بداية أهنئكم على الثقة الغالية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتعيينكم وزيرا للتعليم , وبحكم رؤيتكم وتطلعاتكم التي وردت بكتابكم " إصلاح التعليم " اضع بين ايديكم ما سبق ان وجهته لثلاثة وزراء سبقوكم خلال الأعوام الماضية . المحور الأول : الكل يعترف بتردي التعليم من الوزير إلى حارس المدرسة , , قابلت مديري تعليم , مشرفين , ومديري مدارس , ومعلمين , وقرأت ما قلته أنت يا سمو الوزير أن تعليمنا متردٍ ؛ وهنا وبدون أدنى جهد نجد أن العلة في مدخلات التعليم من الكليات التي تعد المعلمين , فمن يدرسونهم , هم بحاجة لتأهيل تربوي, وبأن يدربوا الطلاب على مناهج سوف يدرسونها بالمدارس , توهوهم في مقررات لا علاقة لها بما سيواجه المعلم بالميدان , حشو معلوماتي مبتسر , فلا خبرة لديهم وغالبيتهم لم يدخلوا فصلا في التعليم العام , او أدّوا حصة في أي فصل , وتطبيقهم العملي في الفصل الأخير مع التخرج ومشرفيهم من الجامعات يأتون يتفحصون دفتر التحضير , وحرصهم على أن يوقع مدير المدرسة أنه حضروا , هذه العلة , ففاقد الشيء لا يعطيه . ومن أسباب تدني مستوى التعليم العام والذي لا يجب أن نحيله بالكامل على وزارة التربية والتعليم , كليات التربية التي دمجت معها كليات المعلمين والحقت بالجامعات , لا تهتم بإعداد معلم بل بتخريج طالب ليصير موظفاً , ومن البديهي أن من يعدون هؤلاء المعلمين يفتقدون للمهنية التربوية , فالحل يا معالي الوزير أن تتعاقدوا مع تربويين , لهم باع في إعداد المعلمين , ولا ضير أن تستعين الوزارة بمتقاعدين مخضرمين للاستئناس بآرائهم , فمن بالوزارة غالبيتهم أكاديميون ابتعثوا في الخارج في تخصصاتهم البحتة , ومن الأساس لم يمض كثير منهم عشرات السنين بممارسة مهنة التعليم في المدارس , عاصرت مشرفين من الجامعات يتابعون طلابهم منهم المعيد , ومنهم , أساتذة ليسوا بالأساس تربويين , وحين يزورون المدارس لمتابعة طلابهم , نادرا ما يدخل غالبيتهم معه فصل , ومنهم من خدم بالمدارس سنة او سنتين ونقل معيدا , وبلمح البصر جاؤوا بالدكتوراة .ليدرسوا بالجامعات , بعضهم تخصصاتهم حاسب آلي , وتجد ه يشرف على مجموعة طلاب في مدارس متعددة بالغالب تخصصه لا يتواكب مع تخصصات الطلاب , من هنا هذه هي مكمن العلة . ومما أتذكره ونشر بمجلة المعرفة وكان الدكتور الرشيد الله يرحمه استضاف خبيرا نرويجيا مخضرما في التربية , فزار كلية المعلمين بالرياض , واطلع على مناهجها ( المقررات والبرامج التعليمية ), فقال : المناهج بحد ذاتها لا تعدُّ معلما مع أنها نظريا جيدة , ولكن من خلال اطلاعه على الخطة التدريبية , تساءل : كيف تعدون معلما وتؤجلون تدريبه بالفصل الاخير , فهذا يعني أن تدريبه وهو على ابواب التخرج مجرد ساعات يقضيها , لابد أن يبدأ تدريبه من المستوى الثاني بالسنة الاولى حتى لو لم يكن لديه قابلية او مواهب او ميل للتدريس ينقل لكلية اخرى , اما هكذا سينجح بالتأكيد لأنه من الظلم أن يرسب بآخر مستوى وتقولون بعدها لا يصلح للتعليم , بل أجزم ألاّ احد رسب, لذك فالتطبيق العملي تحصيل حاصل , ومن الظلم أن يقال له أنت لا تصلح أن تكون معلماً وهو على وشك التخرج , لذلك تخرجون موظفين لا مهنيين . زار بعدها مدارس الرياض , التي تعتبر أرقى مدارس العليم المملكة فلما جال فيها , قال بالإنجليزية Just houses.