قال معارضون لنظام القذافي يسيطرون على المناطق الشرقية من ليبيا إنهم شكلوا مجلسا وطنيا ليكون بمثابة الواجهة السياسية للحركة المناوئة للقذافي. وأضاف المعارضون أن "المجلس الوطني لتحرير ليبيا" الذي يضم كافة الثوار الليبيين الذين تمردوا على نظام القذافي سيتولى إدارة شؤون البلاد ريثما تتشكل حكومة منبثقة عن انتخابات نزيهة. وقال الناطق باسم المجلس الجديد إنه لن يكون بمثابة حكومة مؤقتة، مؤكدا أنه لن تكون هناك مفاوضات مع العقيد القذافي. وكان وزير العدل الليبي المستقيل، مصطفى عبد الجليل، الذي استقال احتجاجا على قمع المتظاهرين قال إن المباحثات جارية لتشكيل حكومة انتقالية، مضيفا أنه تم تكوين هيئة عُهد إليها الاستعداد لإجراء الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر. ومن جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن واشنطن فتحت قنوات الاتصال بمجموعات مختلفة من الليبيين في شرقي البلاد. وأدلت كلينتون بحديثها في طريقها إلى جنيف في سويسرا للاجتماع مع مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بهدف مناقشة الأزمة الليبية. وجددت كلينتون دعودتها إلى العقيد القذافي للتنحي عن السلطة والسماح للشعب الليبي بالتعبير عن رغباته بكل حرية. وأضافت كلينتون أن الولاياتالمتحدة ترى أن الدول التي أرسلت مرتزقة إلى ليبيا لمساعدة نظام القذافي على مواجهة المتظاهرين المناوئين لحكومته يجب أن تُحاسب على تصرفاتها. بريطانيا تجمد أصول القذافي وفي إطار المواقف الدولية إزاء الأزمة الليبية، قررت الحكومة البريطانية تجميد الأصول التي يملكها القذافي وأفراد عائلته الأقربين. وينسجم القرار البريطاني مع قرار أصدره، السبت، مجلس الأمن الدولي بالإجماع بشأن فرض عقوبات على النظام الليبي. ولا تُعرف قيمة الأصول المالية أو العقارية التي يملكها القذافي أو أبناؤه في بريطانيا لكن يُعتقد أن قيمة هذه الأصول تبلغ عدة مئات من الدولارات. وسبق للولايات المتحدة وسويسرا أن قررتا تجميد أصول الزعيم الليبي. الزاوية سيطر معارضو القذافي على مدينة الزاوية وسيطر معارضون لنظام العقيد معمر القذافي على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كليومترا من العاصمة، طرابلس. وكانت الحكومة الليبية قد سمحت للصحفيين بزيارة المدينة صباح الأحد. ولكن الصحفيين بدل أن يشاهدوا مظاهر لسيطرة قوات الحكومة على المدينة شاهدوا المحتجين وهم يسيطرون على الثكنات العسكرية الموجودة في وسط المدينة ويرفعون أعلاما ليبية (كانت مستخدمة في العهد الملكي) على البنايات. وتظاهر الالاف الاحد ضد النظام الليبي في مدينة الزاوية القريبة من طرابلس اثناء زيارة لصحافيين نظمتها السلطات الليبية، حسبما افاد شهود عيان. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الشهداء وسط المدينة "يسقط النظام... نريد الحرية". وانطلقت التظاهرة لدى وصول اكثر من خمسين صحافيا معظمهم من الاجانب لزيارة المدينة بدعوة من السلطات الليبية. وحسب الشهود فان المتظاهرين يسيطرون على جزء كبير من المدينة التي شهدت الخميس مواجهات دامية مع قوى الامن الليبية اوقعت 35 قتيلا على الاقل بحسب الرابطة الليبية لحقوق الانسان. واتهمت السلطات الليبية حينها من اسمتهم "ارهابيي القاعدة" ب "ذبح ثلاثة جنود" في الزاوية الا ان قنوات فضائية ومواقع انترنت افادت عن وقوع قتلى وجرحى في المدينة بعدما هاجمتها قوات الامن الليبية لتفريق معتصمين كانوا يطالبون برحيل القذافي. وقال مراسل لبي بي سي شارك في الجولة التي نظمتها الحكومة لزيارة الزاوية إن المعارضة تسيطر على وسط المدينة حيث يحتشد مئات المحتجين والمناطق المحيطة بها. وأضاف المراسل أن بعض المحتجين يطلقون النيران في الهواء، قائلين