في الثلث الأخير من الليل وبينما كان يتلو آيات الفرج وتسهيل الرزق وقبل أن يختمها بالدعاء والصلاة على النبي كمثل كل ليلة حمل له الريح صوت ابنته الكبرى مريم ينهر الخامسة ليلى ومن خلف حيطان حجراتهم وتقول لها: أرجوك يا ليلى كفاية طلبات ثانيه كثيرة على الوالد والله أبونا تعبان وغلاء الأسعار كبير كل شيء غالٍ حليب أخينا أحمد والبنزين والأكل والملابس وفاتورة الكهرباء صارت ضعفين حاولي تصبري وتتحملي وشوفي أخر مره أشترى ثوب لنفسه؟ ممكن من سنه وأمي صابرة وتدعي الله يرجع أيام زمان بدون غلاء أسعار!! أبوية يحبنا حتى باع سيارته الكبيرة واستدان. وكي تدرسي أنتِ أمنيتك تمريض وكل يوم بعد الدوام يكدح مشاوير لوقت متأخر من الليل ليوفر دخل أخر وما نحتاج شيء وكل شهر يقترض من للبقال وصاحب الملحمة تذكري الشهر الفائت لما دق البقال الباب؟ هرب مثل الأطفال من أجلنا نحن يا حبيبتي لاحظي دائماً يقوم الأول من الأكل كي نشبع نحن أبونا يحبنا بجنون وراتبه كبير بس الأسعار نار صحيح لبسنا قديم وفرحنا ضرير لكن أحسن من غيرنا من كل زميلاتنا ماذا يعمل يسرق ؟ لتنزه وونسافر مثل زمان ونلبس مثل زمان حاولي تتأقلمي وحدة وحدة فماات مات فقاطع استماعه للحديث "ذو الشجون والسجون" وغادر المحراب وسجاده الصلاة وسرى في ليله لخارج البيت يصرخ بصوت يسمع من مسافة عشرين كيلو متر لا سامح الله التجار وغلاء الأسعار وكل تاجر جشع وصوته يجلل في الحي يَيْقَظ الجيران فقد أصبح صوته كالقنابل والمدافع صوت و ذوي الانفجار من غصة بصدره وبعينه دمع ويجرى خلفه بالأرض كحبات الأمطار (لتنقش في الأرض مسار) أقدامه الهاربة لكورنيش جده والمنتحرة أخيراً في بحر مدينه جده وليصبح المنتحر رقم 46 "من غلاء الأسعار" وكل ما نملك أن نقول:: بالطيف ألطف أن لا يزيدون 1