هؤلاء (الأشباح والعفاريت ) والتي تطالع الناس في كل يوم وكل حين , تتحرك ببطء بينهم ,تتوغل داخل المجتمعات . تتمركز بكل الألوان , والغريب أن لهم قبولاً من أصحاب القلوب المريضة لأن مصالحهم مشتركة رغم البعد الانساني والنفسي بينهم, وهم يعلمون ذلك الفارق ولكنهم يصرون على مواقفهم وأنانيتهم الطاغية ,وكلما كان هنالك عفاريت الأنا كان السائد عدم استعداد لسماع شكوى ممن هم (وتحت سيطرتهم) وسلطتهم التعسفية , والغلبية ممن يتصفون هم بهذه الصفة يعيشون قرفا من الأنا تتوسع وتتعمق كلما اتسع نطاق سيطرتهم وسلطويتهم لأنهم يعيشون الفراغ النفسي بعينه. هؤلاء لا يتعرفون إلا على ذواتهم ولايتم ذلك إلا بالانفصال عن الآخر روحا وإنسانية ! ولكنهم يحتاجونهم للترويج والتسويق لهم لأنهم في حركة مصالح مشتركة تجاذبية !يتوسع الاحتياج بينهم بتوسع المصالح لذا فهم قريبون من بعضهم رغم بعدهم ؛ الكثير والكثير ممن يتصفون بهذه الصفة يتلونون كالعفاريت وبالأخص في المجتمعات التربوية ؛ وكأنهن في غابة والبقاء للعفاريت الذين .يتحركون خلف ستار لا يظهرون إلا في الظلام , قرأنا ونقرأ كثيراً عن العنف الأسري ,والاجتماعي وعنف الطفولة ووو .. ولكنننا ننسى أو تناسى أن عنقا اسمه (الأنا) حيث يقول الفيلسوف كلكلاس :"العنف والقوة مصدر كل سلطة ,إذا كان القوي في الطبيعة هو الذي يسيطر فإنه من العدل أن يكون الأمر كذلك في المجتمع الانساني" . كثيرا نجد هذا العنف ممن يسيئون استخدام البسلطة وكيف يمارسونها على الغير بكل الطرق , فقد فسر ذلك غوسد روف:" إن ازدواجية الأنا والآخر تتآلف في شكل صراع , والحكمة من التآلف هو امكانية التعارف والاعتراف المتبادل فيكون التوافق والاحترام والعنف يهدم هذه العلاقة ويقمع كل التواصل بين الأنا والآخر , ومن هنا يظهر الغضب الذي يسلب الإنسان توازنه ويجعله فريسة للجنون"؛ وكم في مجتمعنا من مجانين خلّت منهم المصحات النفسية لأنهم عقلاء إلا من جنون من هم يسمَّون بعفاريت الأنا. 1