للأسف , ايران وقفت مع حليفها , مع اختلافنا مع النهج الفارسي لكنهم لهم استراتيجيات يسعون من حلالها لتأكيد طموحاتهم ولا يصح منا فقط أن ننتقدهم ونجرمهم , لكن بالمقابل أين هي استراتيجياتنا المقابلة , فالإدانة والدعاء على المنابر وكتابة المقالات التي فقط تشنع عليهم لا تؤثر فيهم بشيء , كما حربهم الاعلامية وكلامهم العاطفي المعادي ظاهرا لإسرائيل لمخادعة السذَّج من العرب , وتقمصهم لنهج المقاومة والممانعة , اتضح أنها ليست موجهة ضد العدو الأساسي بالمنطقة إسرائيل وداعمه الأكبر أميركا , فالنظام الحاكم في سوريا وإيران وفقاً لما كشفت عنه الأحداث الجارية في سوريا أنها تتلاقى مع المصلحة الإسرائيلية العليا المتمثلة في وجود نظام يشتم ويتضاحك بإعلامه على الأغبياء من العرب شأنه شأن إيران وفي الحقيقة يخدمون إسرائيل ومن يقف خلفها , سواء بتخطيط مع إسرائيل وأميركا وروسيا أم تلاقت المصالح للتخلص ممن أسموهم بالمتشددين الوهابيين أو بالتكفيريين , معتبرين كل من يقاوم ويجأر بوجه رئيس نظام حامٍ لإسرائيل منذ 40 عاما فهذا يُنسب للقاعدة . والتفكير الأميركي منصبٌ على أن السنة بالتحديد هم من انبثق عنهم مفجروا برج التجارة بنيويورك وسفارتيها بتنزانيا ونيروبي , ومن قاوم احتلالهم لأفغنستان تحت غطاء دولي وكذلك بالعراق , ولسان حالهم الشيعة وهم أتباع لإيران لم يشتركوا في مقاومتهم حينما دخلوا العراق محتلين , ولا غرب أفغانشتان حيث الشيعة الهزارة قاوموهم , ولا شيعة باكستان بإقليم السند تظاهروا على طلعات طيارات بدون طيار لتضرب مناطق قروية جبلية وغيرها لمحاربة طالبان أنصار القاعدة , ولذلك تجد من بالحكم في باكستان , رئيس الجمهورية شيعي , ورئيس الوزراء جيلاني الذي أقيل منذ شهور شيعي . في الوقت الذي كانت فيه إيران ومخابراتها تمول القاعدة في العراق وتتبرأ مما يقومون به هدفها أن توجه أميركا سهامها لتستأصلهم من العراق وأفغانستان وباكستان ثم لا حقا سوريا , في حين تحتجز زعامات من القاعدة في طهران لتستخدمهم في تنفيذ خططها الخبيثة نحو دول الخليج والمملكة بصفة خاصة , ومتى ما تلاقت المصالح والأهداف تبقى الاختلافات في الاعلام لذر الرماد في العيون وما يتم بالخفاء بين الخماسي نظام بشار العلماني البعثي المقيت ووراءه روسيا ونظام الملالي بقم وطهران , والكيان الاسرائيلي ووراءه أميركا وأوروبا .. اتفقوا جميعا على حرب أهل السنة بذرائع أشرت إليها آنفا , ومن السخف أن تقاس شرذمة ضالة تنمي فكريا وعقائديا للقاعدة على مليار مسلم سني نقي العقيدة والمعتقد . ولم يعد خافيا على شعوب العالم بما فيهم مليار مسلم حقيقة البرود الدولي إزاء ما يجري في سوريا من تدمير للحجر وسفك دماء البشر , يقابلها فقط صفاقة إدانات دولهم لتدخل حزب اللات بلبنان بأوامر إيرانية وبتسليح وأموال إيرانية ليدعم ومعه لواء الفضل العراقي الاسم والسلاح والايراني التوجه والولاء وخبراء روس وكوريين شماليين ومرتزقة من شيعة القوقاز ومن الحوثيين يساندونه تحت علم حزب الله