أي مجرد منازل , لا تتوفر على ورش تدريبية مهنية , وينقصها الكثير ليصح أن يقال مدرسة , فما بلكم بالمدارس الأخرى والمستأجرة منها ! وهنا يمكنني القول قد يتخرج أعداد من المعلمين المهنيين نتاج رغبة واطلاع , وصفات شخصية تم تنميتها من قبلهم , وهؤلاء قلة لا يقاس بهم المجموع , فحين يتم تعيينه بمدرسة لا يمكن أن يغير شيئا , كما نقظة حبر في بحر . سمو الوزير , لا بد من شراكة مع الجامعات , خاصة كليات التربية , تقوم على أن يتم تأهيل المعلمين من واقع المقررات التي سيتعاملون بها مع الطلاب , بدلا عن اقحامهم بمواد تخصصية بحتة ؛ لا يمكن أن تسعفهم في مهنتهم المقبلة , ومن الانصاف أن ذلك لا يعفي الوزارة من تأصيل الأسباب ومعالجتها مع الجامعات , ومن نافلة القول فالتعليم العام لا يمكن تحميلة سوء المخرجات التربوية بمفرده . وأقترح عليكم أن يعاد النظر في إعادة كليات إعداد المعلمين , ويدرس فيها خبرات من الداخل ومن دول عربية , فمن يقوم على تعليم طلاب كليات التربية كان من بينهم بالأساس معلمين لم يمارسوا مهنة التعليم بالمدارس سوى اقل من ثلاث سنوات , بقدرة قادر عينوا معيدين وابتعثوا لدراسة تخصصات غير تربوية , ومنهم من تخرج وعين معيدا , ليأتي ويعد معلمين !, ويمكنكم أيضا أن وختاما أعيد واكرر , إذا عرف السبب بطُلَ العجب , فالأسباب طرحتها عليكم من واقع خبرة 35 عاما , فلا تلصقوا تدني المستوى التعليمي بالمعلم فقط , بل من تولوا الاشراف عليهم ، واكبر خطأ ارتكبته الوزارة الغاء كليات المعلمين ، ولحقت بالجامعات تحت عباءة كليات ليست تربوية . ومع الوضع الحالي ولكون الجامعات اضحت تحت إشراف وزارة التعليم فمن البديهي ان تشارك الوزارة وتشرف على إعداد المعلم بصورة فاتعلة مع الجامعات ومتى تم إعداده إعدادا يختلف عما هو جارٍ ، جاز أن يلام المعلم ، وأتمنى أن يركز على أمور التربية الميدانية داخل الفصول , لقد أقحمت المدارس في مصطلحات نظرية , إدارة جودة , إلى برنامج حسن , وغيرها من المصطلحات التي لم تغير شيئاً , وبالأساس لا تحتاج المدارس سوى لمعلم مؤهل تأهيلا حقيقياً , طبقوا حوافز لقدامى المعلمين فمن الظلم أن يكون من خدم من 20 الى 30 سنة يسند إليه 24 حصة , ويتساوى مع معلم تخرج للتو . اجعلوا الطاقة القصوى للفصول في المرحلة الابتدائية بالصفوف المبكرة لا تزيد عن عشرين طالبا , في المتوسطة 25 طالبا وفي الثانوية , 30 طالباً , لا تقحموا طلاب تخرجوا من المتوسطة بالنجاح بحمل مادتين من المواد العلمية الرياضيات والعلوم مثلا ؛ ليدخل بالصف الأول ثانوي به مواد علمية بحته ؛ فمصيرة الاعادة أو النجاح بالبركة , وبالأخير يحال الى القسم الشرعي بالصف الثاني ثانوي , ليتم التفكير في تخصيص من الصف الأول فصل شرعي أو أدبي كما كان يقال عنه سابقا , عوضا عن تضييع سنين من عمر الطالب . أعيدوا النظر في أن يلزم طالب الصف الأول ابتدائي بجدول حصص تبقيه الى الواحدة أو الواحدة والربع ظهراً , من الأجدى أن يقتصر تعليمه على كتاب للقراءة مختصر يستطيع من خلاله أن يقرأ ويكتب , وكتاب رياضيات , إضافة للقرآن الكريم والتربية البدنية بحيث لا يتجاوز عدد الحصص عن أربع حصص في اليوم , ولا يقيد المعلم بطريقة تدريس بعينها , فالمهم أن يخرج الطالب من الصف الأول , يقرأ كلمات ويجردها حروفا ويكتبها بالحد الأدنى , وكذلك الصف الثاني يضاف اليه تربية فنية وعلوم , أعيدوا برنامج التغذية للمرحلة الابتدائية فكثير من طلاب القرى وحتى بعض المدن قرفوا من ساندوتشات فلافل