في مصر المحروسة أم الدنيا اشتهر القطن المصري طويل التيلة والذي وصف عالميا من قبل كل خبراء الاقتصاد والزراعة بأنه من أجود وأرقى أنواع القطن العالمي ، وحتى من ذلك الأجنبي الذي يردح تحت لباسه المتطاولين اليوم على كل العنفوان والشموخ والإباء المصري . وفي مصر المحروسة أم الدنيا وكما قال رسول البشرية والإسلام الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، برز مجموعات من طويلي الألسن التي حان قصها ، ومن طويلي الرقاب التي أينعت وحان قطافها ، مجموعات تشكل عصي العصر المخيف بحمل مصري كاذب من راكبي الدفوف الدينية والسياسية ، والتي تخصصت ووظيفتها ضرب كل ما يمثل تاريخ مصر وعزة مصر وشموخ مصر وثقافة مصر ، مجموعات ثبت أنهم الرويبضة اللذين حذر من مجيئهم وقيادتهم للأمة بعصور القتل والفجور محمدا عليه الصلاة والسلام ، رويبضة ساقطة مائلة مميلة إلا أنها أضحت بفضل الربيع العربي , وبالوقت الذي أؤتمن فيه الخائن وخون فيه الأمين خافضة رافعة تأمل بقيادة الأمة والشارع المصري الذي رفض نابليون, وكل من على شاكلته حتى لو أطلق اللحية ولبس العمة ، وسجل التاريخ أنه شارع ثوري وطني يقود ولا يقاد ، فهو من قاد الأمتين العربية والإسلامية دائما للنصر والحرية والتحرير ، وهو من زود صلاح الدين والظاهر بيبرس وغيرهما بخيرة أبنائه ليساهموا بتحرير القدس وفلسطين . وفي مصر المحروسة أم الدنيا خرج دائما مجموعات من القادة والزعماء والمعلمين الذين أخذوا على عاتقهم حمل الرسالة والشعلة لتنير درب الحرية والعلم والثقافة ، ومن بين هؤلاء الزعيم والمعلم "عادل إمام" الذي من خلال أفلامه ومسرحياته بعث دائما برسائل واضحة علنية ومشفرة للشعوب لتنهض من كبوتها , وتستفيق من منامها ، والذي وجد دائما الحب والتقدير من عموم الشعب العربي الذي فهم مغزى أفلامه ومسرحياته وما تحمله من أفكار وحلول بين السطور ، إلا من قلة محدودة ا التفكير والمتمترسة وراء ظلاميتها ، ممن تميزوا بأمراض كثيرة وكبيرة لن تشفيها لا حبات الدواء ولا التهاليل ولا البهاليل ولا حتى تعاويذ سحرة فرعون وعصيهم وحبالهم لو انبعثوا بقوة أمريكا وإسرائيل ، فمن أمراض هذه القلة المزمنة والتي يستعصي شفاؤها، إنه مرض الحقد السياسي على كل زعيم ، ومرض الحقد الطبقي على كل من يختلف معهم ، والأخطر من ذلك ؛لحقد الدفين على كل مشهور برز بمقدرته وجهوده ، وصنع مجده ومجد شعبه ووطنه ومن بين هؤلاء النجم المتميز المعطاء "الزعيم" عادل إمام . عادل إمام الفنان الملتزم الوطني الجريء الذي في الوقت الذي جَبُنَ كثيرون ممن تصدروا ثورة مصر هذه الأيام ، كان هو المنتقد الجريء للزعيم الخالد , وللفساد بشخوصه وقباحته من خلال أفلامه ومسرحياته ، وبالوقت الذي قاد معركة فكرية توضح ماهية الإسلام المعتدل وتدافع عنه من منطلق لا يؤتين الإسلام من قبلك ، دون هدف شخصي يأمل بتحقيقه أو موجة يبغي ركوبها ، خلط كثيرون ممن تاهوا بسراديب الزمن بين واقعه الإسلام كدين معتدل وسطي جامع مانع يرفض التعصب والقتل والإرهاب ، وبين ,الإسلامي" السياسي الذي بات مطية لكل من هب ودب من المتاجرين بالدين لأغراض سياسية ، وللأميين الجهلة لبلوغ المرامي والغايات . عادل إمام الفنان الزعيم والمعلم المبدع الذي تربع في قلوب العرب والمسلمين وأحرار العالم من خلال فنه الراقي الهادف ، ومن خلال حضوره المتميز وشخصيته الفذة بأفلامه ومسرحياته ، كان الأجدر حتى من الفئة الهابطة بالفكر والحجة التي تهاجمه وتطالب بمحاكمته وسجنه أن يحمل على أكتافها المثقلة بالخطايا والخنوع في ساحات الحرية المصرية ، لا أن يكفروه ويحاكموه ويدسوا له التهم لاعتقادهم أنّ فنه قصدهم ، ومسرحياته أصابتهم بمقتل ، وأفلامه دمرت أحلامهم ، لكنه الزعيم والمعلم والوطني بلا منازع . [email protected] 1