البلاغة الإيجاز .. هكذا قالت العرب قديما ولعلنا اليوم نقف على نوع من البلاغة المفروضة علينا جميعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت لسان القوم وديوانها .. فإن شئت أن تتبع أخبار الشعوب وجديدها فما عليك إلا أن تتجول لساعة عبر مواقع التواصل لتعرف الجديد وتقف على المفيد في إيجاز شديد . إن رسالة تتجاوز الخمسة أسطر -مثل هذه - قد لا تجد من يلتفت إليها ولا حتى من يضيع وقته في قراءة عنوانها في مئة وأربعين حرفا يختصر البعض رسالته الطويلة ويدون خلاصة أفكاره ويعصر ذهنه ليكتب رأيه في تركيز شديد ، وفي بضع سطور يكتب الآخر قصيدته العصماء أو خطبته البتراء ، وفي كلمات يسيرة ودقائق قصيرة يفصح المتكلم عما يدور في خلده ليبثه بعد ذلك للناس الذين أصبحوا يملون بسرعة ويسيرون بسرعة ويعيشون بسرعة وينسون بسرعة ويموتون بسرعة أيضا لعل من حسنات هذه المواقع أنها علمتنا البلاغة وجعلتنا نترجم خلاصة أفكارنا في أقل عبارات وأقصر وقت ، لا مجال للمتفلسفين والمتفهقين والمتشدقين في هذه المواقع شكرا لها لأنها خلصتنا منهم .عبر هذه المواقع .. المهم المعلومة وليس تحليلها .. والخبر وليس تفاصيله .. والواقعة وليس أحداثها .. والرأي وليس مبرراته .. والكلمة وليس محسناتها .. المهم المختصر المفيد . 1