وبطاطس وجبنه لا مقومات عذائية فيها , وغالبية الأسر لا تعد إطعام إفطار لأبنائها . معالي الوزير , لم آت مادحاً , ولا منفراً , بل جئت احمل اليكم نقاطا , هي عصارة خبرة امتدت إلى 35 عاما في التربية والتعليم ,وعلى عجالة , أضع بين أيديكم ما أراه جاء بحكم خبرتي لمدة 35 عاما بالتعليم منه 25 عاما مدير مدرسة إلى أن تقاعدت مبكرا بنهاية العام 1429 ه هدفا أتمنى عليكم دراستها , وأخذ المُلِح منها بالممكن لديكم لتحقيقها واقعا ببرنامج زمني , وتأجيل الأقل الحاحا للقابل من الأعوام أمدكم الله بالعمر ومتعكم بالصحة , وأعانكم , فالمهمة ليست يسيرة , ولكنها ليست مستحيلة , أجملتها في عجالة ب 20 هدفا . 1- تطعيم الهيكل التربوي بالوزارة بمر بين مخضرمين على رأس العمل ّ!, اشتغلوا معلمين ووكلاء , ومديرين ذوي خبرات ميدانية . 2- ابعاد المنظرين من القيادات التربوية بالوزارة والذين لم يشتغلوا بالميدان التربوي بالمدارس سوى سنوات قليلة بل بعضهم من الجامعات للبعثات للوزارة . 3- إعادة برنامج وجبة تغذية , واقتصارها فقط لطلاب الروضة والابتدائية . 4-تحديد مدة خدمة المعلمين والمعلمات ب 25 عاما كحد أقصى مع اقتراح أن ينسق مع وزارة الخدمة المدنية باحتساب تقاعده مع راتب آخر السلم التعليمي تحفيزا له كمعلم ومكافأة لهم على ما قدمه , واتاحة المجال لنخبة من الخريجين الذين يجب ان يتم تأهيلهم بالجامعات (كليات التربية ) تأهيلا مغايرا لماهو الآن ( تفاصيل) الحالة ( 15) . 5-وضع خطة عشرية للانتهاء من المدارس ذات المباني المستأجرة. 6-سلم المعلمين يجب ألا تتوقف العلاوات اسوة بمعلمي المستوى السادس , بالأخذ بالاعتبار الحالة ( 4). 7-اعادة المشرفين لمعلمين بإدارات من إدارات التعليم ,ممن لم تصل خدمتهم كمعلمين بالميدان 10سنوات , واستبدالهم بخبرات لا (أجنحة ) لهم ولم يكونوا يمونون على أحد. 8- اعادة مسؤولين تربويين الذين يشغلون اعمالا ادارية بادارات التعليم ممن لم يصدر بحقهم قرارات بتحويلهم اداريين , من المعلمين ونقلهم معلمين بالمدارس أو باقسام تربوية . 9- تأمين شركات نقل لطلاب وطالبات القرى البعيدة عن المدارس بالمدن . 10- استحداث قسم صيانة ومتابعة للمباني والمرافق المدرسية بكل مدرسة من خريجي التقنية والمعاهد المهنية بالتنسيق مع زارة الخدمة المدنية . 11- تقليص عدد ساعات الدراسة للطلاب بالفصول المبكرة إلى 4 ساعات (التعليم الأساسي ). 12-تأهيل العاملين في مراكز التدريب التربوية بخبرات محلية او عربية أو دوليَّة , فليس كا مشرف تربوي يصح أن يمارس عمل مدرب تربوي . 13-فرض رقابة مالية صارمة على الأنشطة الطلابية , ودراسة افتقار المدارس للتجهيزات الرياضية , وهذا ما نلمسه في المسابقات العربية والدولية بمجال الألعاب الفردية . 14- وضع آلية تعنى بدراسة اسباب العنف حتى وان كانت نسبة غير مزعجة لكن لفي الواقع لا تخلو مدرسة متوسطة او ثانوية أو حتى ابتدائية من قضايا طلابية وحالات عنف يندى لها الجبين , وبعدها وضع ضوابط رادعة تطبق على الطلاب كي تعود للمعلم هيبته ومكانته . 15- عقد شراكة مع الجامعات في برامج تدريب وتأهيل طلاب كليات التربية وفقا لخطة تأهيل وتدريب ابتداء من المستوى الثاني من السنة الجامعية الأولى .. 16-تخفيض مقررات الصف الاول الابتدائي الى 4 مواد , قرآن كريم , قراءة , رياضيات , تربية بدنية بواقع 20 حصة في الأسبوع . 