تكررت كلمة (الموت) 145 مرة، وتكرر نفس العدد مع لفظ (الحياة)، كما تكررت كلمة (الدنيا) 115 مرة، وتكررت (اﻵخرة) بنفس العدد السابق115مرة، وقد ذكر (ابليس) 11مرة، كما ذكر لفظ اﻹستعاذة منه 11مرة أيضا، هذه التوافقات العددية نجدها ظاهرة إعجاز في كتاب الله الكريم فسبحان الله القائل (ألم، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير). هو معجزة أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، متحد به اﻹنس والجان، على أن يأتوا بمثله فما استطاعوا، في قوله تعالى(قل لئن اجتمعت اﻹنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا). فإنه ليطيب للناظر رؤية إقبال الناس في هذا الشهر الفضيل على تلاوة القرآن الكريم، معتكفين عليه في المساجد بعيد كل صلاة أو قبلها، بل في كل مكان، لتلاوته آناء الليل والنهار، ولكن المؤسف حقا، أن يكون هم البعض، كم آية قرأ في اليوم، أو كم جزءا أكمل في الشهر، يتنافسون على تقليب صفحاته لختمه دون تدبر آياته، فيضيع منهم أجر عظيم، ويمر البعض باﻵيات المعجزات ولا تستوقفهم آية ليتفكروا في معناها، وكلنا ذاك المقصر. يقول تعالى( مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان)، إن الناظر إلى البحار لا يرى في ماءها اختلافا أو سدودا، ولكن الله يخبرنا أن للبحار سدود تفصل بينها، ولا تختلط مياهها أبدا، وقد أثبت علماء البحار في العصر الحديث بالصور والتحليل، حقيقة هذه المعجزة اﻹلهية فسبحان القادر، منزل الكتاب، والعالم بما يدور في اﻷلباب. ختامآ أيها اﻷحبة:- دعونا نستشعر كلما وضعنا هذا الكتاب بين أيدينا أننا أمام معجزة، تستوجب علينا قرآءته بتدبر آياته والتفكر فيها، وبترتيل وعدم استعجال، لتحقيق قوله صلى الله عليه وسلم(لا يعذب الله قلبا وعى القرآن).