منذ عشرات السنين ونحن في جنوب الوطن لانعترف بالحد الفاصل بين السعودية واليمن إلا على الخرائط وكتب الدراسة ,هو خط ( وهمي ) لايعترف به كبار السن ممن يسوقون أنعامهم أو يحملون بضائعهم قاطعين بها ذلك الحد جيئة وذهاباً للبيع والشراء .. أو للتزاور بين ذوي الأرحام .. كما لايعترف به أبناء القرية الواحدة ممن فصلهم ذلك الحد إلى مواطني دولتين ، بينما لايفصل بين السعودي واليمني هناك سوى جدار أو شارع صغير , وقبل سنوات قليلة فوجئنا جميعاً بهذا الحد يتحول إلى خط أحمر .. تلتهب فيه النيران وتتساقط فيه الأجساد بين قتيل أو جريح ترى , ما الذي طرأ على هذه البقعة الوادعة الهادئة حتى تتحول فجأة إلى ساحة حرب . قيل لنا أن العدو الحوثي هجم فجأة طامعاً في أراضينا وبيوتنا , والحل اخرجوا من بيوتكم , واخلوا أراضيكم قبل أن يصل إليها الحوثيون ,عجباً مئات القرى وبها عشرات الآلاف من المواطنين الآمنين المسالمين .. يهجّرون فجأة من بيوتهم .. خوفاً عليهم .. أو على ديارهم من الاحتلال الحوثي , فالمواطن المسالم الذي اعتاد على السمع والطاعة في المنشط والمكره أخلى بيته .مخلفاً وراءه أثاثه ومقتنياته وقبل ذلك ذكريات الطفولة والشباب في تلك القرى , وبعد انتهاء الحرب ظلت تلك القرى مهجورة , وحرم أبناؤها من ديارهم ومزارعهم وهنا يكمن اللغز المحير ,و أن سبب الإخلاء هو القضاء على عمليات التهريب التي تنطلق من اليمن وتقطع تلك القرى جيئة وذهاباً ولكن المفاجأة التي ألجمت الأفواه أن عمليات التهريب زادت عما قبل كمّاً وكيفاً فقد كانت عمليات التهريب تقتصر على القات وبعض المواد التموينية كالدقيق وغيره , ولكن وبعد إخلاء القرى الحدودية أصبح معلوماً للجميع أن عمليات التهريب تطورت إلى تهريب المخدرات والأسلحة !!! كما زادت حدتها وكثافتها , ثثار تساؤلات من أين تأتي تلك المهربات وكيف يتم دخول المهربين بتلك الكميات الهائلة من المخدرات والأسلحة والقات , كيف يمر المهرب قاطعاً ثلاثة كيلومترات خالية من السكان والحيوانات دون أن يتم ضبطه من قبل الجهات المسؤولة عن ضبط الحدود , بل كيف يمر يومياً الآلاف من الجانب اليمني قاطعين تلك المسافة المكشوفة دون أن ترصدهم الكاميرات الحرارية المغروسة في كامل السياج الفاصل ؟!. علامات استفهام وتعجب تفرض نفسها هو لغز لايحتاج إلى كثير من إعمال للفكر لحله ,وهل استمرار عمليات تهريب منتظمة , ودخول غير شرعي رغم وجود حماة الحد وحراسه لا يعلم بها أصحاب القرار في محافظة الحرث وإمارة جازان ؟, فالكثير من أبناء القرى الحدودية المخلاة يتخافتون بينهم" أن من كتب عنهم تقارير الخيانة والعمالة للحوثيين ومن أعطى المعلومات المغلوطة عنهم بأنهم يساعدون عمليات التهريب لم تكن تقاريره تلك سوى خطة لإخلاء قراهم , وبعد تنفيذ الخطة بإحكام لم يقم أولئك بدورهم في حماية الحدود ". 1