أكرم الله امتنا بدين الإسلام وجعل عموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ؛ كما جاء في الحديث الصحيح (رأس الأمر الإسلام من أسلم سلم و عموده الصلاة و ذروة سنامه الجهاد ) مشكاة المصابيح ولذلك ركز العلماء على الجهاد لما فيه من مصلحة عظمى ومنفعة كبرى للإسلام والمسلمين , فبالجهاد نحمي هذا الدين وننشره وبالجهاد نحمي امتنا من المخاطر والأعداء , ولذلك حذرنا الله ورسوله من ترك الجهاد فبترك الجهاد ننال الذل والهوان كما هو حالنا اليوم . فلا ترفع لنا راية ولا تنصر لنا قضية ولا تصان لنا حقوق ولا أعراض ولا دماء وكل شيء عندنا يكون مباح ومستباح لغيرنا كما هو واقعنا الآن وهذا مصداق ما اخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) السلسلة الصحيحة , وبسبب تركنا الجهاد وتمسكنا بالدنيا الفانية وركضنا وراء زيادة الأموال و تكثير الأولاد , فوصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم, فلا خلاص لنا ولا نجاة إلا بالعودة إلى ديننا الحنيف قولا وعملا سلوكا واعتقادا كما بينه لنا رسولنا الكريم في الحديث الذي ذكرته قبل قليل . ومن المعلوم أن الجهاد نوعان جهاد الحجة والبيان وجهاد السيف والبنان ,ومن المعلوم أيضا أن جهاد الحجة والبيان أفضل من جهاد السيف والبنان وهو مقدم عليه بلا شك أو ريب ولكن جهاد الحجة والبيان في الغالب لا يمكن القيام به ولا تؤتى ثماره إذا تخلف عنه جهاد السيف والبنان ولهذا كثيرا ما كان يجمع العلماء بينهما وخاصة عندما تتعرض الأمة إلى الاعتداءات الخارجية كما حصل مع شيخ الإسلام أبن تيمية وكذلك ما قام به الإمام محمد بن سليمان التميمي من جمعه بين العلم والسيف في نشر دعوة التوحيد والسنة والقضاء على مظاهر البدع والشرك والأوثان ,فصان الله به جانب التوحيد وحمى السنة على مدى ثلاثة قرون تقريبا . فهل عجزت الأمة أن تلد لنا إماما كهؤلاء , أم أن العلماء اكتفوا بجهاد العلم وعزفوا عن جهاد السيف على الرغم مما تواجهه امتنا من مخاطر وتحديات في هذه الأيام ومما لا شك فيه ولا ريب أن جهاد السيف قائم اليوم في كثير من بلاد المسلمين فالقدس الشريف يحتله اليهود واضعنا قبله الأندلس جنة المسلمين وألحقناهما اليوم بأفغانستان والعراق والصومال ومالي ولا ندري ما بعد مالي وكما يقال الحبل على الجرار . 1