أجيالٌ متعاقبة استشعرت وتستشعر ، ابتداءً من المعمِّرين الذين شهدوا اعلان توحيد الوطن في 1932/ه 1351م إلى 1440-2018 وماتلاهم ؛ لمس كل جيل حجم التغيير والتطور والتمية و لن نجد مواطنًا واحدًا، أوافدًا ممن أقاموا للعمل أو ممن زاروا المملكة للحج أو العمرة أو غيرها ،على مدى ثمانيةٍ وثمانين عامًا ؛ سيقول أنه "لم يلمس تطورًا ونموًا لافتيْن". ومع ارتفاع معدلات الاستهلاك؛ تزايد الطلب على السلع وكافة الاحتياجات مع تصاعد عدد السكان مواطنين ومقيمين ، استُثْمرَت عائدات النفط بالأساس لاستيراد ما يعوزه الساكنون على ثرى وطننا المبارك ، واستثمر أيضًا في توسعات متتالية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمرافق العامة من مشافٍ ومدارس وجامعات وطرقًا ومطاراتٍ وموانئَ ،وقوات مسلحة بكافة مسمياتها ومهماتها ، رافقها متغيرات دولية ، وأزمات اقتصادية ، وسياسية ، وأمنية ، واجتماعية، وتقنية ، وحروب عصفت وتعصف بالعالم ، واجهت المملكة الإرهاب بكفاءة وتواجهه باليقظة والتماسك ، وبالعلم ، وتميزت على مستوى العالم بمراكز فريدة لمحاربة التطرف والفكر الارهابي. ومهما كان حجم الانفاق على مختلف الجوانب ، إلا أن العائد الملموس هو أمن ؛واستقرار ؛ حقق كرامة و عزة والتصاق المواطن بوطنه ،وبذل الكثير لمساعدة دول وشعوبها ،وقبل ذلك كله التمسك بفرائض الدين الحنيف وتطبيق الشريعة الاسلامية منهجًا وسلوكًا ، وندرك أن المخرجات منذ 88 عامًا لم تتحقق تلقائيًّا؛ بل كانت نتاج تعب وجهود غُمِّدَت بحرص قيادة البلاد منذ المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله . ولا تزال أمنيات شعب وطموحات قيادة ؛ السير نحو الأفضل ،يدًا بيد نُعَزِّز الايجابي ونشجع المُجِّد ؛ وتتلافي الأخطاء ومن لا يعمل لا يخطئ ، ومن يعمل ينتج أكثر مما يخطئ.، ويتعلم من أخطائه ويحسِّن أداءه ويُجَوِّدَه ، والفاسد ينال عقابه وهذا ما هو جارٍ بالفعل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ،وعضده ولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وكما يعدُّ إعمار الأرض سنة الحياة، سمة الحياة التطور ،و تنمية الثروة البشرية في وطن أنجبت عقول أبنائه النيِّرة؛ منجزات فريدة ،و بهم تصدرت المملكة الدول العربية في الاختراعات العلمية ، بل وبلغت مجموع براءات الاختراع ما يفوق الدول العربية مجتمعة التي سجلتها خلال 2017، وقد سجل أبناؤنا الذكور والاناث (664) براءة اختراع؛ وقد بلغت براءات الاختراع المسجلة في 2015 ، ( 409) براءة اختراع؛ و عام 2016 سجل فيه (517) براءة اختراع. وبهذه الانجازات تفصل بين السعودية وأقرب دولة عربية في قائمة دول العالم 14 مركزًا. وقد بلغت عدد براءات الاختراع في المملكة في عام 2018م الجاري ، وبعقول ابنائها وبناتها (664) براءة اختراع ؛أضعاف ما أنتجته عشر دول عربية؛ كما ورد في تقرير نشر في نهاية الربع الأول عام 2018 ،إذ بلغ عدد براءات الاختراع التي حصلت عليها ، "مصر؛ العراق، سوريا، لبنان، الجزائر، تونس، المغرب، السودان، اليمن، والأردن" مجتمعة 137 براءة اختراع. أي أن براءات الاختراع التي سجلت للسعودية تفوق براءات الاختراع من بين 22مليون سعودي ، عشرة بلدان مجموع سكانها 300 مليون نسمة، ومع هذا التفوق العلمي ، نحتاج إلى تطوير أفقي في التعليم وخاصة الأساسي ؛ الذي به تبدأ عملية هيكلة شاملة لمراحل التعليم ومنها الجامعي .ومن هذا المنطلق؛ يحتِّم الواجب الوطني إبراز الحقائق المجردة التي تجيش في لب وضمير كل مواطن كما هي ناصعة جليَّةً . وأجدني في حلٍّ أن أقول : إنَّ رؤية المملكة 2020- 2030 أنجزت أولى خطواتها ،ها هو شعب وقيادة يدًا بيد، سائرون نحو مستقبل واعد بالخير والنماء بمفاهيم متجددة وعقول نيرة ، وسواعد سخية العطاء ،تحقق مشاركة فعالة وملموسة ،وتُكَرِّس مفهوم؛ أن الوطن وتنميته وازدهاره؛ مسؤولية الجميع ، كما هو الوطن يحتضن الجميع ، ورجال اشاوس يحرسون منجزاته وحدوده . #محمد_المنصور_الحازمي