في حملته الانتخابية المرشح عن الحزب الديمقراطي لمنصب رئاسة الجمهورية الأمريكية، دغدغ جو بايدن مشاعر المسلمين الأمريكيين، بقوله أنه سيرفع القيود عن قدوم المسلمين الى بلاده في حال فوزه على منافسه الرئيس الأميركي ترمب، اعلانه يطرح اسئلة لبايدن : هل سنفذ وعده هذا ووعوده التي تتركز على نفض جملة قرارات وقعها الرئيس ترمب ،وقوانين نافح في موافقة الكونجرس الأميركي بغرفتيه النواب والشيوخ ،ومن أهم قرارته الرئاسية الانسحاب من الاتفاقية النووية مع ايران ضمن 5 1 - ايران ، ونجح في فرض عقوبات لم يسبق اتخاذها على ايران والمتعاونين معها . ويمكنني القول أن يعيَ السيد بييدن أن عهد الوعود الرنانة والشعبوية ولى زمنها ، خاصة وقد وضع الرئيس ترمب قاعدة جديدة لم يعملها قبله اي رئيس أميركي أن نفذ كل وعوده الانتخابية اتي كررها خلال حملته في الرئاسة الأولى ،ومهما اختلفنا معه من حيث أضرار بعض قراراته على المسلمين والعرب كنقل سفارة امريكا الى القدس ، وحضر دخول مواطني عدد من الدول الاسلامية والعربية بحجة الخشية أن يندس بينهم من أسماهم بالإرهابيين و المتشددين ، وقرار بناء سور أمام المهاجرين غير الشرعيين وخاصة من المكسيك ، وقد صمد حتى اتخذ قراره رغم رفض مجلس النواب الموافقة على تمويل بناء السور، فلجأ لصلاحياته الدستورية وأصدر قرارًا له قوة القانون مادام يصب بمصلحة الأمن القومي الأمريكي وكان له ما أراد ، وفشل الكونجرس وخاصة مجلس النواب الذي يهيمن عليه نواب الحزب الديمقراطي في الحصول على أغلبية أصوات الكونجرس لإزاحته عن منصبه بتهمة النخابر مع أوكرانيا لتنفيذ مشاريع تتبع شركاته . ومن المعلوم أن جو بايدن يقف خلفه اوباما الذي أعلن أنه يقود حملة جمع أموال لتمويل حملة نائبه السابق ، بهدف أن يتمكن من الفوز ،ويعمل على ترطيب العلاقة مع إيران كي يظل بسجل تاريخه الأٍسود وتاريخ الحزب الديمقراطي كي يفاخرون بإنجاز الاتفاقية النووية مع إيران، التي اتخذ ترامب قرار الانسحاب منها وفرص عقوبات على ايران وسحبت الدول الأوروبية استثماراتها... المسلمون سواء الأميركيين أو من المهاجرين يعلمون جيدًا أن اعلان بايدن ليس بريئًا وانما يهدف لجمع أصوات المسلمين لجانبه ، وأن وعوده ستذهب أدراج الرياح ، وهو أيضًا لا يهمه أن نفذ وعوده أم لم ينفذها حين يفوز ، ولسان حاله أنه انتخب ومنح الثقة وتظل وعوده محض صراخ فارغ . بيد أنه لايزال يظن أن ما قبل ترمب كانت هنالك وعودٌ ولم يجد الناخبون منها ما تنفذ بأرض الواقع . وباعتقادي أن بايدن ربما يقصد بتوجهه لمغازلة اصوات المسلمين أن يرضي حلفاء أوباما الرئس السابق الذي أطلق لايران العنان لتضاعف تدخلاتها بالمنطقة العربية وتعزز نفوذها السياسي على القرار الداخلي لخمس دول متسلحة بالمليارات التي أعيدت لها عبر ضغط - أوبامي خبيث- من ودائعها وأيضا ما منحته إدارة أوباما وحلفاؤه الأوروبيون من ضخ استثمارات في ايران ، وأيضا لغض الطرف عن تمويل قطر للارهاب وتدخلاتها بدعم المناوئين لدولهم مثل الاخوان في مصر والنهضة الاخوانية في تونس - فجر