يبدو للكثيرين ممن لهم إهتمام بالتربية و التعليم أن العملية التربوية تحولت من مهمتها الأساسية في التعليم و التربية إلى مهمة أخرى هي في نظر البعض أهم من التعليم نفسه ألا و هي الضبط الإداري للمعلم و الطالب في الحضور والإنصراف فقط . يكاد يصم أذنك طنين أحاديثهم عن تطوير التعليم و عن الإنتقال من أسلوب الحفظ و التلقين إلى أسلوب النقد والتفكير و التحليل المنطقي مستشهدين تارةً بالتجربة السنغفورية و تارة بالتجربة الأمريكية . و كل ما نلمسه من أثر لهذه التجارب على أولادنا هو ما نراه من تغير شكلي في المنهج المدرسي فقط !!! حين نتحدث عن تطوير التعليم فالمسألة تبدأ من كيفية وصول الطالب لمدرسته بكل يسر و أمان و أن يستشعر قيمته كطالب علم في أول مدارج الحياة و ذلك عبر توفير النقل المدرسي الآمن والمريح . و ما نراه في بعض إدارات التعليم أنها جعلت من عملية الضبط الإداري للمعلم بالحضور و الانصراف و الطالب بعدم التساهل في الغياب مقياساً النجاح الوحيد للتعليم . و لا نرى أي أثر لهذه الإدارة في توفير النقل المدرسي مع أنه من أولى أولوياتها . كم يجد أبناؤنا العنت و هم يسيرون عبر المزارع و الطرق الترابية إما مشياً على الأقدام أو عبر استدرار عواطف سائقي السيارات العابرة غدواً و رواحاً , بل عبر الركوب مع بعض المنحرفين أخلاقياً من سائقي الدراجات و المركبات . ما يجعل الأمر يأخذ بعداً أمنياً خطيراً فكم سمعنا عن قصص الاختطاف أو الاستدراج للصغار . أما البنات فلا تزال الوانيتات المقفصة تفي بالغرض , و لا غضاضة أن يشاركهن نفس الوانيت بقايا القصب و العلف أو حيوان في طريقة للمسلخ أو المجلب .!!! و حين اشتداد الظهيرة يضع أولئك الصغار كتبهم على رؤوسهم لتقيهم حرارة الشمس و وهج الظهيرة لتراهم في منظر مؤسف يتسابقون على برادات المساجد التي في طريقهم ليطفئوا بمائها لهب الشمس و ظمأ الهاجرة . إن هذه المعاناة اليومية مما يبغض المدرسة في نفس التلميذ وتجعله يبحث عن أقصر الطرق لترك التعليم و الانتساب لمجالات أخرى هي في نظره القاصر أقل معاناة . لذلك أقترح على المسئولين عن النقل المدرسي في إدارة التعليم أن يقوموا باستئجار سيارات من نوع شاص وتعديلها عند الحداد بوضع صفوف من الكراسي الحديدية و تكون دورين مثل بعض باصات النقل الجماعي لضمان استيعاب العدد الأكبر من الطلاب ويسمون المشروع " شاص للنقل المدرسي " . 1 و في الختام أوجه هذا السؤال للقائمين على النقل المدرسي في إدارة تعليم صبيا : أ ليس من حق الطلاب و الطالبات نقل كريم و مريح و لو دفعوا ثمنه نقداً في حال لم تجدوا بنداً في ميزانيتكم للنقل المدرسي ؟؟؟