تفاقمت آلامنا و وصلت بنا لحد الهذيان .. أصبحنا في هلع شديد على أنفسنا و أولادنا فعندما يخرج ابني أكاد لا أفتر دُعاءً مثلي مثل بقية الأمهات بأن يعود إلي سالماً و أن ينجيه الله من حُفرةٍ مخفية أو ظاهرة فكلّٓها سواء .. و أن يديم عليه الصحة و العافية و لا أراه في يومٍ ما تجمعه صورةً تذكارية مع و زير الصحة مبتسماً و الآي باد في يده . وألَّا يكون مصيري أنا و أبنائي من غرقٍ مفاجئ ، و أنا في بيتي و بين أهلي و ليس هذا من نتاج كوارث طبيعية أو بيئية بل هو نتاج غياب الرقيب و كأنه لا يوجد رقيب مُحاسِب لهم في أخراهم ! و بعد ذلك نسمع العبارة المعتادة ( الرضا بالقضاء و القدر ) و كأننا أُناس لا تعرف معنى هذع العبارة العظيمة و التي هي من أسياسيات الإيمان في ديننا كمسلمين .. فليتنا لا نتشدق و نُساوَم على اعتقاداتنا الدينية فنحن في أرضٍ و بلد حباها الله بنور الإيمان و منابر يعلو منها الآذان خمسة مرات في كل يوم و ليلة . إن ما حدث للشاب "علي منشو " رحمه الله و جعله من عِداد الشهداء ، هو و ابنه فتح جراح آلآمنا السابقة و زاداد نزفها فكلنا يرى نفسه و ولده فيه .. و كلنا أحسَّ بعظيم الفاجعة على زوجته و والديه و كلنا نتوجع قهراً على تيتُم طفلته .. لكن إلى متى ، لا نستفيق من فاجعة حتى تليها فاجعة أكبر ؟! نحن أبناء أغلى وأطهر بلد ويستحق منا أن يهتم به كل فرد و مسئوول بكل زواياها و أن يكون الجميع أميناً و حريصاً عليها .. فقد حبانا الله و أكرمنا بقيادة حانية كريمة و لكن هذه الأحداث بالطبع نتيجة لتهاون المسؤول عن مسئوليته و كلنا مسؤلون .. حفظ الله بلادنا و أهلها من كل شر كاتبة وفنانة تشكيلية*