الوطنية تنبع بلا مقدمات ومن الوطنية أن لا تزدري وطن أحد من غير وطنك ، فكل إنسان يحترم وطنه ويعتز به ، فاحترامك له ولوطنه يجسِّد و طنيتك . تيقن ان التطاول على وطن إنسانٍ ٍآخر سيرتد على البادئ بالمثل ، ولن يجد من يقر عمله ، وللأسف نجد بعض الناس من رعونتهم يتعاملون بقسوة مع عامل بسيط وكثيرًا ما تُسْتخْدم مفردات تؤذيه خاصة حين توجّه لوطن مقيم ، ثم يُسْتَنْكَف منه إذا رد بالمثل. وبهكذا ممارسات إن حدثت من مواطن ، فقد أرتكب قمة الحمق ، وصار كمن يسب والده أو أمه ، ويمكن قياسه كما ما ورد في الحديث الصحيح : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّهُ» . لا وطنيًا من يريد الجمع بين انتمائه لوطن، فيما هو يسير بالاتجاه المعاكس لوطنه معنىً ومبنىً، ويجب عليه أن يفهم كيف ييُحسِن لوطنه ويتفانى في خدمته ورفعته ورقيّه وتقدمه ويبرز مكانته ، ويتلاحم مع قيادته ، وإن وجد قصورًا في شأن خدمي يتعلق بحياة الناس ؛له أن يسعى بقلمه وفكره بعفة لسان ووقار قلم بعيدًا عن الشخصنة والتشهير.المواطن الحق، من لا يرتكب فسادًا ماليًا أو إداريًّا في أي موقع يشغله ، ولا يساهم في ترويج المخدرات والمسكرات ، ولا يهرب مدخراته أو ثروة بلده للخارج أو يساعد على ذلك ، ولا يتهاون في عمله ويتعمَّد تأخير معاملات المواطنين أو يساوم عليها تلميحًا أو تصريحًا لمصالح شخصية نفعية . أولا يروِّج شائعات وأخبارًا منافية للواقع ، ولا يلتقط صورً لمصالح ومواقع تخدم أعداء الوطن . من يحسن لوطنه ،ويمثل بلده أينما وجد؛ في الداخل يعطي صورة مشرفة لوطنه ومواطنيه بتعامله مع من يقيمون فيها، أو في الخارج بالتزامه بقوانين البلدان التي يقصدها ويعكس الصورة المثلى التي رسخَّت بعقول وقلوب من يتعامل معه ، ومن خلال ترسمه سلوكيات المواطن العربي المسلم. وعندها يفرض على الآخرين احترامه واحترام وطنه المواطن الحق من يعي ويدرك ما ذا يعنى الوطن له ولجميع الناس من مختلف البلدان. أختم، بالعودة بالذكرة الى ما يزيد عن ثلاثة عقود ، أن موظفًا كبيرًا بجهة أمنيَّة ،حصل بينه وبين أحد المقيمين من دولة آسيوية؛ سائق "ليموزين"، تلاسن حين كاد سائق الليموزين في مكان مزدحم وسط البلد أن يحتك سيارته لضيق المكان فشتم بلده، وما كان من السائق إلّا أن رد عليه بالمثل . التزم المسؤول الصمت وبدت على ملامحه علامات ندم ، فسأله أحد المتواجدين مستغربًا من رد فعله ، فاكتفى بقوله : أنا أخطأت وما كان مني أن أسيء لوطنه ،ومن حقه أن يتحمَّس لبلده ومضى كل منهما إلى غايته.