إنهم يحتجون بطريقة سلمية لكنهم يظلون مستعدين للقتال وتابع قائلا إن القوات الموالية للقذافي لا تزال تحاصر مدينة الزاوية التي شهدت قتالا عنيفا بين الموالين للنظام الليبي والمناوئين له الأسبوع الماضي. وقال سكان محليون لمراسل بي بي سي إن القوات الموالية للقذافي هاجمتهم مرارا لكنها لم تستطع التوغل في وسط المدينة، مضيفين أنهم لن يتزحزحوا عن أماكنهم. وكان نجل القذافي، سيف الإسلام، قلل من حجم التمرد الذي تشهده بلاده، داعيا الصحفيين الأجانب للسفر في أرجاء ليبيا لإثبات وجهة نظره. وخاطب القذافي سكان الزاوية يوم الخميس الماضي قائلا إن الشباب الصغار أعطيت لهم حبوب الهلوسة والمشروبات الكحولية بهدف المشاركة في "أعمال التدمير والتخريب". أصوات إطلاق نار وقال موفد بي بي سي إلى طرابلس، فراس كيلاني، إنه سمع أصوات نار وسط العاصمة لكنه لم يتمكن من تحديد مصدرها. وتابع قائلا إن الوضع هادئ جدا خلال جولته في أرجاء مدينة طرابلس لكنه أضاف أن أغلبية الأسواق والمحلات التجارية لا تزال مغلقة. وأضاف أنه شاهد مئات الليبيين يقفون في طوابير أمام مصارف من أجل صرف الإعانات المالية التي قررتها الحكومة لكل أسرة ليبية والعاطلين عن العمل. ومضى قائلا إنه لاحظ خلال جولته في بعض المناطق التي شهدت اضطرابات خلال الأسبوع الماضي مثل حي الفشلوم وحي تاجوراء أن كل المراكز الأمنية ومقرات اللجان الثورية الموجودة في المنطقة أحرقت بالكامل لكن بعض مقرات الإدارات الحكومية الأخرى لم تتعرض لأذى وتوجد في وضعية جيدة. ولاحظ الموفد غياب قوات الأمن عن تلك الأحياء لكنه رصد وجود نقاط تفتيش عسكرية على بعد عشرين كليومترا منها. مجلس الأمن واشنطن تقر عقوبات من جانب واحد على نظام القذافي وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسوماً تنفيذياً يقضي بفرض عقوبات من جانب واحد على الزعيم الليبي معمر القذافي وأقربائه. واصدر مجلس الامن الدولي في جلسة خاصة عقدها في مقر الاممالمتحدة بنيويورك قرارا بفرض عقوبات على معمر القذافي منها منعه من السفر هو واسرته وعشرة من اقرب مساعديه، وتجميد ارصدته مع خمسة من افراد اسرته. ويستعد الاتحاد الاوروبي لاصدار قرار مماثل لفرض عقوبات على ليبيا شبيه بالقرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي. وقد وافق المجلس، في قرار اتخذ باجماع الدول الاعضاء بالمجلس، وعددها 15 منها الدول دائمة العضوية، على احالة ليبيا الى محكمة العدل الدولية للتحقيق فيما قيل عن وقوع جرائم ضد الانسانية، اضافة الى حظر استيراد السلاح. وقال ابراهيم دباشي، نائب رئيس البعثة الليبية في الاممالمتحدة، واحد اول الدبلوماسيين الذين اعلنوا انشقاقهم عن النظام، ان القرار سيوفر "دعما معنويا لشعبنا المقاوم، وسيساعد على وضع نهاية لهذا النظام الفاشي القائم في طرابلس". قال مراسل بي بي سي إن القوات الموالية للقذافي لا تزال تحاصر أطراف مدينة الزاوية وجاء القرار الدولي عقب دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما القذافي الى التنحي فورا، بعد ان فقد شرعيته، حسب قوله. بدورها قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان القمع الذي يمارسه نظام القذافي ضد الانتفاضة سيكون له "عواقب" ودعت مجددا الى الوقف "الفوري" لاعمال العنف. وأدانت اشتون في بيان لها ما أسمته اعمال "القذافي والسلطات الليبية" التي وصفتها ب "غير المقبولة والمشينة سيكون لها عواقب". ودعت الى "ان تتوقف انتهاكات حقوق الانسان فورا" في ليبيا. وشددت على "ضرورة ان يتحمل المسؤولون عن الهجمات ضد المدنيين مسؤولية افعالهم وحييت قرار مجلس الامن الدولي" باحالة الوضع في ليبيا امام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. 5