عندما تغرق البلد في تسعة مليون اجنبي يسرحون ويمرحون فيها ويخرج لنا مسؤول يبشرنا بافتتاح شركات ومكاتب جديدة للاستقدام وشبابنا منتظرين على الرصيف فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما تغرق البلد بتسعة مليون اجنبي يقال أنهم مهنيين وفنيين مدربين بينما خريجي الكليات التقنية من حملة الدبلوم لا ينظر لهم ككفاءات يمكن الاستفادة منها في تنمية الوطن سواء عبر بوابة الخدمة المدنية أو نافذة القطاع الخاص ويتركون في منازلهم على الرف والمجتهد منهم لا يجد الا وظيفة حارس أمن فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما تسعى وزارة التربية لاستحداث نظام يحاسب المعلمين على تأخرهم وغيابهم كما يقال قبل أن تستحدث نظام فعلي يكرم المميزين والمجتهدين تكريما معنويا وماديا , تكريما ملموسا يميزهم عن غيرهم من زملائهم ,تكريما عادلا محكما ليس فيه مجال للمجاملات والمحسوبيات فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما تقوم الشؤون الصحية بجازان بتعيين سائق اسعاف في مركز رعاية أولية وهي تعلم أنه لا يوجد إسعاف في ذلك المركز فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما تترك وزارة التجارة الحبل على الغارب لتجار مواد البناء يتلاعبون بالأسعار حسب امزجتهم وامزجة عمالهم الاجانب دون رقابة أو عقاب يرفع سياطهم عن كواهل الناس فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما يتأخر اصدار صك شرعي من محكمة شرعية يفيد بملكية مواطن لأرضه رغم موافقة كل الدوائر الحكومية واستيفاء كل الشروط لمدة تتجاوز سبع سنوات ولا حسيب ولا رقيب فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما يتم تعيين مسؤولاً (ما) لتولي زمام ادارة (ما) لينسدح على كرسي ادارتها الوثير لسنوات ولا انجاز ملموس له في الميدان وانما يُترك هكذا ينمو كرشه دون تحريك وكأنه أثر فرعوني فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما يتداعى من الاعياء مشروع (ما) بعد اسبوع واحد فقط من حفل افتتاحه ويترك هامور الظاهر وناجل الباطن اللذان نفذاه يتمتعان بأموال الوطن دون محاسبة لهم وللجان التي راقبت التنفيذ واستلمت المشروع فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما يُترك شخص (ما) يمارس الطب والتطبيب ويمرر وصفاته العشبية والعبطية وجلساته الخنفشارية على الناس ويلهط ما في جيوبهم تحت أي ستار حتى ولو كان ستار الدين ويُترك هكذا دون رقيب أو حسيب من الجهات المعنية فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . عندما يُترك من تمتد ايديهم بالتخريب أو العبث بأي منجز وطني كلف جهداً ومالاً مهما كان حتى ولو كان برميل قمامة دون ردع أو عقاب أو حتى عتاب من أولياء أمورهم أو من الجهات المعنية فإنني أقول : ما هكذا تورد الابل . [email protected]