مرت الأيام يوما بعد يوم منها الحزين ومنها مابالقلب مابه ,كنت في يوم منها طالباً يحلم أن يكون طبيباً وتارة اخرى يبدل حلمه ليصبح مهندساً . حينها أيقنت أنني لا أمتلك واقعاً جميلاً لكثرة أحلامي او في سياق اخر لا أحمل معدلاً يحقق طموحاتي..! تذكرت حينها من سلب مني جزءاً إنها مادة أبغضها (الرياضيات)واختبار يسمى (تحطيم القدرات). أمضيت عاماً تلو الاخر أحمل احلامي معي ,لم أكن أدرك أنني مهما حاولت وتعمقت سأجد جداراً يفصل بيني وبين مستقبلي.! وبعد أن أكملت دراستي في تخصص لم يكن من أختياري ولم أفكر فيه ولو لمرة واحدة , فقد اختاره معدلي بعد أختبار القدرات. كل هذه امور طبيعيه ولكن , أن تتعب وتدرس وتنقل معك أحلامك الى مكان أخر وتنجز جزءا كبيراً منها ثم في لمحة بصر تجد نفسك غير مرغوب فيه,ليس لدرجاتك بل ليس لأي شيء له صلة بالدراسة ؛ بل لأنك شخصٌ غير معروف و لاتمتلك واسطه وحينها يحكم عليك بأن تقضي بقية حياتك بين شركة وأٌخرى , يشغرون وظائفها من أهم اقل منك معدلاً وحديثو التخرج , وبينما أنت لايحق لك حتى مجرد الكلام. إنه الظلم بحد ذاته , وبعد أن امضيت سنين من االبطالة رغماً عني ,قررت بأني أكملها وأنا بكامل قواي العقلية لن أبحث عن الواسطة ابداً ولو طال الزمان سأجعلها تتوسل مني العفو والسماح وتريد أن تلبي جميع طلباتي وأن أصد عنها,(أتمنى ان يكون واقعا.!) أعلنها الآن بكل ثقة إذا لم اجد وظيفة خلال شهرين وبمرتب يضمن لي العيش الكريم سأعلن انشقاقي عن المثالية وانفصالي عنها وسأتخلى عن قناعاتي وسأبحث عن واسطة جميلة فأنا لن أعيش العمر مرتين وهو يمضي سريعاً بينما أنا فقط في موقف المتفرج . لو أحببتم أن تسمعوني فأنا قلت ما أريد وإن طرأ في بالكم اعدامي فأنا لها ولو طرحتوني أرضاً سأقاوم, عمر ي يمضي والجروح تبقى. 1