ليبيا -بطرابلس ، انتقامًا من فشل أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون والتي اعترفت أن مصر وبدعم من دول خليجية رائدة وفاعلة -عدا "قطر" أنهوا الحلم الاوبامي الخبيث، وهذا سر دعم أوباما واستماتته كي يكمل بايدن تنفيذ مخططه الفاشل . السؤال الذي سيحرج بايدن ويصيبه بالغم وخيبة الأمل جراء إعلانه عن دعمه لدخول المسلمين من دول حددها قرار ترمب من دخول بلاده، من جانب آخر لن يجرؤ بايدن تقديم هدية للمسلمين بالإعلان عن اعادة السفارة الأميركية من القدس الى تل ابيب ،ويعلن رفض قرار اسرائيل الأخير الذي اكدت فيه ان الجولان الذي ضمته لكيانها المحتل في الثمانينات الميلادية ورفضه العالم أجمع بما فيها أميركا ؛ أرض إسرائيلية وحظيت بإعتراف ترمب وتأييده، لا أظن بايدن من الغباء أن يعد المسلمين أو أنصار القضية الفلسطينية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنه سينقض قرارات ترمب التي كانت لمصلحة إسرائيل. و لو افترضنا وأعلن ذلك يكون اطلق (رصاصة الرحمة) على طموحه بالرئاسة، وتكون بِدعًا في الاستراتيجية الأمريكية التي لا يختلف عليها مرشح جمهوري أو ديمقراطي سواء لمنصب الرئيس أو لعضوية مجلس النواب أو الشيوخ ، أو صناع القرار الأميركي بالأجهزة السيادية الأميركية والشركات والمؤسسات التي تملك فيها الجالية اليهودية في أميركا جماعة ضغط قوية جدًا عبر ما تملكه من أسهم ضخمة فيها، وتشكل عصب الاقتصاد والمال والنفوذ... وقد يختلف صناع القرار الأميركي في الشأن الداخلي أو الخارجي لكن لن يزايد أحد ويستجلب أصواتًا على حساب ما تزعمه أميركا "حماية أمن إسرائيل "الذي يعددنه بمقدمة المحظورات؛ أو أن يمس به كائنًا من كان ويعرفون عواقب ذلك على تاريخهم السياسي، ولذلك لن يثق المسلمون خاصة أن غالبيتهم من السنة العرب والباكستانيين ومعارضي نظام الملالي و أردوغان وغيرهم ، وأن أحد أسباب تشردهم وهجرتهم لأميركا منذ قاد الخميني انقلابا وتسلمه السلطة؛ أول ما نادى به تصدير الثورة ، وهذا ما تم عبر صور أخرى بالاتكاء على البعد الطائفي وتجنيد عملاء خونة من قبل الحرس الثوري وما جرى من هتك النسيج الاجتماعي الواحد في جميع الدول التي تمددت فيها ايران ومعها أحباب أوباما الاخوان ونظام الدوحة ،وقد تحولت شعوب تلك الدول الى لاجئين ونازحين ،بفعل دعم أوباما الديمقراطي لإيران، ولثورات غوغائية فيما سميت بالربيع العربي التي قادها وشجع عليها أوباما . لذلك فليوقن بايدن أن رهانه سيتحطم على صخرة نبذ الغالبية العظمى من المسلمين للمشروع الايراني والتركي الإخواني وأن وجود أكثرهم في أميركا بسبب تلك الأنظمة المقربة من أوباما وأن بايدن نسخة مكررة منه و الذي سيعمل بايدن على إنعاشه وسيصب في مصلحة نظام الملالي والحرس الثوري ونظام اردوغان وحكام قطر ،و عدم مقدرته بل لن يجرؤ على نقض أي قرارات اتخذها ترمب لصالح اسرائيل ، أو عقوبات اتخذت ضد إيران ونظام الاخوان وتركيا والتي تسببت في شقاء شعوب تلك البلدان بفعل سياسات أوباما من الحزب "الديمقراطي" الذي ينتمي اليه بايدن .