في خضم معترك الحياة اليومية دائماً نقف على النقيضين حتى في الأمور الصغيرة وسفاسفها التي لا تستحق ذلك النوع من التهويل والتضخيم من شأنها والتي لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً ، فنواجه في خضمها إما بالقبول أو بالرفض . فتجد الأشخاص المنضوين تحت لواء القبول يقفون بجوارك جنباً إلى جنب ، لا يكادون يفارقونك فهم أقرب إليك كظلك ، جل همهم تذليل ما أستطاعوا أمامك من صعاب ، كلماتهم بمثابة البلسم الشافي ، والقلب الحاني ، وبقربهم تسعد النفوس ، وتضئ لنا شمس الأمل لتبدد خيوط الظلام فتحيلها نوراً . وفي الجانب الآخر يقف الألم ، وما أدراك ما الألم ؟ متشحاً بالسواد ، فارشاً طرقاته بالشوك ليقف عائقاً دون طموحاتك وتطلعاتك ، دون أن يزف لك بارق أمل ، فيصور لك الطريق إلى تلك الطوحات والتطلعات بأنها محفوفة بالمخاطر ، هكذا يريدون ويودون أن يصوروا لنا آلامهم أصحاب العقول التي عشعش فيها الظلام . فالأمل يشيد لنا حصوناً وقلاعاً من السعادة والآمال ، ويفتح لنا أبواب الغد المشرق ، بينما الألم يحاول جاهداً أن يدك تلك الحصون والقلاع ، فالخيار في بادئ الأمر يعود لصاحبه فمنهم من أختار لنفسه أن يسلك الطريق مع أصحاب العقول النيره ، ومنهم من أختار لنفسه أن يعيش مع خفافيش الظلام . أُعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. 1