تتصاعد الامور في سوريا قال جوبيه للصحفيين "توجد مخاطر. الوسيلة الوحيدة لمنعها هي القيام بالاصلاح. هناك حاجة الى قطع شوط ابعد في سوريا." وتحدث جوبيه قبل ان يعلن الاسد خططه لرفع حالة الطواريء السارية في البلاد. واستخدام الاسد للقوة والاعتقالات الجماعية مقترنة بوعود بالاصلاح وتقديم تنازلات للاقليات والاسلاميين المحافظين لم يقنع المحتجين الذين تأثروا بالانتفاضات الشعبية في مصر وتونس. وفي اليمن ندد الرئيس علي عبد الله صالح بخصومه يوم الجمعة ووصفهم بأنهم كاذبون وقطاع طرق وحثهم على الانضمام الى محادثات سلام تشمل قيامه بتسليم السلطة. وقال جوبيه "سنستمر في التحلي بحزم بالغ ازاء الانتهاكات الكبيرة ( لحقوق الانسان) .. وحسب خطورة الموقف سنستخدم كل السبل المتوفرة لنا في منعها." وقال ان الخيارات المتاحة لفرنسا تشمل استخدام العقوبات واللجوء الى القوة في الحالات القصوى لكن بتأييد من مجلس الامن التابع للامم المتحدة مثلما حدث في ليبيا. وأقر الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الجمعة بأن الحل العسكري على الارض في ليبيا قد وصل الى الجمود بعد ثلاثة اسابيع من الحرب لكنه قال انه مازال يتوقع من الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي اجبار القذافي على التنحي عن السلطة في نهاية المطاف. 5