لكاتب أحمد الملا : المسامحة والمصالحة من مبادئ المرجعية العراقية العربية تتباين المرجعيات الدينية في العراق بالمواقف والتوجهات السياسية حتى إن البعض منها أو أغلبها لا تتفاعل مع كل حدث يحص في العراق وهناك مرجعيات تتفاعل مع كل حدث مهما كان ومن بين هذه المرجعيات مرجعية السيد الصرخي الحسني الذي أثرى الساحة العراقية بالمواقف الوطنية الأصيلة والنابعة من روح عراقية نقية وحب للوطن والأرض والشعب ومن بين هذه المواقف الوطنية هو إعلانه عن تنازله عن حقه ومسامحته لكل من تآمر عليه وكاد له وآذاه وظلمه بصورة مباشرة أو غير مباشرة . و هذا الموقف وهذا الفعل صدر من السيد الصرخي الحسني في بيان رقم 33 بعنوان " المسامحة والمصالحة " : عليه "نقول انه لا يُحتمل تمامية المصالحة ولا يُتوقع ترتب نتائج وثمار حسنة عليها ما لم يتحقق ما ذكرناه وما لم تتوفر الظروف والشروط الموضوعية " . 1- أن تكون المصالحة حقيقية صادقة لا شكلية ظاهرية , فلا يصح أن تكون دعوى المصالحة لأجل تحقيق مكاسب خاصة سياسية أو مالية أو فئوية أو طائفية أو عرقية أو قومية ولا يصح ولا يجوز أن تكون دعوى المصالحة والمشاركة فيها بسبب ضغوط وتوجهات لدول مجاورة أو إقليمية أو محتلة أو حركات ومنظمات مخابراتية أو جهوية عنصرية. 2- أن تكون المصالحة عامة وشاملة دون إقصاء أو استثناء , فالواجب جعل منهجنا منهجاً قرآنياً إسلامياً إلهياً بالبيان الواضح والحكمة والموعظة الحسنة وإلزام الحجة للجميع (( من سنة وشيعة وعرب وكرد وإسلاميين وعلمانيين وغيرهم )) بل أكثر من ذلك فيجب أن تشمل المصالحة البعثيين والتكفيريين من كل الطوائف والملل والنحل وإلزامهم الحجة جميعاً (( ونترك للقضاء العادل القول الفصل في إصدار الأحكام وتطبيق القصاص بحق المسيء والجاني من أي طائفة أو قومية أو دين كان ...... )) وبالنسبة لي فاني أتنازل عن حقي القانوني والشرعي والأخلاقي واُبرء ذمة كل من كادَ لي وتآمر علي وسبَّبَ أو باشَرَ في اعتقالي وتعذيبي وظلمي في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال سواء كان المٌسَبِّب أو المباشِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط أن يلتزم ((المٌسَبِّب أو المباشِر )) بالمصالحة وفق و أن وما ذكر من شروط من شروط وضوابط , أن بلتزم الصدق والجدية , كما طالب من الجميع أن يعفوا ويتنازل كل واحد عن حقه القانوني والشرعي والأخلاقي ويبرئ ذِمة كل من كادَ له وتآمر عليه وسَبَّبَ أو باشر في اعتقاله وتعذيبه وتشريده وترويعه وظلمه في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال سواء كان المٌسَبِّب أو المباشِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط أن يلتزم ((المٌسَبِّب أو المباشِر )) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقاً جاداً. فمثل هذا الموقف الفريد يدل على إن السيد الصرخي الحسني هو ينتهج منهج أل البيت عليهم السلام ويطبق ما خطه خير الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه واله وسلم عندما جاءته قريش تطلب العفو والمسامحة والمصالحة فقال لهم مقولته العظيمة ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) ... وهذا يعكس أخلاق السيد الصرخي الحسني العالية ومدى اقتدائه بالنهج المحمدي الأصيل ومدى تمسكه به وهذا أيضا يعكس حرصه وحبه ودعوته على أن يعيش العراقيين في حالة من التناغم ونبذ الطائفية والعنصرية والابتعاد عن الأحقاد والضغائن والثارات التي لا تجني سوى نزيف الدم العراقي وهنا يتضح جليا أن العفو والمسامحة والمصالحة هي مبدأ من مبادئ المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني . 1