لاستعادة ما فقده نظام بشار الذي لو لم يكن يعتمد على هؤلاء لما انتفض بهذه الأيام , دون أن تقدم تلك الدول ما يوازي الدعم الايراني الروسي وكذا الاسرائيلي لبشار الأسد بعد أدركوا قبل شهور اقتراب تهاوي عرش الدمية الايرانية بشار الأسد وقد بدأت قواته تتقهقر , وعرشه آيل للسقوط وشاهدنا كيف تهاوت قبضة جيش النظام ولم يبق معه الا صواريخ سكود وطيرانه وبهما لم يحقق نتائج عملية على الأرض سوى تدمير المدن والقرى وقتل المدنيين الأبرياء . أما ما كان يروج عن الحل السياسي استنادا لما أفرزه جنيف "1" والسعي نحو جنيف 2 الذي صاغ فقراته وزير خارجية روسيا سيرجي لا فروف ما هو إلا شراء للوقت ليتمكن النظام السوري من التفاوض من موقع قوة , لذلك يسعى حاليا لاستعادة المدن الكبرى ابتداء من حلب بعد أن ضمن ممرا لوجستيا يتزود عبره بالمؤن والوقود بعد تدمير القصير واستعادتها ليقطع الاعانات والدعم الضئيل للجيش الحر الذي كان يصلها قبل سقوطها , يأتي هذا الهجوم الأجنبي الذي تقوده إيرانوروسيا على حلب وريف دمشق , بعد أن كان نظام بشار قاب قوسين أو أدنى من فقدان وجود قياداته بالقصر الجمهوري ومراكزه الأمنية . فيما بقيت ابواق لئيمة طبعت على الحماس المفرط بحجة الجهاد المشوَّه المتبتهية بالنحر والذبح , فهي اصبحت تسلك سلوك من لا دين لهم , ولا تراعي إلاً ولا ذمة والذين يجبرون أسراهم أن يقولوا ربي بشار .. والعياذ بالله .. حرب مقيتة عبثية , وطائفية مقززة , يتم فيها القتل على الهوية , ومن الأخطاء الجسيمة التي غذَّت العنف الطائفي في سوريا حاليا دخول أفراد توجهاتهم ليس بهدف تحرير سوريا من هيمنة البعث وطاغوته بشار الأسد وعصابته , بل أن لهم أهدافا تجعل من سوريا منطلقا لانتشار دولة القاعدة , بعد أن فشلوا في أماكن أخرى , وهم من جرأ حزب الله أن يستنفر قواه المدعومة إيرانيا . ويجب على حزب الله اللبناني الايراني الانتماء والعقيدة , ومن اعلنوا انضمامهم لتنظيم القاعدة وبايعوا أيمن الظواهري , أن يدعوا السوريين وشأنهم , وان يتم تسليح الجيش السوري الحر فقط بما يحتاجه من الأسلحة دون تلكؤ , وسننظر عندها هل ينتفي ما كانت تحجج به أميركا وأوروبا من الخشية أن يقع السلاح الفعال بيد ما اسموهم بالمتشددين , على اعتبار أن روسيا يستحيل أن توقف شحناتها للجيش السوري التابع لبشار الأسد , وعندما يكون هنالك شبه توازن في القوة وعلى الأرض فمن الضرورة وكما هي حال كل حرب لا تحسم لأي فريق بل يستمر القتل في حرب مدمرة يخوضها نظام لا يراعي حرمات مساجد أو يتورع عن قتل أطفال ونساء يقابله ممارسات جماعات شوهت معنى الجهاد حتى وإن صدر من أفراد فهو لا شك يشوه ولا يفيد , تشرع الأممالمتحدة في مفاوضات بين السوريين على مستقبل سوريا جديدة , وإحالة من تلوثت أيديهم بجرائم حرب ممنهجة لمحاكم جزائية دولية , وتشكيل حكومة وحدة وطنية تبقي السيطرة الأمنية لكل فريق على المناطق التي بحوزته , تتبعها انتخابات رئاسية مبكرة لا يشارك فيها النظام القائم أو أحد رموزه . 1 ..