يبدو أن كل معسكر الأسد وحلفه ابتداء من كبيرهم مرشد إيران علي خامنئي، إلى رئيس روسيا فلاديمير بوتين، مرورا بأمين حزب الله حسن نصرالله، وصولا إلى صغيرهم ووكيلهم في سوريا بشار الأسد، يفكرون بأساليب غريبة ومغيبة عن الواقع والمنطق ويتحلون بثقافة واحدة، والمشترك الأكبر بينهم هو أنهم سافكو دماء ابتداء من بطولات بوتين في الشيشان وتهديمه مدنها، وما يرتكبه خامئني في الأحواز والعراق وسوريا، وجرائم نصرالله في لبنان وسوريا، ومذابح بشار في حمص والمدن السورية الأخرى. وأيضا يشترك هؤلاء في أنهم يفتقرون إلى الرؤية الواقعية، فسنتان من القصف المستمر والقتل وتدمير المدن السورية في الليل والنهار، ومئات الآلاف من الضحايا، لم تقنعهم بأن الشعب السوري شجاع ويتشدد صموده في كل يوم كلما أمعن المجرمون بعداوتهم وصلفهم وجنونهم. ولم يقتنعوا بعد بأن الشعب السوري لا ينوي الاستسلام ولا يفكر به. وهو شعب أبي ولا يساوم أو يستكين لهزيمة. وبدلا من أن يعترف أعضاء حلف الأسد بالأخطاء ويراجعوا مواقفهم، ينغمسون أكثر في الارتكابات في كل مرحلة وهن جديدة لبشار ونظامه. وآخر تهوراتهم هو إعلان حسن نصر الله، تابع خامنئي في لبنان ووكيله، الحرب الطائفية. وهي دعوة متهورة وغبية ولا يستطيع نصرالله ولا حزبه النجاة منها لو فعلا اشتعلت حرب على هذا الأساس. إضافة إلى أن ضحايا مثل هذه الحرب هم الأبرياء، وليس خامنئي ولا حرسه الثوري. لهذا بدأت الأصوات الشيعية الوطنية العاقلة في لبنان وفي الوطن العربي، تعارض دعوة نصر الله، والمؤامرة الإيرانية التي تشعل الفتن في المجتمعات العربية، والمتضررون هم العرب. ولا يضير خامنئي حتى لو ذهب كل الشيعة العرب وقودا لحربه المقدسة. ولا أحد سأل خامنئي لماذا كل أدواته ومعاوله هم الشباب العربي يغرر بهم حسن نصرالله ونوري المالكي وغيرهما؟، ولماذا ساحات حروبه في الوطن العربي بالذات؟ من لبنان إلى اليمن مرورا بسوريا والعراق والبحرين. معسكر الأسد يبدو يفقد المنطق وحتى الأسلوب الأمثل للتفكير بتورطات أعضائه، فقد أسرع ممثل ميلشيات بشار يطلب من الأممالمتحدة تجريم علماء المسلمين الذين وجهوا نداء لإنقاذ السوريين من بطش عصابات حزب الله الطائفية وميليشيات طهران. وبوتين غاضب لأن الغرب سمح بتسليح السوريين العزل للدفاع عن أنفسهم، وهو يود أن يبقى السوريين عزلا كي تفرمهم دبابات الأسد والأسلحة الروسية وهم نيام. ومجموعة حزب الله وجوقتها الطبالة لا تزال تردد أنها سوف تحارب ما تقول انهم التكفيريون في نطاق حربها ضد إسرائيل وأمريكا. وهي في الواقع تقوم بمهمة أمريكية إسرائيلية. لأن إسرائيل بدلا من محاربة السوريين وتدمير سوريا أوكلت المهمة إلى حزب الله، فهو يؤدي مهمات عظمى لقتل السوريين وتدمير سوريا تحت ستار محاربة التكفيريين.