17- وانشاء مجالس طلابية بالمرحلتين المتوسطة والثانوية هم من يشكلها ويشرف عليها المرشد الطلابي ومعلم النشاط المدرسي تساهم في توطيد العلاقة بين المعلم والطالب . 18- إلغاء نظام النجاح بمادتين من المرحلة المتوسطة أو انشاء فصل أدبي من الصف الأول ثانوي تفاديا للرسوب المتكرر وتكدس طلاب الصف لأول ثانوي لنسب الاعادة المرتفعة من الناجحين بمادتين من مواد العلوم , اللغة الانجليزية , الرياضيات , المواد الاجتماعية ' من المرحلة المتوسطة ). 19- دراسة انشاء مدارس ثانوية ( مقررات) وأخرى تطبيقية , بالاستفادة من. تجارب الدول المجاورة , كالتجربة الكويتية . 20 -المحور الثاني المباني المدرسية صيانتها ونظافتها : عاصرت التعليم معلما , وكيل مدرسة , ومدير مدرسة , ما قبل الطفرة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وقبيل هبوب عاصفة "الطفرة " كانت المدارس نظيفة , والعمال والمستخدمون سعوديون , ولا توجد أدنى مشكلة في ذلك عدا حالات فردية . وما أن جاء الانفتاح على ما وراء البحار شرقا , تفتقت قرائح المسؤولين بوزارة المعارف " التربية والتعليم " على التعاقد مع شركات محلية تعنى بنظافة المدارس عبر استقدام عمال أجانب , فنشأ جيل "رجال أعمال الشنطة" , وفدت العمالة , وتم تعميد كل إدارة تعليمية أن تعلن عن حاجتها لمتعهد نظافة للمدارس يؤمن مستلزمات النظافة والعمال , وفشلت التجربة فشلا ذريعاً لعدة اسباب منها جشع المتعهدين , وبطء صرف مستحقاتهم , فجعلوا من ذلك شماعة لتفلت العمالة ليؤمنوا لأنفسهم مصدر رزق سريع , فعملوا في المنازل , وغسيل السيارات , وتنظيف المساجد بالقرى , ومنهم من امتهن بيع الآيس كريم في عربات تدفع باليد , وبيع "خدود البنات " والبطاطس المقلية , يجوبون الشوارع من بعد العصر ,إلى التاسعة مساءً , حالهم كحال من يقومون بغسيل السيارات وتنظيف المنازل والأحواش , بل والبعض اشتغلوا حراسا لبنايات لم ينتهِ تشييدها , والسبب ضآلة راتب العامل الشهري , من 300 - 400 ريال في الشهر , مع الزامه من قبل الكفيل بدفع تذكرة سفره فيظل بين ستة اشهر وعام يدفع فيها رسوم الاقامة وتذكرة سفره إلى المملكة . ومنذ 15 سنة أو يزيد أوكلت الوزارة مسؤولية نظافة المدارس على مديري المدارس مقابل 100 ريال على الفصل الواحد وبقية المرافق لا يحتسب عليها , بما في ذلك تنظيف كل حجرات المدرسة ودورات المياه والأفنية وغيرها , وليست هذه الاشكالية , ولكن من أين يأتي مدير المدرسة بعمال ليتعاقد معهم ؟ ومع هذا كانت الأمور تسير بالبركة أقل ما فيها أن بالمدرسة عمالا نظاميين , كيف يكون حال المدارس لو رفض مديرو المدارس سابقا تشغيل عمالة متسيبة وبعيدين عن كفلائهم , أو لم يشغلوا عمالا بلا إقامات نظامية .. كانت ولا تزال تؤمَّن من العمالة السائبة التي تركها "الكفلاء" تبحث عن أرزاقها في خشاش الأرض , وايضا من مجهولي الهوية , الذين يتسربون من مواسم الحج والعمرة , أو من المتسللين من الدول المجاورة , والمديرون معذورون في ذلك لكونهم وضعوا في موقف لا يحسدون عليه. ومن المخجل والمؤسف أن إدارات التعليم وعبر مشرفيها الجهابذة حين زياراتهم للمدارس يسألون عن اقامات العمال ومن أين جيء بهم , الجواب عندها أن تقول لهم : اسالوا وزير التربية والتعليم ؟ ومع الحملة التصحيحية التي لا زالت قائمة ؛ ألم تتفتق قريحة وزارة التعليم والتعليم عن فكرة مؤادها أن تطالب إدارات التربية والتعليم بجمع بيانات احصائية من مدارسها عن العمالة التي تقوم بتنظيف المدارس , وتقرير من كل مدرسة عن كفاءتهم بالعمل / ومن ثم تصحيح اوضاعهم , ليكونوا نواة دائمة بالمدارس , وبرواتب تدفعها الوزارة لهم بعد أن تنقل كفالاتهم إليها , ومن كان بلا إقامة نظامية تخاطب قنصليات بلدانهم أو سفاراتها عبر الجهات المختصة , لمنحهم جوازات سفر , وبما أن هذا الأمر لم يتم , اقترح على الوزارة أن تتعاقد عبر وكالة الوزارة للخدمات مع عمالة , تتولى هي دفع مرتباتهم , فعدد مدارس المملكة وفقا لإحصائية 2012 (26,934) مدرسة , بها ما يقارب 270000 فصل . وزارة التعليم تصرف حاليا 2000 ريال للمدرسة مقابل تأمين عمال نظافة ومستلزمات نظافة . فالأولى أن تتعاقد مع عمالة بكفالة الوزارة , وتنهى اجراءات اقامتها عن طريق قسم الخدمات بكل إدارة تعليمية كما كان الحال مع المعلمين المتعاقد معهم , فنظافة البيئة المدرسية لا تقل شأناً عن الشؤون التعليمية , فبظل عدم وجود بيئة صحية لن تجد بيئة تعليمية وتربوية صحية , ناهيك عما تصرفه الوزارة سنويا في صيانة دورات المياه والفصول بتكاليف باهظة وبتنفيذ لا يصمد لأقل من عام . ومن وراء ذلك ستشرع الوزارة باستحداث قسم خاص بالخدمات بكل مدرسة , يتابع ويراقب صيانة ونظافة المدرسة طوال العام , ولتدع وزارة التربية مديري المدارس ووكلائها , يختصون بمتابعة العملية التعليمية والتربوية , فتشتيت مهام مديري المدارس أحد عوامل تدني مستويات الطلاب . ومن المؤسف أن يظل الوضع قائماً حتى مع ندرة العمال , وهنا يدور سؤال : هل يعلم سمو وزير التربية والتعليم من كانوا يعملون بنظافة المدارس , إنهم إما عمالة سائبة تركهم كفلاءهم يبحثون عن مصدر رزق لهم أو من عمالة مجهولة , فمن أين الآن يتدبرون أمورهم ؟ ألم يحن الوقت لإشغال ما يقارب 56000 وظيفة . ومن البديهي أن نتمنى لو كان مجتمعنا وجد فيه من يقبل أن يشتغل بنظافة مدارس ؛ ومع يقيني أن وزارة التربية عانت كثيرا من متعهدي استقدام عمال برواتب ضئيلة , لا توازي ثلث ما تدفعه الوزارة عن كل عامل , فالحل كما أوضحته سلفا أن تبادر الوزارة هي بالاستقدام لما يقارب 56000 عامل يوزعون على ما يقارب 28000 مدرسة بواقع عاملين اثنين للمدرسة وبمرتبات مجزية كي لا يضطرون لعمل رديف خارج المدارس , وتؤمن الوزارة عبر إدارات التعليم مستلزمات النظافة , ومنها تتوفر علي الوزارة نفقات الصيانة والترميم السنوية التي تنفذ دونما متابعة وبتكلفة مبالغ فيها . الأمر ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلا إن أرادت الوزارة بيئة مدرسية صحية نظيفة و بعمالة نظامية , فالنظام لن يرحم مديري المدارس إن شغلوا عمالا وأن تشددوا على كليات التربية أن تمكن الطلاب من التطبيق العملي من المستوى الثاني , ويتصاعد عدد الأسابيع التطبيقية من مستوى لآخر بحيث يكون الطالب بالمستوى مفرغا كمعلم متدرب بالمدارس , نظرا للخبرة التي اكتسبها في ثلاث سنوات . الأمر الآخر إدارات التعليم تستقطب الكفاءات الفاعلة في المدارس كمشرفين , وهذا يؤثر سلبا في صعوبة تعويضهم بمعلمين متحرجين حديثا , ومن الأساس إعدادهم وتأهيلهم كمعلمين ليس بمستوى الطموح , وجهاز الاشراف التربوي بدوره بحسب علاقة مشرف بمعلم علاقة قرابة او علاقات خاصة يمرر قبوله مشرفا ولم يمضِ على خدمته كمعلم سوى ثلاثة أعوام أو أقل , يضاف لذلك ضغوط المجتمع والاعلام والوزارة على المعلم فيما هو بحاجة لإعادة تأهيل ورعاية وتحفيز .