إحساس رابطة الإنسان مع الوجود المطلق هو إحساس عميق في باطن الإنسان ، وعميق جدا ما نسميه "القلب" فالذي يعرف لغة القلب ويخاطب الإنسان بها يحرك من الأعماق وجوده,، وقتها لا يبقى الفكر الإنساني تحت التأثير الخارجي ،فكيف بلغة القرآن حين تلامس الوجدان وتحرك خفقات القلب عند سماعها لارتباطها بالمعاني العظيمة ..وكيف بنا حين فرطنا أقوى لغة كرمها الله تعالى قوتها بقوة الأمة وما نراه اليوم من تهميش للغة العربية لغة القرآن يكاد يكون أدنى تقدير لها ؛ مما جناه أبناؤنا عليها وعلى أنفسهم ؛ وهم لا يعلمون أن إهمالها فيه من الذل والهوان والاستبعاد بتفضيل غيرها من اللغات ، وهذا واضح حين جعلنا لغة أخرى مصدر فخر وتباهٍ واعتزاز ..غافلين أن اللغة فكر ناطق والتفكير لغة صامتة. اللغة معجزة الفكر الكبرى فهي الترسانة العظيمة التي تبني الأمة وتحمي كيانها ؛ وقد قال أحد الفلاسفة الألمان:" اللغة تجعل من الأمة الناطقة بها كلاً متراصاً خاضعاً للقوانين ,لأنها الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان" ويقول الدكتور طه حسين) :إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضا).